أستشارات طبية

د. حسن صندقجي

TT

* تكرر لدي التهاب المثانة، ما هي وسيلة الوقاية؟

سهام - الظهران - هذا ملخص رسالتك. والأصل في المتابعة الطبية للمعالجة هو مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات التي يطلبها ومتابعة نتائجها لديه وتناول الأدوية التي يصفها للمعالجة والمتابعة لديه، لمعرفة نتيجة المعالجة. ومن ضمن المتابعة الطبية محاولة معرفة سبب الإصابة بالتهاب المثانة، والعمل على عدم تكرار ذلك إن أمكن.

وهناك بالعموم عدة وسائل مفيدة لتقليل احتمالات تكرار عودة الإصابة بالتهابات المثانة التي تسببها البكتيريا. ومن أمثلة تلك الوسائل عدم حصر البول، أي عدم تأخير إخراج البول عند الشعور بالرغبة في التبول. وهذا جانب مهم، وهو التفاعل مع نداء الجسم لتحقيق المطلوب. وكثير من المشكلات الصحية، أحد أسبابها تأخير أو عدم الاستجابة لنداء الجسم. وإضافة إلى حصر البول هناك عدم التبرز عند رغبة الجسم في ذلك، ما يُؤدي إلى الإصابة بالإمساك لاحقا. وكذلك عدم شرب الماء حال الشعور بالعطش، وعدم النوم بالليل حال الشعور بالنعاس والرغبة في النوم.

ويؤدي عدم التبول حال الشعور بالرغبة في التبول، أو عدم إفراغ المثانة بالكامل عند التبول، إلى إعطاء الميكروبات فرصة للتكاثر والنمو في المثانة، وبالتالي ارتفاع احتمالات تكرار التهابات المثانة، وخاصة لدى من سبقت إصابتهم بهذه النوعية من الالتهابات.

والإناث على وجه الخصوص، بحاجة لإدراك ضرورة تنظيف الأعضاء التناسلية بعد قضاء الحاجة، التبول أو التبرز، وتجفيف منطقة الأعضاء التناسلية، من الأمام إلى الخلف، وليس بالعكس. وذلك لمنع احتمالات تلويث البكتيريا، الموجودة في منطقة فتحة الشرج، لمنطقة المهبل.

وينبغي أيضا الحرص على شرب الماء، وعلى التبول بعيد الفراغ من اللقاء الزوجي. وهو ما يُسهم في تنظيف وغسل مجرى البول من أي ميكروبات تم دفعها إلى مخرج البول خلال اللقاء الزوجي. وأيضا الاهتمام بشرب كميات كافية يوميا من الماء. أي 8 أكواب ماء على الأقل يوميا. والأفضل شرب الماء بكميات تجعل لون البول شفافا أو أصفر خفيف جدا. وهذه أفضل طريقة لضمان تزويد الجسم بالماء، أي طريقة مراقبة لون البول.

ومن المفيد أيضا تناول التوت أو عصير التوت، وهو ما ثبتت فائدته طبيا في تقليل احتمالات التصاق الأنواع الشائعة من البكتريا المتسببة بالتهابات مجاري البول، على الأسطح الداخلية لبطانة مجاري البول.

كما تجدر ملاحظة أن الوسائل الموضعية المستخدمة لمنع الحمل، كالحاجز المهبلي أو المستحضرات الموضعية لقتل الحيوانات المنوية للرجل، قد تتسبب بموت الأنواع الطبيعية المفيدة من البكتيريا الموجودة في المناطق المهبلية القريبة من فتحة إخراج البول. وهو ما قد يُعطي فرصة لنمو الميكروبات الضارة المتسببة بالتهابات المثانة. وفي هذا الشأن يُمكن استشارة طبيبة النساء والتوليد حول وسيلة منع الحمل عند وجود مشكلة تكرار التهابات مجاري البول.

* مرضى السكري والفحوصات

* عمري 46 سنة، ولدي ارتفاع في ضغط الدم، كما لدي مرض السكري وتتم معالجته بالأنسولين. ما تنصح للوقاية من أي مضاعفات للسكري؟

أم أحمد - الرياض - هذا ملخص رسالتك. ونصيحة الطبيب لك بأخذ الأنسولين بالإبرة تحت الجلد، ليس معناه سوى الحرص على ضبط نسبة السكر لديك بشكل أفضل مما كان حين تناولك حبوب أدوية خفض السكر. وهذا المبرر ذكره الطبيب لك، ولا يعني أن مرض السكري أصبح لديك أشد خطورة، بل يعني أن هناك ضرورة لضبط نسبة سكر الدم نظرا لعدم القدرة على تحقيق ذلك بأقراص الحبوب الدوائية.

ولاحظي معي أن السكري مرض يُؤدي إلى عدم ضبط الجسم لنسبة السكر في الدم، وعدم قدرته على إبقائها ضمن المعدلات الطبيعية في مراحل مختلفة من اليوم. والجسم عادة يقوم بهذه المهمة عبر إفراز البنكرياس لكميات من هرمون الأنسولين وفق معدلات نسبة السكر في الدم. ومعلوم أن نسبة السكر في الدم ترتفع بعد تناول الطعام وتنخفض بفعل إما عدم الأكل أو عمل الأنسولين على تصريف السكر إلى الأنسجة التي تستخدمه في إنتاج الطاقة.

ومضاعفات السكري ليست فقط ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم. بل هناك مضاعفات قد تُصيب الأوعية الدموية في شرايين القلب أو الدماغ أو إطراف الجسم. ومضاعفات قد تُصيب الأوعية الدموية الصغيرة في شبكية العينين أو الكلى. ومضاعفات أخرى قد تُصيب الشبكات العصبية في الأطراف أو الجهاز الهضمي أو الشبكات العصبية المغذية للأوعية الدموية أو المثانة وغيرهم.

وهذه المضاعفات الطويلة الأمد تحتاج إلى متابعة واهتمام. وأولى وسائل المتابعة والاهتمام هي اتخاذ وسائل الوقاية. وبالنسبة لشرايين القلب والدماغ مثلا، وسائل الوقاية تشمل خفض وزن الجسم منعا للإصابة بالسمنة، وتشمل ضبط نسبة الكولسترول والدهون في الدم، وضبط الارتفاع الممكن في معدل ضغط الدم، وممارسة الرياضة البدنية اليومية، والامتناع عن التدخين.

وإضافة إلى الوقاية، هناك الكشف المبكر عبر إجراء تحاليل الدم للكولسترول ووظائف الكلى وغيرهم، ومراقبة ضغط الدم، وإجراء فحوصات القلب، وهو ما يُقرره الطبيب المتابع حسب الحاجة.

وكذا الحال مع متابعة وظائف الكلى، عبر تحليل الدم، وعبر إجراء تحليل عينة للبول المتجمع خلال 24 ساعة وغيرها من الفحوصات التقييمية للكلى.

وإضافة إلى ذلك فحص شبكية العين، وفحص سلامة الأعصاب، وغيرها من الفحوصات وعناصر المتابعة التي يُقررها الطبيب المتخصص في متابعة مرضى السكري.

* الشواء والسرطان

* هل تناول اللحم المشوي كالكباب يتسبب بالسرطان؟

هادي يوسف - جازان - هذا ملخص سؤالك. وليس صحيحا إطلاق العبارات التحذيرية الطبية دون ضوابط في الوصف والتعريف. والصحيح أن الهيئات الطبية تحذر من تناول اللحوم المشوية بطريقة خاطئة، وتقول بأن ذلك يُمكن أن يتسبب بالإصابة بأنواع معينة من سرطان أجزاء من الجهاز الهضمي نظرا لأن هناك مركبات كيميائية ضارة قد تتكون خلال شواء بروتينات اللحوم بطريقة غير صحية.

- ولذا فإن طريقة الشواء، وليس مجرد الشواء، هو المشكلة. ومؤسسة السرطان بالولايات المتحدة حينما تناولت هذا الموضوع بالعرض، قالت إن المواد المؤدية للسرطان في اللحم المشوي تنتج عن أحد أمرين. الأول هو تغيرات تركيب الأحماض الأمينية المكونة للبروتينات في اللحوم بالعموم. والثاني هي الغازات والمواد الكيميائية الناتجة عن تساقط السوائل الدهنية عن اللحوم حال شوائها على قطع الجمر الملتهبة، وأيضا الغازات التي تصدر عن الفحم الصناعي أو الطبيعي خلال عملية احتراق الفحم.

وتقليل احتمالات تكون هذه المواد الضارة يكون بأمرين. الأول، أن يتم الشواء بطريقة تُقلل التفاعل المباشر بين قطع اللحم مع الحرارة العالية للجمر. والثاني، تقليل تفاعل الجمر مع السوائل المتساقطة عن الفحم واستخدام أنواع جيدة من الجمر أو أي مصدر حراري للشواء.

وعليه من الأفضل نزع الدهون عن اللحوم قبل شوائها، وتقطيع اللحوم إلى قطع صغيرة يسهل نضجها بسرعة، وتبليل اللحوم بالخل أو الليمون أو عصير الرمان أو غيره من السوائل الطبيعية لتقليل احتمالات تكوين المواد الضارة. وإضافة الخضار بين قطع اللحوم لتقليل نفس فرص تكوين المواد الكيميائية الضارة وعدم تعريض قطع اللحوم للاحتراق المباشر عند التعرض المباشر لمصدر حرارة الشواء.

كما أن الأفضل استخدام الفحم النباتي، وعدم إضافة المواد ذات الأصول البترولية لتسريع احتراق الفحم، وعدم إكثار كمية الجمر وحرارته العالية، والصبر لشواء اللحوم دون عجلة.