أستشارات طبية

TT

ربو القلب

* والدي لديه مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وسبقت إصابته بجلطة قلبية. وقد واجه صعوبات في التنفس قبل شهر، وذهبنا به إلى المستشفى، واستخدم الطبيب عبارة «ربو القلب» لوصف حالته. والدي ليس لديه ربو ولا يتناول حتى اليوم أي أدوية للربو. ماذا يقصد الطبيب؟

خالد العتبي - جدة - هذا ملخص رسالتك. وبداية، فإن أي استفسار لديك حول كلام الطبيب يجب أن توجهه إليه في الحال، وخصوصا عندما يستخدم عبارات طبية من الواجب عدم استخدامها عند وصف حالة المريض لذويه المرافقين له في المستشفى. وكثيرا ما يتم تنبيه الأطباء إلى ضرورة توضيح الحالة الصحية للمريض، وكيفية معالجتها ومتابعتها، بكلمات توضح المقصود دون اللجوء إلى المصطلحات الطبية التي يصعب على الشخص غير المتخصص في الطب فهمها. كما يتم دوما تنبيههم إلى ضرورة سؤال المريض أو ذويه عن مدى إدراكهم للمقصود من كلامه، وعليه هو أن يعطي الفرصة وبصدر رحب للإجابة عن كل الاستفسارات لدى المريض أو ذويه المقربين، وصولا إلى حالة من التفاهم التام. وتنبع ضرورة هذا الأمر من مسؤولية الطبيب في مساعدة المريض وذويه على التعاون معه في المعالجة. وأولى بديهيات التعاون هي الفهم الواضح من الطرفين.

ومع ما تقدم، يستخدم الأطباء مصطلح «ربو القلب» ولا يقصدون به مرض الربو المعروف. ومرض الربو هو مزيج من تفاعلات الحساسية في الشعب الهوائية بالرئة، نتيجة لتهييج تأثر الشعب الهوائية بعوامل داخلية أو خارجية عن الجسم. وخلال أزمة الربو المعروف يحصل تورم في بطانة الشعب الهوائية وانقباض في العضلات الحلقية المحيطة بالشعب الهوائية كما تتكون إفرازات مخاطية لزجة بدرجة عالية. وكل هذه الأمور تؤدي إلى تضيق المجاري الرئوية التي يمر من خلالها الهواء عند الزفير ومحاولة إخراج الهواء من الرئة.

أما «ربو القلب» فإنه مصطلح يصف حصول سعال أو صفير في مجاري الهواء بالرئتين نتيجة لفشل القلب وتجمع المياه في الرئة تبعا لذلك. ويؤدي تجمع المياه في الرئة إلى تورم أنسجة بطانة الشعب الهوائية وتراكم المياه في أنسجة حويصلات الرئة نفسها، ما يؤدي إلى أعراض مشابهة للربو المعروف، أي ضيق في سعة التنفس وسعال وصفير بالصدر عند السماع بالسماعة الطبية، وتدني الأكسجين في الدم.

وتختلف معالجة فشل القلب في قسم الإسعاف أو في المنزل بعد ذلك، عن تلك الخاصة بأزمة الربو المعروف.

* حبوب منع الحمل

* هل يمكن للمرأة تناول حبوب منع الحمل لفترات طويلة، وما أطول مدة لذلك؟

غ. أحمد - الدمام أم عادل - جدة سمرا - الإمارات - هذا ملخص عدة استفسارات عن مدة تناول حبوب منع الحمل. وهو أحد الأسئلة الطبية المهمة من ناحية مدى تأثيرات مدة تناولها على أي مضاعفات محتملة لذلك. والمبدأ الطبي أن تناول حبوب منع الحمل هو وسيلة فاعلة لعموم النساء من أجل منع حصول الحمل، وفي نفس الوقت أيضا وسيلة آمنة لغالبية النساء من أجل تلك الغاية ومن أجل غايات طبية أخرى قد تستدعي تناول حبوب منع الحمل، مثل اضطرابات الدورة الشهرية وأعراض ما بعد بلوغ سن اليأس.

وبإمكان غالبية النساء اللواتي يبغين منع حصول الحمل لديهن أن يتناولن تلك الحبوب ما دامت استمرت رغبتهن في عدم الحمل إلى حين بلوغ سن اليأس. وهذا ضمن شروط صحية، ومن أهمها عدم التدخين وعدم وجود مرض ارتفاع ضغط الدم لديهن وعدم وجود اضطرابات في تخثر الدم أو لديهن أي اضطرابات مرضية أخرى تفرض على الطبيب نصحهن بعدم إطالة مدة تناول تلك الحبوب أو عدم تناولها بالأصل.

وكان يعتقد طبيا في السابق أن تناول المرأة لحبوب منع الحمل فترات طويلة يقلل من احتمالات الحمل عند الرغبة في ذلك والتوقف عن تناول تلك الحبوب، ولكن تبين أن هذا غير صحيح. كما كان بعض الأطباء ينصح بالتوقف عن تناولها بضعة أشهر، كراحة للجسم منها، وهو ليس فقط ما لم تثبت فائدته، بل إنه يرفع احتمالات حصول الحمل لدى من لا يرغبن في ذلك.

أما تأثيرات طول مدة تناول تلك الحبوب على نشوء بعض أنواع الأمراض السرطانية فالآراء الطبية متضاربة، ذلك أن طول المدة كما أنه يرفع من احتمالات الإصابة ببعض تلك الأمراض فإنه في نفس الوقت يقلل من احتمالات الإصابة بأنواع أخرى منه.

* السكري وسن اليأس

* عمري 48 سنة، وأتناول أدوية لعلاج مرض السكري. ألاحظ أن نسبة السكر لدي غير منضبطة كما في السابق، هل بلوغ سن اليأس هو السبب؟

أم رباب - الكويت - هذا ملخص رسالتك. ومعروف طبيا أن عامل بلوغ سن اليأس له تأثيرات متوقعة على مدى انضباط نسبة السكر بالدم لدى من هم بالأصل مرضى السكري. والذي يلاحظ طبيا أن اضطرابات انضباط نسبة سكر الدم من المتوقع أن لا تحصل فقط بعد توقف حصول الدورة الشهرية، بل حتى في فترة اضطرابات انتظام الدورة الشهرية التي تسبق توقفها تماما.

ولاحظي معي أن الهرمونات الأنثوية، التي يفرزها جسم المرأة خلال سنوات ما قبل بلوغ سن اليأس، لها تأثيرات على نسبة سكر الدم. وبعد بلوغ سن اليأس، وانخفاض نسبة إفراز جسم المرأة لهذه الهرمونات، تضطرب نسبة سكر الدم. كما أن بعض النساء، أو ربما الكثير منهن، يزيد وزن الجسم لديهن خلال وبعد بلوغ سن اليأس، وهو ما يرفع من كمية هرمون الأنسولين اللازمة للجسم كي يتحكم في ضبط نسبة سكر الدم.

وترتفع أيضا بعد بلوغ سن اليأس احتمالات الإصابة بالالتهابات الميكروبية، نتيجة لعوامل هرمونية عدة، وبالتالي ترتفع احتمالات حصول اضطرابات في ضبط نسبة السكر بالدم. وهناك عامل آخر مؤثر على ضبط نسبة السكر بالدم، وهو اضطرابات النوم التي تصاحب ما قبل بلوغ سن اليأس وفي الفترة التالية.

ومن المهم ملاحظة أن حصول اضطرابات نسبة السكر بالدم، لدى الإناث والذكور وفي أي مراحل العمر، يعني ارتفاع احتمالات حصول مضاعفات السكري. ولا يقصد بمضاعفات السكري فقط ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر بالدم، بل أيضا أضرار السكري على الكلى والشرايين القلبية والدماغية وشبكية العين والأعصاب. ومع ملاحظة هذا يمكن فعل الكثير لضمان انضباط نسبة السكر بالدم خلال هذه الفترة. وأهم خطوة هي إبلاغ الطبيب عن ملاحظة عدم انضباط نسبة السكر عند التحليل المنزلي له، واتباع إرشاداته في هذا الشأن، وخصوصا عند توجيهه بتغير أدوية المعالجة. كما أن عليك الحرص على تناول وجبات طعام صحية في مكوناتها ومصادرها وكمية طاقة السعرات الحرارية فيها، ومعالجة أي مظاهر للاضطرابات الصحية المرافقة لبلوغ سن اليأس إن كانت لديك عبر مراجعة طبيب النساء والتوليد.