استشارات

د. حسن صندقجي

TT

زيادة حجم البطن

* ما أفضل وسيلة للتخلص من شحوم البطن؟

عادل عبد الجواد - الدمام.

- هذا ملخص رسالتك حول زيادة حجم البطن وكيفية التخلص منها ودور الوراثة في ذلك.

بداية، فإن مشكلة سمنة البطن ليست متعلقة فقط بالجانب التجميلي في المظهر الخارجي لجسم الإنسان، بل هناك علاقة بين زيادة حجم البطن، أي تراكم كميات كبيرة من الشحوم بين الأعضاء في تجويف البطن وتراكم الشحوم في طبقات الجدار الخارجي للبطن، وبين ارتفاع احتمالات خطورة الإصابة بعدد من الأمراض ذات التأثيرات المهمة على صحة الإنسان. وهذه العلاقة تم التوصل إلى معرفتها وتأكيد ذلك، عبر دراسات طبية طويلة الأمد. ولذا فإن الاهتمام بالتخلص من زيادة حجم البطن هو اهتمام بصحة الإنسان في المستقبل ووقايته من الإصابة بأمراض مهمة.

وزيادة حجم البطن له علاقة بارتفاع خطورة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وارتفاع الدهون الثلاثية، وانخفاض نسبة الكولسترول الثقيل والحميد، ونشوء حالة مقاومة الجسم لعمل هرمون الأنسولين وتبعات ذلك، وأمراض شرايين القلب، والسكتة الدماغية، وأنواع من الإصابات السرطانية، والإصابة بحالة نوبات انقطاع التنفس أثناء النوم.

ولأن ثمة إثباتات علمية على ارتباط زيادة حجم البطن بالإصابة بهذه الأمراض المذكورة، فإن هناك تحديدا طبيا لما هو طبيعي وما هو غير طبيعي في حجم البطن. وبالنسبة للرجال فإن محيط الوسط (الخصر) الأكثر من 40 بوصة، أي 102 سم، يعني ارتفاع خطورة احتمالات الإصابة بالأمراض المتقدمة الذكر. ولقياس محيط الوسط يضع الإنسان شريط القياس حول البطن العارية من الملابس، أي على الجلد مباشرة دون تراخٍ أو شد، في المنطقة التي تعلو عظمة الحوض على جانبي وسط الإنسان.

والإشكالية عند تجاوز الرجل سن 35 سنة، أو قبل ذلك، هي حينما لا يمارس الرجل المجهود البدني والتمارين الرياضية، وبالتالي ينقص حجم عضلات الجسم لديه. وحجم العضلات مهم لأنها هي المكان الذي يتم فيه حرق السعرات الحرارية للدهون في الجسم. وكلما نقص حجم العضلات، ونقص استخدامها لحرق السعرات الحرارية، زادت كمية الشحوم المتراكمة في الجسم، وزادت صعوبات التخلص منها. ولدى بعض الرجال دور للوراثة في الأمر، ولكن الغالب، وحتى في وجود العامل الوراثي، السبب هو زيادة كمية الأكل وتدني ممارسة الرياضة البدنية ونقص حجم عضلات الجسم.

وبالنسبة لوسيلة التخلص من زيادة حجم البطن، علينا وضع أمر مهم في الذهن. وهو أن زيادة حجم البطن ناجمة عن زيادة كمية الشحوم المتراكمة في تجويف البطن وبين الأعضاء التي فيه. وهذه نقطة من المهم إدراكها، لأن البعض يعتقد أن زيادة حجم البطن ناجمة عن انتفاخ سببه تراخي جدار البطن وعدم شد عضلاته. ويتجه من يعتقد ذلك نحو إجراء تمارين شد عضلات جدار البطن بشكل حصري، اعتقادا منه أن هذا هو الحل دون الالتفات إلى سبب المشكلة. بينما الحل هو في أمرين متلازمين: الأول خفض كمية الطعام، وخصوصا النشويات والسكريات، والثاني تنمية حجم عضلات الجسم ككل، وزيادة تكرار استخدام العضلات تلك في التمارين الرياضية لحرق الدهون. ثم بعد خفض وزن الجسم وظهور الترهل في جدار البطن نتيجة لزوال الشحوم عن تجويف البطن، هنا من المفيد جدا الحرص على إجراء تمارين شد وتقوية وزيادة حجم عضلات جدار البطن.

أدوية نزلات البرد

* هل أدوية نزلات البرد آمنة للأطفال؟

أم خير الله - الأردن.

- هذا ملخص سؤالك حول مدى أمان إعطاء الأطفال أدوية نزلات البرد، التي تتوفر كشراب وقطرات تؤخذ عبر الفم. وعن الأحاديث الطبية حول ضرورة الحذر من إعطاء الأمهات لأطفالهن، هذه النوعيات من الأدوية دون استشارة طبية. وكذلك استفسارك حول المعالجات المنزلية لهذه المشكلات لدى الأطفال.

بداية، تشير مصادر طب الأطفال والصيدلة الإكلينيكية إلى أنه لا توجد إثباتات علمية على جدوى أدوية معالجة نزلات البرد وأدوية معالجة السعال التي تباع في الصيدليات دونما الحاجة إلى وصفة طبية، في معالجة نزلات البرد أو السعال لدى الأطفال. كما تؤكد أن لتناول الأطفال هذه النوعية من الأدوية احتمالات التسبب بتسارع نبضات القلب أو التسبب بنوبات التشنج. وتحديدا تنص الإرشادات الطبية على عدم إعطاء هذه النوعية من الأدوية للأطفال دون سن سنتين من العمر، وأنه تجب مراعاة الدقة في كمية الجرعة وتكرار إعطائها خلال اليوم، للأطفال الأكبر من عمر سنتين، أي وفق الإرشادات المكتوبة على عبوة الدواء.

ولمعالجة ارتفاع الحرارة المرافق لنزلات البرد هناك أدوية خافضة للحرارة وفي نفس الوقت تعمل على تسكين الألم الذي قد يشعر الطفل به في الحلق أو على هيئة صداع. وهذه الأدوية أيضا يجب أن يتم إعطاؤها للطفل وفق إرشادات الطبيب المعالج، مراعاة لعدم إعطاء الطفل كميات عالية منها أو إعطائه أنواعا منها غير ملائمة للأطفال الصغار.

والذي يمكن للأم أن تفعله للطفل عند إصابته بنزلة البرد والسعال المصاحب لها أن تحرص على تناول الطفل كميات كافية من السوائل، كالماء أو الشوربة أو عصير الفواكه الطازجة. وهناك مؤشرات علمية تفيد بأن ثمة جدوى في هذه الحالات لشوربة مرق الدجاج. كما أن من المفيد سعال الطفل لإخراج الإفرازات المخاطية في الجهاز التنفسي. ومن المفيد أيضا عمل الأم على شفط الإفرازات التي تعيق أو تسد مجرى الهواء في الأنف، وذلك من خلال استخدام آلة الشفط اليدوية المكونة من أنبوب صغير وبصيلة مطاطية. والحرص أيضا على رفع درجة رطوبة هواء غرفة الطفل. وقد يخفف تناول المشروبات الباردة أو الآيس كريم ألم الحلق لدى بعض الأطفال، وقد يفضل بعضهم المشروبات أو المأكولات الدافئة. وكذا من المفيد تناول الأطفال فوق عمر سنتين للعسل، أو غرغرة الحلق بالماء المالح بدرجة خفيفة.

ومن المهم كذلك تنبه الأم للعلامات التي تفرض مراجعة الطبيب، وهي استمرار ارتفاع الحرارة لدى الطفل، أو أي ارتفاع للحرارة لدى الطفل ما دون عمر ثلاثة أشهر. ومواجهة الطفل لصعوبات في البلع، وخصوصا عند شرب السوائل. وصعوبات التنفس. واستمرار السعال. وإخراج الطفل لبلغم أو إفرازات أنف ذات لون أصفر أو يميل إلى الخضرة في اللون. أو شكوى الطفل من ألم في الأذن.

الرجل وحمل الزوجة

* هل من الممكن أن يشعر الرجل بشكل حقيقي بأعراض صحية حينما تكون زوجته حاملا؟

عزة خ. - الرياض.

- هناك مصطلح يصف حالة غير ثابتة طبية لما يمكن التعبير عنه بشعور الزوج بأعراض مرافقة للأعراض التي تشعر بها زوجته حال حملها. وهي الحالة التي تسمى أعراض تعاطف الرجل مع حمل الزوجة. وعلى الرغم من مناصرة البعض في الوسط الطبي لحقيقة وجود هذا الأمر وتأكيدهم معاناة بعض الأزواج منه، فإنه طبيا لا يوجد اعتراف بشيء كهذا، لا من ناحية الاضطرابات النفسية ولا من ناحية الاضطرابات العضوية.