أستشارات طبية

د. حسن صندقجي

TT

* السكر في الشاي والقهوة

* عمري 43 سنة، ووزني طبيعي، وأنا أحب شرب الشاي والقهوة بإضافة ملعقتين من السكر لكل كوب أو فنجان. وأعلم أن كثرة تناول السكر قد تتسبب في زيادة الوزن، ولكن وزني طبيعي، سؤالي: هل هناك أي أضرار أخرى محتملة لكثرة تناول السكر؟

* خالد الراجحي - الرياض - هذا ملخص رسالتك. وبداية علينا مراجعة نقطتين مهمتين تتعلقان بالوزن من جهة وتناول السكر من جهة أخرى.

النقطة الأولى هي كيفية تقييم الوزن من ناحية تصنيفه طبيعيا أو غير طبيعي. الطريقة الطبية تتم من خلال حساب «مؤشر كتلة الجسم». وهو ما يتم من خلال قسمة وزن الجسم بالكيلوغرامات على مربع طول الجسم بالمتر. أي شخص وزنه 85 كيلوغراما، وطوله 1.75 متر. يكون مؤشر كتلة الجسم هو قسمة 85 على 3.062، ما يعني أن «مؤشر كتلة الجسم» هو 28. والطبيعي أن ما بين نحو 20 إلى 25. وزيادة الوزن هو ما بين 26 و30، وما كان فوق 30 هو سمنة. وبهذه الطريقة يحسب أحدنا تصنيف وزن جسمه.

النقطة الثانية، النصيحة الطبية بأن تناول السكريات الحلوة الطعم التي تضاف إلى الشاي أو القهوة أو البسكويت أو المعجنات الأخرى الحلوة الطعم أو المشروبات الغازية وغير الغازية، يجب أن لا تتجاوز كمية 36 غراما، أي نحو تسع ملاعق شاي. هذا بالنسبة للرجال. أما النساء فلا تتجاوز الكمية ست ملاعق شاي من السكر. والأطفال ما بين 3 إلى عشرة سنوات لا تتجاوز الكمية ثلاث ملاعق شاي من السكر. ولاحظ معي أن عبوة واحدة من المشروبات الغازية المحلاة بالسكر تحتوي على ثمانية ملاعق شاي من السكر الحلو الطعم! وما يزيد عن هذه الكمية من السكر هو إما سبب في زيادة الوزن أو التسبب في الإصابة بأمراض القلب، وفق ما تقوله إرشادات رابطة القلب الأميركية في إصداراتها الحديثة. أي عبر رفع احتمالات الإصابة باضطرابات ضغط الدم أو ارتفاع الكولسترول أو ارتفاع الإصابات بمرض السكري.

والحقيقة ليست الأمور ببساطة يمكن وصفها بأن الإكثار من تناول السكر يعني زيادة كمية الطاقة بالسعرات الحرارية التي يتناولها المرء من طعامه اليومي، وإذا لم يتسبب هذا بزيادة الوزن فلا مشكلة. ذلك أن ثمة أبحاثا طبية تتحدث عن عمليات تفتيت وحرق السكريات تلك بالجسم، وخصوصا حرق سكريات فركتوز الفواكه. ومعلوم أن جزيء السكر المائدة الحلو الطعم هو من السكريات الثنائية المكونة من نوعين من السكريات الأحادية، وهما سكر الفركتوز وسكر الغلوكوز. وارتفاع استهلاك الجسم لسكر الفركتوز له علاقة بارتفاع احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم وزيادة مقاومة الجسم لمفعول هرمون الأنسولين وسمنة البطن.

والنصيحة هي الحرص على عدم تجاوز الكمية التي تنصح بها رابطة القلب الأميركية في شأن تناول السكر الحلو المضاف للأطعمة أو المشروبات.

* العملية الجنسية والعلاج الكيمائي للسرطان

* هل من الممكن ممارسة الزوج أو الزوجة للعملية الجنسية عندما يتلقى أحدهما العلاج الكيميائي للسرطان؟

* عزيزة - إيطاليا هذا ملخص رسالتك. والأفضل دائما لمرضى السرطان أثناء معالجتهم أن يستفسروا عن هذا الأمر مباشرة من الطبيب المشرف على المعالجة، ولحصر الإجابة لدى الطبيب أسباب تتعلق بما سيأتي ذكره. وبالعموم، مريض السرطان الذي يتلقى العلاج الكيميائي من الممكن أن يُمارس العملية الجنسية إذا كانت لديه القدرة والرغبة، ولكن هناك عدة أمور تجدر مراعاتها، ومن أهمها نوع السرطان ومكان الإصابة به. وإصابات السرطان في الأعضاء التناسلية أو ما يتصل بها يتطلب أخذ الحيطة حينما يتعلق الأمر بممارسة العملية الجنسية. وبُعيد إجراء علاج جراحي أو معالجة في المناطق الأعضاء التناسلية، عادة ما ينصح الطبيب مريضه بالامتناع المؤقت عن ممارسة العملية الجنسية لفترة يُحددها الطبيب بناءً على عدة معطيات. كما أن من المهم مراعاة نوع العلاج الكيميائي الذي يتلقاه الزوج أو الزوجة المصابة بالسرطان. ومعلوم أن العلاج الكيميائي كلمة تشمل عددا من أنواع الأدوية. وبعض أنواع العلاج الكيميائي التي تتلقاها المرأة قد تتسبب في تغيرات في بطانة المهبل، ما قد يتسبب في تهتك أو جروح خلال العملية الجنسية. وبعض أنواع العلاج الكيميائي قد يُخفض مستوى مناعة الجسم، ما قد يتطلب عدم ممارسة العملية الجنسية لأنه خلال العملية الجنسية هناك ملامسة وتعرض للبكتيريا الطبيعية الموجودة في المناطق التناسلية، ما قد يُعطيها الفرصة للدخول إلى الجسم والتسبب بالالتهابات الميكروبية. كما أن بعض أنواع العلاج الكيميائي قد يتسبب في تدني عدد الصفائح الدموية، ما يجعل من السهل حصول النزيف أو الكدمات خلال العملية الجنسية. هذا بالإضافة إلى أن الحمل خلال المعالجة الكيميائية يجب منعه. ونظرا للإنهاك والتعب البدني والنفسي الذي يُسببه العلاج الكيميائي، ونظرا أيضا لحاجة الزوجين تقديم العاطفة، بإمكان الزوجين إعطاء الشعور بالود ومساندة أحدهما للآخر في هذه الفترة الصعبة من خلال القرب والرعاية والحنان دون ممارسة العملية الجنسية.

* لقاح الإنفلونزا والحمل

* هل تتلقى الحامل لقاح الإنفلونزا الموسمية؟ وما اللقاحات التي تستطيع تلقيها الحامل؟

* أم براءة - قطر هذا ملخص رسالتك. تلقي الحامل للقاح الإنفلونزا هو شيء آمن، والهيئات الطبية العالمية تنصح الحوامل بتلقي لقاح الإنفلونزا خلال موسم الإنفلونزا، أي في الفترة ما بين شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وشهر يناير (كانون الثاني)، وحتى مارس (آذار). ولا تتلقى الحامل هذا اللقاح في حالات الحساسية من البيض أو حصول تفاعلات عكسية بُعيد تلقيها لقاح الإنفلونزا سابقا.

ولاحظي معي أن الحمل بحد ذاته يضع عبئا على الرئة وجهاز مناعة الجسم، وهو ما يرفع احتمالات الإصابة بالإنفلونزا وسهولة العدوى بها، وأيضا ارتفاع احتمالات حصول المضاعفات المحتمل حصولها جراء الإصابة بالإنفلونزا مثل التهابات الرئة وتدهور قدرات الجهاز التنفسي. والوقاية الأفضل، والحماية الأسلم، هي بتلقي اللقاح الخاص بالإنفلونزا الموسمية.

وهذه الحماية والوقاية هي ليست للأم فقط خلال حملها، بل الحامل حينما تتلقى اللقاح فإن جسمها يُكون مناعة تنتقل إلى الجنين، وبالتالي تتوفر للطفل عند ولادته حماية ضد الإنفلونزا تستمر لديه إلى حين بلوغ سن ستة أشهر على أقل تقدير. ولذا فإن تلقي الحامل للقاح الإنفلونزا هو خدمة لنفسها وخدمة لجنينها.

واللقاح المقصود، الذي على الحامل تلقيه، هو الذي يُعطى عبر الحقن تحت الجلد، وليس اللقاح الذي يُعطى كقطرة في فتحة الأنف. ولقاح الإنفلونزا الحالي لموسم 2011 - 2012 يحتوي حماية ضد إنفلونزا الخنازير والإنفلونزا الموسمية المعتادة.

أما بالنسبة لأنواع اللقاح للحوامل فإن الآمن لهن هو تلقي اللقاحات التي تحتوي على ميكروبات ميتة وليس ميكروبات ضعيفة أو حية. واللقاح الوحيد الذي يُنصح الحوامل بتلقيه بشكل روتيني خلال موسم الإنفلونزا هو لقاح الإنفلونزا الموسمية. ولقاح الإنفلونزا الذي يُعطى كحقنة بالإبرة يحتوي فيروسات ميتة لا تتسبب البتة بالإنفلونزا لمتلقي هذا اللقاح، بخلاف لقاح الإنفلونزا الذي يُعطى كقطرة في الأنف.

واللقاحات الأخرى التي يُمكن أن تأخذها الحامل، وفق إرشادات الطبيب ونصيحته، تشمل لقاح التهاب الكبد من نوع بي ولقاح الحمى الشوكية وبكتيريا التهاب الرئة ولقاح تيتانوس الكزاز ولقاح الدفتيريا. ولكن أعود للتذكير بأن مَن يصف مثل هذه اللقاحات أو غيرها للحامل هو الطبيب عند مراجعته حالة الحامل ومدى ضرورة تلقيها لها وأسباب ودواعي ذلك.

ويجب أن تتجنب الحامل تلقي لقاحات كل من: النكاف والحصبة والحصبة الألمانية والجديري المائي.