استشارات

د. حسن صندقجي

TT

كبار السن والتغذية

* والدي عمره أكثر من 80 عاما، ومصاب بارتفاع ضغط الدم وشرايين القلب ولديه ضعف في الذاكرة، ووزنه يزيد، وأواجه صعوبة في الاهتمام بتغذيته.. كيف أطمئن إلى أنني أقدم له التغذية اللازمة؟

أم عزام - المدينة المنورة.

- هذا ملخص رسالتك، وعلينا الاتفاق على أن التغذية الجيدة عنصر مهم في تكوين المستوى الصحي العام للإنسان ولشعوره بالعافية والنشاط، وعلى وجه الخصوص لدى كبار السن. السؤال الذي طرحته مهم لصحة والدك وعموم كبار السن من الجنسين، ومهم لأن هناك أحد الأفراد من كبار السن في غالبية البيوت.

سوء التغذية لا يعني تلقائيا نقص وزن الجسم والهزال، بل إن هناك سوء تغذية ذا تأثيرات مهمة على وزن جسم الإنسان حتى حينما يكون وزن الجسم طبيعيا أو في زيادة. ولذا قد يصاب البدناء أو ذوو الوزن الزائد بسوء التغذية. وسوء التغذية مصطلح يُقصد به تغذية لا تؤدي إلى تزويد الجسم بالعناصر اللازمة لعمله بكفاءة، كما يشمل هذا تغذية تؤدي إلى اضطرابات في الجسم.

ويحتاج الجسم الغذاء كي يحصل على العناصر التي لا يستطيع الجسم إنتاجها، أي المعادن والفيتامينات، والعناصر التي يحتاجها لإنتاج الطاقة والنمو، أي البروتينات والسكريات والدهون. ولذا يجب أن يتوفر عنصران في الغذاء: الأول، تزويد الجسم بالكميات اليومية اللازمة من المعادن والفيتامينات والبروتينات والسكريات والدهون. والثاني، أن يتم تزويده بهذه العناصر بالكميات اللازمة له دون زيادة واضحة لا لزوم لها.

وقد يُؤدي سوء التغذية لدى كبار السن إلى ضعف مناعة الجسم وسهولة الإصابة بالأمراض الميكروبية والتهاباتها، في الجلد أو الجهاز التنفسي أو البولي أو الهضمي أو غيرها. كما قد يُؤدي إلى ضعف قدرة التئام الجروح أو إصابات الجلد. وقد يُؤدي إلى ضعف شهية الأكل والكسل وكثرة النوم والخمول. وكذلك يُؤدي إلى ضعف العضلات، بكل تبعات ذلك على قدرة النشاط البدني وحماية المرء لنفسه من السقوط أو التعثر والإصابات وكسور العظام. وإضافة إلى كل هذا قد يُؤدي سوء التغذية إلى اضطرابات مرضية تبعا لنقص أحد الفيتامينات أو المعادن أو الأملاح.

ولاحظي معي أن سوء التغذية قد يبدأ بشكل واضح، أي أن الشخص الكبير لا يأكل بشكل كاف أو يتناول طعاما لا يحتوي على العناصر الغذائية المتنوعة، كتعود بعض كبار السن على الاعتماد على شرب الشاي أو الشاي والحليب مع تناول البسكويت أو شرائح خبز التوست أو «الشابورة». ولكن لو دققنا النظر لوجدنا أن لجوء الشخص الكبير إلى تناول أطعمة غير كافية أو غير صحية، له أسباب متعددة، نفسية واجتماعية وبدنية.

وكثير من كبار السن لديهم اضطرابات مرضية بالأصل تُؤدي إلى تدني الشهية أو إلى اضطرابات في عمل الجهاز الهضمي، أو يتناولون أدوية تُؤدي إلى إعاقة امتصاص الأمعاء لبعض العناصر الغذائية أو إلى صعوبات في البلع أو غيره. كما أن بعضهم قد تكون لديه مشاكل في الأسنان، ما يمنعهم من القدرة على مضغ الطعام أو تناول اللحوم أو المكسرات أو حتى السلطة. كما يجب ألا ننسى أن بعض كبار السن قد يُعانون من تدني قدرات التذوق أو الشم، ما يحرمه من الاستمتاع بتنويع الأطعمة أو تذوق أنواع مختلفة منها أو ضعف شهية الرغبة في الأكل.

وإضافة إلى هذا، هناك تدني التفاعل الاجتماعي، وقلة التواصل مع الأقارب، ما يجعل كبير السن يتناول طعامه منفردا أو برفقة زوجته الكبيرة في السن أيضا والتي قد تُعد بمفردها وجبة الطعام له، وهذا لا يُوفر ظروفا تُساعد على تنويع الأطعمة أو إعداد أصناف متعددة منها. أضيفي إلى هذا كله الشعور بالوحدة أو الشعور بالوهن البدني وغيرها الكثير من العوامل السلبية التي تجعل من السهل نشوء مشكلة سوء التغذية.

والذي أحاول توصيله لك بهذا كله، ضرورة التنبه إلى أن ثمة عوامل متعددة تُضعف شهية الأكل لدى كبير السن وتُضعف قدرته على تنويع الأطعمة وتُضعف توفير الظروف الصحية لتناول أكل صحي. وعليه تتطلب الحلول تفكيرا متأنيا وعمليا بمشاركة أفراد الأسرة، في تحسين مستوى الحالة النفسية والاجتماعية والبدنية والنوم وغيره لدى كبير السن، إضافة إلى الاهتمام بكيفية توفير الطعام الصحي له وتوفير الظروف التي تُساعده على تناوله وأخذ حاجة جسمه منه. أي برنامج واضح للعناية اليومية به وتنشيطه والاهتمام باحتياجاته، والتي أحدها تناول الطعام الصحي وإبعاد شبح سوء التغذية عنه.

عرق النّسَا

* أشكو من آلام مزمنة في الظهر، هل هي عرق النسَا وكيف أعالجها؟

علي السحيباني - القصيم.

- عرق النّسَا وصف لآلام أسفل الظهر الناجمة عن أحد الأعصاب الكبيرة التي تخرج من أسفل الظهر وتجري في خلفية الفخذ وصولا إلى الساق. والأعراض الشائعة لآلام عرق النسَا تشمل الآلام في منطقة الإلية وخلفية الفخذ وخلفية الساق والتي تسوء حال الجلوس. وتؤدي إلى الشعور بألم الحرقة أو الوخز في الساق، وضعف أو تخدير أو صعوبة في تحريك الساق أو القدم، وألم ثابت ومستقر في منطقة الإلية، أي دون النزول إلى الفخذ أو الساق. وربما ألم صارخ يجعل من الصعب على المرء الوقوف بعد الجلوس.

وغالبا يشعر المصاب بألم عرق النَّسَا في أحد الجانبين من الجسم، وقد يكون الألم مبرحا أو متوسطا أو خفيفا. وهناك عدة أسباب لتهييج الألم في ذلك العصب، مثل تضيق القناة التي يجري فيها العصب، أو ضغط بعض النتوء العظمية في مجرى العصب، أو تضيق مجرى الأعصاب في العمود الفقري نفسه بفعل تراكم أنسجة عظمية، أو ضغط الفتق في أحد الأقراص فيما بين الفقرات، وهو ما يُسميه البعض مجازا انزلاقا غضروفيا مع ملاحظة أنه لا يُوجد في الحقيقة غضروف بين الفقرات، ولا يُوجد انزلاق للقرص بين الفقرات. أو ربما تحرك إحدى الفقرات عن موضعها بطريقة تخالف انسجام وضعية الفقرات الظهرية.

وهناك عوامل تزيد من الشعور بألم عرق النسَا، مثل ارتداء أحذية غير طبية وصحية، أو عدم ممارسة الرياضة البدنية لتقوية عضلات الظهر، أو النوم على مراتب رخوة جدا أو زيادة وزن الجسم، أو الجلوس في وضعيات غير سليمة لصحة الظهر والفخذين والجسم.

والمهم ملاحظة متى من الضروري مراجعة الطبيب، وهو ما يجب عند مصاحبة ألم الظهر لصعوبات في التبول أو وجود ضعف في عضلات الساقين أو ارتفاع حرارة الجسم أو نقص وزن الجسم دونما مبرر أو الشعور بالتخدير في أجزاء القدم أو أجزاء من الساق.

ارتفاع ضغط الدم

* ما تأثيرات حالة ما قبل ارتفاع ضغط الدم؟

منال أكرم - صيدلية.

- هذا ملخص رسالتك التي كانت تعليقا على مقال سابق عن ضغط الدم.

إن مرحلة «ما قبل ارتفاع ضغط الدم» هي التصنيف لقراءات مقدار ضغط الدم التي تقع ما بين 120 و139 ملم زئبق لضغط الدم الانقباضي، أو الرقم الأعلى، وما بين 80 و89 لضغط الدم الانبساطي، أو الرقم المنخفض. ومعلوم أن قراءة ضغط الدم مكونة من رقمين: الأول، ضغط الدم الانقباضي ويوضع في البسط، وضغط الدم الانبساطي ويوضع في المقام، أي مثلا 119/69.

وهذه الحالة ليست هي «ارتفاع ضغط الدم المرضي» أي الذي تكون فيه قراءات ضغط الدم مساوية أو أعلى من 140/90. وفي المجتمعات التي تُجرى فيها إحصائيات طبية ميدانية، تشير نتائجها إلى أن نحو 28 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة لديهم حالة «ما قبل ارتفاع ضغط الدم». وبالمتابعة الطبية، تشير الإحصائيات إلى أن نحو 20 في المائة منهم فقط يُصبحون مرضى «ارتفاع ضغط الدم». أي أن ليس كل من لديه «ما قبل ارتفاع ضغط الدم» سيصبح لا محالة لديه «ارتفاع ضغط الدم المرضي». ومع هذا، هناك مؤشرات طبية على ضرورة الاهتمام بخفض الضغط لدى منْ عندهم «ما قبل ارتفاع ضغط الدم».

والاهتمام المطلوب يتمثل في خفض وزن الجسم، كي لا يتطور ارتفاع ضغط الدم إلى الحالة المرضية، إذ من المعلوم أن السمنة أحد العوامل التي ترفع من احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم المرضي. وكذا يجب الاهتمام بممارسة النشاط البدني اليومي، وتقليل فرص التعرض للتوتر النفسي، وتقليل تناول الملح، والحرص على تناول الخضار والفواكه الطازجة. والأهم من كل ما تقدم هو الحرص على إجراء قياس مقدار ضغط الدم على الأقل مرتين في كل سنة.