أستشارات طبية

د. حسن صندقجي

TT

* صحة القلب وتغذية المواشي

*- هل هناك فرق لمريض القلب بين تناول لحوم الأبقار التي تتغذى على الأعشاب الخضراء وبين تلك التي تتغذى على أعلاف مكونة من الحبوب أو البقول؟

المهندس ممدوح - القاهرة - هذا ملخص رسالتك. والسؤال الذي عرضته في رسالتك مهم ويتعلق بالجوانب الصحية وتأثيرات تناول الإنسان لمصادر غذائية تم إنتاجها أو تغذيتها بطرق مختلفة. وعلى الرغم من أهمية معرفة حقيقة الرأي الطبي، فإن العرض هنا للإجابة عن سؤالك لن يتطرق بالحديث حول التأثيرات الصحية لتناول لحوم الماشية أو الدواجن التي تم إعطاؤها مضادات حيوانية أو أي أنواع أخرى من المقويات ضمن أعلافها التي تتناولها.

وبغض النظر عن عملية الرعي وتنشيط حركة الماشية أثناء نموها، لاحظ معي أن مربي الماشية، سواء كانت أبقارا أو ضأنا أو ماعزا أو جمالا، يستخدمون طريقتين رئيسيتين في تغذيتهم لمواشيهم: إما تغذية تعتمد على البقول والحبوب بالدرجة الأولى كالذرة والشعير وغيرها، وإما تغذيتها بالعشب والأوراق النباتية الخضراء. وهم يفضلون الطريقة الأولى لأنها تسرع في نمو الماشية وتكسبها وزنا أكبر في فترة قصيرة مقارنة مع طريقة الرعي في المراعي وتغذية الماشية بالأعشاب والأوراق النباتية الخضراء.

وإضافة إلى نقاء الطعم وحسن المذاق، فإن تغذية الماشية بطريقة الأعشاب الخضراء لها فوائد صحية عند تناول الإنسان لحومها، وتفوق تلك التي تكون عند تناول الإنسان للحوم ماشية تمت تغذيتها وتسمينها سريعا بالحبوب والبقول. ولاحظ معي أن هناك اتفاقا طبيا على حقيقة مفادها أن الاختلاف في نوعية تغذية الماشية له تأثيرات على مكونات العناصر الغذائية في لحومها، وبالتالي فإن التأثيرات الصحية لدى الإنسان تختلف، عند تناول أي من تلك الأنواع المختلفة من اللحوم.

ويشير الباحثون من «مايو كلينك» وغيرهم من مراكز البحث في الولايات المتحدة إلى تأكيد هذه الحقيقة، وهو ما دلت عليه الدراسات الطبية التي تناولت بالبحث هذا الموضوع وتمت مراجعتها في إحدى دراسات جامعة كاليفورنيا التي أجريت على لحوم الأبقار التي تمت تغذيتها بالطريقتين، والتي وجدت نتائجها أن لحوم الأبقار التي تغذت على العشب الأخضر أقل احتواء على الشحوم وأقل وزنا بالجملة، وأكثر احتواء على دهون «أوميغا -3» الصحية بدرجة عالية، وأكثر احتواء على دهون «أوميغا - 6» الصحية أيضا، وأكثر احتواء على فيتامين «إي» E وفيتامين «إيه» A وغيرهما من العناصر الغذائية التي تصنف بأنها مضادات للأكسدة. وتحديدا فإن كمية فيتامين «إيه» أعلى سبع مرات في لحوم الأبقار التي تغذت على العشب. ومعلوم أن دهون كل من «أوميغا - 3» و«أوميغا - 6» مفيدة لصحة القلب والشرايين وتقليل الإصابات بأنواع شتى من السرطان وتحسين وظائف الجهاز العصبي وتقوية جهاز مناعة الجسم. كما أنه معلوم أن التقليل من تناول الشحوم الحيوانية يعني تقليل تناول الدهون المشبعة. والدهون المشبعة ضارة بذاتها على صحة الشرايين القلبية والدماغية، وتسهم في رفع نسبة الكولسترول بالجسم. كما أن التجارب دلت على أن قطعة بوزن نحو 200 غرام من اللحم الهبر، الخالي من الشحوم الملاصقة، من منطقة الخاصرة في البقر الذي تغذى على العشب أقل بنحو 90 كالوري (سعرة حرارية) من نفس كمية لحم البقر الذي تغذى على الحبوب والبقول.

وهذه النتائج كلها مؤشرات تفيد بأن تناول تلك اللحوم للماشية التي تغذت على طرق صحية بتناول الأعشاب الخضراء، بعيدا عن عملية التسمين بالحبوب أو البقول، ربما هي أكثر فائدة صحية لمرضى القلب ولعموم الناس.

* «البوتوكس» وعرق الإبط

* هل «البوتوكس» مفيد للتجاعيد؟ وكيف يقلل من مشكلة زيادة عرق الإبط؟

أم عادل - جدة - هذا ملخص سؤالك. «البوتوكس» مادة طبية مستخلصة من سموم أحد أنوع البكتيريا. ومنها نوع «البوتوكس» التجميلي الذي إذا ما تم حقن كميات ضئيلة منه في العضلات فإنه يؤدي إلى ارتخاء تلك العضلات لبضعة أشهر. ولأن التجاعيد الجلدية قد تنجم عن تقلصات وشد في العضلات التي تحت الجلد، فإن حقن العضلات تلك بهذه المادة يقلل من مظهر التجاعيد الجلدية. ولكن «البوتوكس» لا يفيد في معالجة ترهل وتجاعيد الجلد الناتجة عن كثرة التعرض للشمس بل تلك الناجمة عن الشد العضلي المزمن.

كما يستخدم «البوتوكس» من أجل تقليل إفراز العرق من الإبط. وهنا لا يعمل «البوتوكس» كمادة تخفف من الشد العضلي بل يعمل كمادة تقلل من نشاط الغدد العرقية. وسيسألك الطبيب عن تناولك لأي أدوية تزيد من سيولة الدم، كـ«الأسبرين» وغيره، وعن أي أنواع من الحساسية لديك، وعن أي أدوية تتناولينها بشكل منتظم. وللتحضير في منطقة الإبط، يجب تنظيف المنطقة بإزالة الشعر وعدم وضع مزيل الرائحة والعرق عليه لمدة يوم قبل الحقن.

* دواء «أمبيون» للنوم والإدمان

* وصف لي الطبيب عقار «أمبين» لتسهيل النوم، هل يتسبب هذا الدواء في الإدمان له؟ وهل تناول أدوية النوم المحتوية على مضادات «الهيستامين» ممكن وآمن؟

سوزان عاطف - الولايات المتحدة - هذا ملخص الأسئلة في رسالتك. بالنسبة لعقار «أمبين» المتوفر في الولايات المتحدة ومناطق شتى من العالم، فإنه يحتوي على مركب «زولبيدام» وهو من فئة أدوية «زد» Z المستخدمة طبيا في تسهيل الخلود إلى النوم، وهو نفس عقار «استلنوكس» المتوفر في مناطق أخرى من العالم كأوروبا وغيرها.

وهذا العقار مفيد لتحسين وسهولة الدخول في النوم والاستغراق فيه لنحو ما بين ست إلى ثماني ساعات، وتتوفر منه أقراص بقوة 10 ملغم. وهناك أنواع من «أمبين»، النوع العادي، ونوع آخر مكون من طبقتين لتسهيل نوم أطول نسبيا مقارنة بتناول القرص الدوائي العادي من «أمبين».

وبالعموم، فإن «أمبين» أقل تسببا بحالة الاعتماد أو الإدمان البدني أو النفسي، مقارنة بالأنواع الأخرى من أدوية النوم ذات فئة تدعى «بينزودايازابين» والتي من أمثلتها «أتيفان» و«فاليوم» وغيرهما. ولكن لاحظي معي أن ثمة دراسات طبية تشير إلى أن تناول أنواع من أدوية تسهيل الخلود إلى النوم، و«أمبين» أحدها، قد يؤدي إلى قيام الإنسان بأمور لا يتذكر لاحقا قيامه بها، مثل قيادة السيارة أو تناول الطعام وغيره.

ولكن لاحظي معي أن تناول أقراص أدوية النوم هو ليس وسيلة للاستخدام على المدى الطويل، ويجب أن يتم تناولها تحت إشراف الطبيب ولفترات قصيرة لا تتجاوز أسبوعين بشكل يومي متواصل. ويكون تناولها لحاجة يقدرها الطبيب مع العمل الجاد على تحسين المرء لظروف النوم كي يعود إلى النوم الليلي يوميا دونما الحاجة إلى مساعدة دوائية.

والأدوية المحتوية على «مضادات الهيستامين» والمستخدمة بالأصل لعلاج الحساسية ونزلات البرد، تتسبب بالنعاس، ولذا يلجأ البعض وبإرشاد طبي إلى استخدامها كوسيلة لتسهيل النوم. ومن الممكن تناولها لبضع ليال لتسهيل النوم، خاصة في الظروف التي يضطرب فيها النوم، مثل السفر أو مواجهة ضغوطات وتوترات حياتية وغيرها من الأسباب المعقولة. ولكن لاحظي معي أن الجسم يتعود بسهولة عليها، وبالتالي يقل مفعولها في تسهيل النوم بعد عدة أيام، إضافة إلى امتداد زمن تأثيراتها على الشعور بالتعب والنعاس حتى في خلال نهار اليوم التالي.

والمهم بشأن مواجهة اضطرابات في النوم، هو العمل على تحسين الظروف التي تساعد على سهولة النوم، مثل تقليل تناول المشروبات المحتوية على الكافيين من أواخر فترة ما بعد الظهر، وممارسة الرياضة البدنية أثناء النهار، والتغلب على الظروف التي تتسبب بالتوتر أو الضغط النفسي، وتهيئة ظروف غرفة النوم لتسهيل النوم، أي إخراج التلفزيون أو المجلات أو غيرها من الأمور المشتتة في غرفة النوم.