بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

خطر مقاومة المضادات الحيوية

* من الخطأ أن يسارع المريض لأخذ أحد المضادات الحيوية كلما شعر بارتفاع درجة حرارته أو أصيب ببرد وزكام. إنه لا يدرك متى يمكنه أخذ المضاد الحيوي ومتى يمتنع عنه. وفي حالة أخذه، ما الجرعة المناسبة لعمره وشدة حالته؟ وما المدة المقررة لأخذ العلاج؟ إن هذا التصرف البدائي مع الأدوية تكون له مضاعفات خطيرة على صحة المريض، من حيث تكوين أجيال جديدة من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية المتوفرة في الصيدليات.

وهذا ما حدث بالفعل مع مرض الدرن الرئوي الذي أصبح الآن مقاوما لمعظم الأدوية إن لم يكن لها جميعها، وكانت النتيجة عودة انتشار مرض الدرن بشكل كبير ومقلق.

إن مقاومة المضادات الحيوية موضوع حيوي على طاولة النقاش على أعلى المستويات العلمية، وتحدث هذه المقاومة عندما تتحور الجرثومة وتصبح في مأمن من تأثيرات المضاد الحيوي المعين.

يمكننا جميعا أن نساعد في منع حدوث هذه المقاومة للمضادات الحيوية، وذلك من خلال اتباع النظام العلمي لأخذ المضادات الحيوية، والذي يتلخص في عدم تناول أي مضاد حيوي إلا عند الضرورة، وأن نتذكر أن المضادات الحيوية لا تعمل ضد الالتهابات الفيروسية مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا. وإذا بدأ الشخص بأخذ المضاد الحيوي فيجب عليه عدم تخطي أي جرعة منه. وأيضا ينبغي الانتهاء من كامل الكمية المحددة من قبل الطبيب، على الرغم من حقيقة أن الشخص قد يكون قد شعر بصحة أفضل بعد بضع جرعات من الدواء.

المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تقول إن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تشكل خطرا على صحة الشخص نفسه وعلى المجتمع، وتبرر ذلك بالحقائق التالية:

* أثبتت دراسات كثيرة أن مقاومة البكتيريا تميل إلى الانتشار بسرعة أكبر بين العائلات وداخل المجتمعات نتيجة سوء استعمال المضادات الحيوية.

* لقد وجد أن الالتهابات تصبح أكثر صعوبة وأكثر تكلفة للعلاج.

* وعليه فسوف يصبح من الصعب العثور على الدواء الذي يقتل البكتيريا مستقبلا.

* الناس قد يموتون من العدوى المقاومة قبل أن يتم التعامل معها بنجاح.

نوم الطفل الصغير

* من الأخطاء التي تدور في كثير من البيوت أن تطلب الأم من أطفالها الصغار أن يناموا ليلا مبكرين في حين أن الأبناء الكبار يلعبون ويلهون في أرجاء المنزل. وتكون النتيجة إصابة الطفل الصغير بالقلق والتوتر وعدم النوم، وإصابة الوالدين بالإحباط واليأس بعد أن استنفدا كل الحلول المتوفرة لديهما ليحصلوا على الراحة والنوم ليلا ولو لبضع ساعات متواصلة.

وفي الحقيقة هناك أشياء يمكنك للوالدين القيام بها لإقناع الوليد الصغير بالنوم في الليل مبكرا، ومن تلك الأمور البسيطة نذكر ما يلي:

* عندما يستيقظ الطفل في الليل يجب أن يجد البيئة حوله مهيأة للنوم للجميع وخالية من مصادر الإزعاج والإثارة، مثل الضوضاء أو الأضواء الساطعة أو رؤية أطفال آخرين أكبر سنا وهم يلعبون.

* التأكد من أن الطفل يحصل على قدر كافٍ من النوم أثناء النهار، فقد وجد أن الطفل المتعب يواجه صعوبة كبيرة في الإخلاد إلى النوم ليلا.

* فرض نظام روتيني في البيت للاسترخاء ثم النوم في أوقات ثابتة لجميع أفراد الأسرة.

* على الأم أن تمنح طفلها قدرا من الدلال والراحة النفسية كلما احتاج أو طلب منها ذلك.

الوقاية من الإصابات الرياضية

* من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الشباب عدم صبرهم بعد التعرض لإصابة بدنية واستئناف اللعب ثانية قبل التماثل للشفاء التام، وهذا يعرضهم لمضاعفات تلك الإصابات بعد أن كانت بسيطة وخفيفة.

تعتبر الرياضة متعة وطريقة رائعة للمحافظة على اللياقة والصحة البدنية، ولكنها في نفس الوقت يمكن أن تضر الشخص إذا لم يتخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابات.

أطباء جراحة العظام والمتخصصون في الطب الرياضي والعلاج الطبيعي يقدمون مجموعة من النصائح الوقائية عن كيفية الحد من خطر الإصابات الرياضية، نذكر منها:

* عمل فحص طبي شامل للتأكد من السلامة والكفاءة البدنية قبل البدء في ممارسة أي برنامج رياضي.

* ارتداء الحذاء المناسب وداعمات مفاصل الكوعين والركبتين والقدمين أثناء ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية، وكذلك لبس الخوذة عند ممارسة رياضة الدراجات لحماية الرأس.

* التعود على شرب الكثير من الماء.

* ضرورة الإحماء قبل اللعب.

* ضرورة ممارسة تمارين تمديد العضلات وشدها بلطف.

* عند التعرض لأي إصابة بدنية أثناء اللعب، يجب إعطاء الوقت الكافي للشفاء والتعافي التام من تلك الإصابة قبل استئناف ممارسة الرياضة مرة ثانية.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]