استشارات

د. حسن صندقجي

TT

اختلاف ضغط الدم بين العضدين

* لدي ارتفاع في ضغط الدم وأتناول أدوية لخفضه. وألاحظ اختلافا بين قراءة قياس ضغط الدم بين العضد الأيمن والأيسر. هل هذا طبيعي؟

نوف عيسى - الكويت - هذا ملخص رسالتك. ولم يتضح لي منها مقدار عمرك، وما نتائج تناولك أدوية خفض ضغط الدم على قراءات قياسه، وما إذا كانت لديك أمراض مزمنة أخرى كاضطرابات الكولسترول والدهون أو مرض السكري، كما لم يتضح لي مقدار الفرق الذي تلاحظين في القراءات عند قياس ضغط الدم في كل عضد.

ومع ذلك كله، لاحظي معي أن مقارنة نتائج قراءات قياس ضغط الدم بين العضد الأيمن والأيسر يجب أن تتم في الوقت نفسه، أي يتم القياس في الجانب الأيمن مثلا ثم بعده مباشرة يتم قياس الجانب الأيسر. ومن الممكن أن يكون هناك فرق بين القراءتين إما بشكل طبيعي أو غير طبيعي. وما يُعتبر طبيعيا في الاختلاف هو أن يكون الفرق أقل من 10 ملم زئبق، أي أن تكون قراءة الضغط الانقباضي 120 في العضد الأيمن و126 في العضد الأيسر مثلا.

أما إذا كان الاختلاف أكبر، وتحديدا 10 ملم زئبق وما فوق، فإن الأمر غير طبيعي. وكونه غير طبيعي يعني أن ثمة سببا غير طبيعي يُؤدي إلى اختلاف القراءة بينهما. والسبب غير الطبيعي المقصود والمتسبب بالاختلاف في نتائج قراءة القياس، هو إما وجود ضيق في الشريان الأبهر أو مجرى الشرايين الخارجة من الشريان الأبهر أو تصلب في مرونة الشرايين تلك، مما يُؤدي إلى اختلاف قراءة قياس ضغط الدم. كما أن وجود اختلاف بين نتائج قراءات قياس الجانبين بما يفوق 15 ملم زئبق يرفع من احتمالات أن تكون ثمة تضيقات في الشرايين المغذية للأطراف السفلى أو الشرايين المغذية للدماغ.

ولذا يحرص أطباء القلب على ضرورة قياس ضغط الدم في العضدين كليهما، على الأقل مرة كل سنتين، للتأكد من عدم وجود اختلاف بين نتائج القراءات في الجانبين. وفي حال وجود اختلاف بمقدار مهم، كما تقدم، يشرع الطبيب بإجراء مزيد من الفحوصات لشرايين الأطراف السفلى والشرايين المغذية للدماغ إضافة إلى التأكد من سلامة الشرايين المغذية للأطراف العلوية.

تمارين القوة للأطفال

* أمارس تمارين بناء العضلات والقوة، هل من الممكن أن أدرب أطفالي عليها؟

فارس الأحمري - جدة - هذا ملخص رسالتك. ولاحظ معي أن هناك فرقا بين تمارين بناء العضلات وتمارين قوة أو تقوية العضلات. الأولى تهتم بتكبير حجم العضلات، والثانية تهتم بما هو أهم وأكثر فائدة للإنسان من مجرد تكبير بروز حجم العضلات. تمارين القوة مهمة لكل إنسان، وخاصة البالغين، من الذكور والإناث، وبشكل أكثر تأكيدا مهمة لكبار البالغين من الجنسين.

تعتمد تمارين تكبير حجم العضلات على تكرار أداء استخدام العضلات بحمل أو مقاومة تأثيرات أوزان مختلفة. بالنسبة للأطفال الأمر المهم هو تمرين عضلاتهم، وخاصة في الأطراف العلوية والسفلية ومنطقة الظهر، لتكون قوية. ويتم هذا بتمارين تستخدم فيها أوزان خفيفة أو مقاومة خفيفة لحركة العضلات. ولا يجدر إدخال فكرة تكبير حجم العضلات في أذهان الأطفال والمراهقين، لأن تبعات ذلك ممارستهم تمارين شاقة بالنسبة لبنية أجسامهم قد تتسبب بالضرر عليهم لا محالة، خاصة على بنية ألياف عضلاتهم وعلى الغضاريف والأوتار المحيطة بالمفاصل وعلى بنية العظم نفسه. ومعلوم أن عظام الأطفال والمراهقين لا تكون ملتحمة بالكامل، ولا تزال في مراحل النمو، وطول الجسم والأطراف لم يكتمل بعد.

وقيام الطفل، أي ما دون سن 13 سنة، والمراهق، ما دون سن 18 سنة، بتمارين معتدلة وباستخدام أوزان ومقاومة خفيفة، بغية تقوية العضلات يُساعد الطفل على حماية عضلاته ومفاصلة عند ممارسة الأنواع المختلفة من الألعاب الرياضية، سواء كانت فردية أو جماعية. كما يُنمي لديه قدرات حفظ التوازن أثناء الحركة اليومية أو خلال ممارسة الألعاب الرياضية بأنواعها. وإضافة إلى هذا يُساعد في تقوية بنية العظم بطريقة لا تُرهق نمو العظم بشكل طبيعي، ويُساعد على تحسين نفسية ومزاج الطفل أو المراهق، ويُقلل من احتمالات الإصابة بالسمنة أو اضطرابات الكولسترول والدهون أو اضطرابات ارتفاع ضغط الدم.

وتتطلب طريقة ممارسة الطفل أو المراهق لتمارين قوة العضلات أن يتم ذلك عبر مدرب مختص بالأطفال والمراهقين، وأن يُمارس الطفل تمارين إحماء العضلات وتمارين شد العضلات قبل ممارسة تمارين تقوية العضلات، وأن لا يُترك الطفل أو المراهق للتعامل مع أوزان كبيرة أو مقاومة كميات عالية من الممانعة في التمارين للعضلات.

أطعمة لصحة العين

* ما الأطعمة المفيدة لصحة العينين؟ وما الأطعمة المفيدة لخفض الكولسترول؟

أم براءة - لبنان - هذا ملخص رسالتك عن الأغذية. ولاحظي معي أن سلامة شبكية العين وصحتها، وسلامة عدسة العين من الإعتام بالماء الأبيض، وسلامة الجفون من الجفاف، كلها لوازم صحية. وللغذاء دور مؤثر في كثير من هذه الجوانب.

بالنسبة لشبكية العين، خاصة ضعف الشبكية بسبب التقدم في العمر، هناك العديد من المركبات الغذائية التي يُحاولها الجسم إلى فيتامين إيه A. وهي مواد تُعطي المنتجات الغذائية اللون الأصفر أو البرتقالي، كما في الذرة أو صفار البيض أو المانجو أو الجزر، إضافة إلى اللحوم ولحوم الأسماك الدهنية الغنية بدهون أوميغا - 3 تحديدا. وهذه المواد أيضا مفيدة لصحة عدسة العين وسلامة ترطيب الجفون.

وعلى الرغم من الادعاءات الغذائية، فهناك عدد من المنتجات الغذائية التي ثبتت فائدتها علميا في خفض الكولسترول، ومن أهمها تناول حبوب الشوفان، الغنية بالألياف التي تعمل على خفض امتصاص الأمعاء للكولسترول والشحوم المشبعة.

وثبتت أيضا طبيا جدوى مسحوق بذور الكتان في خفض الكولسترول بتناول ما يُعادل ملعقة شاي من المسحوق يوميا. وبذور الكتان غنية بالألياف وغنية بدهون أوميغا الصحية.

كما أن تناول لحوم الأسماك الدهنية، أي الغنية بدهون أوميغا - 3 غير المشبعة، مفيد أيضا. وينصح طبيا على الأقل بوجبتين من لحوم الأسماك مرتين أسبوعيا. والمقصود الأسماك المطهوة بالشواء أو الغلي في الماء، وليس تلك المقلية في الزيوت النباتية المهدرجة.

وأيضا تناول كمية ما يملأ الكف يوميا من مكسرات الجوز أو الفستق الحلبي أو اللوز، مفيد في شأن الكولسترول نظرا لغنى المكسرات بالدهون غير المشبعة وبالألياف، وغناها كذلك بالفيتامينات المفيدة لصحة القلب والشرايين. وبالتالي هي ذات جدوى حقيقية في خفض نسبة الكولسترول بدرجات متوسطة.

ولا يفوتك تناول زيت الزيتون، بكمية تعادل ما يملأ ملعقتي طعام بدلا من الزيوت أو الدهون الأخرى.