7 معايير.. لصحة القلب والأوعية الدموية المثالية

مدخل جديد لرصد الجوانب الإيجابية لسلامتها من الأمراض

TT

عام 2010 أضافت جمعية القلب الأميركية American Heart Association (AHA) صفحة جديدة إلى مجلداتها الخاصة بالتعريف بالأسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة في الولايات المتحدة. وهنا وبدلا من التركيز بشكل وحيد على أمراض القلب والأوعية الدموية، أخذت الجمعية بتوسيع مهمتها لكي تشمل أيضا وسائل تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.

إنها انتقالة في الوقت المناسب؛ إذ أخذت أمور أخرى تهدد عملية الانخفاض الواضح في معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب منذ السبعينات من القرن الماضي. وهذه الأمور هي ازدياد معدلات السمنة والإصابة بمرض السكري، وازدياد هرم السكان وشيخوختهم، وظهور علامات مبكرة على حدوث أمراض القلب لدى الفتيان والفتيات في سن المراهقة.

صحة القلب المثالية تعرف الجمعية صحة القلب والأوعية الدموية المثالية على أنها مزيج من أربعة أنواع من السلوكيات، إضافة إلى ثلاثة مقاييس أخرى، وهي:

* الامتناع عن التدخين

* الحفاظ على وزن صحي

* ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

* اتباع نظام غذائي صحي

* مستوى الكولسترول الكلي أقل من 200 مليغرام لكل ديسيلتر (ملغم/ دل) من الدم، من دون أي علاج.

* قراءات ضغط الدم: أقل من 120/ 80 مللم زئبق، من دون أي علاج.

* مستوى سكر الدم أثناء الصيام 100 ملغم/ دل، من دون أي علاج.

تقييم «الصحة المثالية» وقد وظف باحثون في دراسة «خطر تصلب الشرايين في المجتمعات السكانية» therosclerosis Risk in Communities (ARIC) سبعة معايير لتقييم 12 ألفا من المشاركين الذين كانوا في أواسط أعمارهم، والذين لم يكونوا مصابين بأمراض في القلب عام 1987. وظهر أن 17 فقط منهم (0.1 في المائة) تطابقت أوضاعهم مع التعريف الخاص بصحة القلب والأوعية الدموية المثالية، في حين ظهر أن 5 معايير أو أكثر للصحة المثالية هذه تحققت لدى نحو 12 في المائة من المشاركين، بينما لم يتحقق سوى معيارين أو أقل لدى 42 في المائة من المشاركين (مجلة الكلية الأميركية لطب القلب، 19 أبريل/ نيسان 2011).

وقد لوحظت تلك الأعداد نفسها في دراسة «استراتيجيات (صحة) القلب بالتركيز على تقييم الأخطار» Heart Strategies Concentrating on Risk Evaluation، إذ ظهر أن مشاركا واحد فقط من أصل 1933 مشاركا (0.1 في المائة) تحققت لديه كل المعايير السبعة، بينما لم يتحقق إلا معياران أو أقل لدى 58 في المائة من المشاركين (مجلة «سيركوليشن»، 1 مارس/ آذار 2011).

ولكي يرى الباحثون في دراسة «خطر تصلب الشرايين في المجتمعات السكانية» (ARIC)، إن كانت هذه المعايير مجدية بالفعل، قاموا برصد مشكلات القلب والأوعية الدموية، فبعد متابعتهم على مدى 19 سنة للمشاركين في الدراسة، حصلوا على إحصاءات أشارت إلى حدوث أكثر من 3000 نوبة قلبية، وسكتة دماغية، وتشخيص لحالات عجز القلب، والوفاة بسبب أمراض القلب. ولم يتأثر بهذه الحالات أي من «أصحاب الصحة المثالية»؛ إذ ظل المشاركون الـ17 سالمين من أي أمراض في القلب، ومن هناك استنتجوا أنه كلما قل عدد معايير الصحة المثالية، ازدادت معدلات حدوث مشكلات القلب والأوعية الدموية (انظر الجدول).

خطوة فخطوة

* إن صحة القلب والأوعية الدموية المثالية هي علامة ممتازة، وهدف يسمو إليه كل إنسان.

وعلينا جميعا أن نتوجه إلى تحقيق ما يمكن تحقيقه بدلا من التوجه نحو الكمال، فإن كنت لا تتمتع بوجود كل معايير الصحة المثالية السبعة، فإن العمل على تحقيق معيار واحد منها سيحسن وضعك الصحيح، ويقلل احتمالات حدوث أمراض مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو عجز القلب، أو أي من حوادث أمراض القلب والأوعية الدموية. وحالما توصلت إلى تحقيق معيار واحد فإن الطريق ستكون مفتوحة أمامك لتحقيق معيار ثان ثم ثالث.

وإن كنت في مرحلة أواسط العمر أو ما بعدها، فإن الوقت لم يفت بعد لمراجعة موقفك، إذ إن تغيير العادات الصحية في أي عمر من الأعمار بمقدوره تحسين صحة القلب والشرايين.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»