استشارات

د. حسن صندقجي

TT

السكري والأسنان

* والدتي عمرها 59 سنة، ولديها مرض السكري، ما ملخص النصائح الطبية لمريض السكري حول العناية بالأسنان؟

أم ألطاف - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك حول ملاحظتك عدم اهتمام والدتك بأسنانها وهي مريضة بالسكري. وبداية، لا فرق في النوعية المطلوبة للعناية بالأسنان بين مريض السكري الذي تتم معالجته بالإنسولين والذي تتم معالجته بحبوب دوائية لخفض نسبة سكر الدم.

يعاني مريض السكري من عدم قدرة الجسم على ضبط نسبة سكر الغلوكوز في الدم للبقاء ضمن المعدلات الطبيعية لذلك، مما يترك احتمالات بالتسبب في تأثيرات متعددة على أعضاء وأنسجة الجسم، والأسنان واللثة منها. ويمكن الوقاية من تأثيرات مرض السكري، واضطرابات نسبة سكر الغلوكوز في الدم، على الأسنان واللثة كما يُمكن منع حدوثها، وهذا الأمر يتطلب أخذ زمام مبادرة الاهتمام بجدية من قبل مريض السكري ومنْ يتولى رعايته الصحية في المستشفيات وفي المنزل للعمل على ضبط نسبة سكر الغلوكوز في الدم. وكلما ارتفعت نسبة سكر الغلوكوز في الدم، وكلما زادت مدة حدوث ذلك، ارتفعت احتمالات الإصابة بتسوس الأسنان والإصابة بدرجات متفاوتة الشدة بالتهابات اللثة.

ولاحظي معي أن فم الإنسان يحتوي على أنواع عديدة من البكتيريا، وحينما تتفاعل هذه البكتيريا مع السكريات والمواد النشوية تتكون طبقة لاصقة ولزجة من المواد ذات الطبيعية الحمضية، وهذه الأحماض حينما تتكون، فإنها تتسبب في أضرار على الطبقة الخارجية للأسنان، وهو ما يؤدي بالتالي إلى تكون تجاويف تسوس الأسنان. وكلما ارتفعت نسبة السكر في الدم والجسم، ارتفعت احتمالات تكون الأحماض بالتفاعل مع بكتيريا الفم، وارتفعت احتمالات تكون تجاويف تسوس الأسنان.

ولاحظي أيضا أن عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري يضعف قدرات جهاز مناعة الجسم، وحينما لا تتم عملية تنظيف الأسنان بانتظام بالفرشاة، ولا تتم عملية تنظيف ما بين الأسنان من خلال تخليل الأسنان بالخيط، فإن الطبقة التي تتكون من البكتيريا والأحماض والكلس تترسب في ما بين الأسنان واللثة، وبالتالي تتسبب مع الوقت في تهييج والتهابات اللثة، وبالتالي تورم اللثة ونزف اللثة. وإذا ما تطورت الأمور نحو الأسوأ، نتيجة لعدم الاهتمام والمعالجة للسكري واللثة، تحدث حالات انحسار اللثة وضعف ثبات الأسنان وتساقط الأسنان.

والمطلوب أمران، الاهتمام بضبط نسبة سكر غلوكوز الدم، والاهتمام بمتابعة الأسنان. ومتابعة الأسنان تشمل أمرين؛ الأول المتابعة المنتظمة مع طبيب الأسنان بشكل دوري، والثاني تنظيف الأسنان بالفرشاة وتخليل الأسنان على أقل تقدير مرتين يوميا. والفرشاة يجدر أن تكون من النوعية الناعمة، ومعجون الأسنان من النوعية المحتوية على الفلورايد، وتنظيف الأسنان يكون برفق.

القيمة الغذائية للخضراوات

* هل تقل الفيتامينات والمعادن في الخضراوات خلال الطهي؟

منال - جدة.

- هذا ملخص رسالتك، وسبقت الإجابة عن سؤال مماثل قبل بضعة أشهر. ولاحظي معي أن المقصود من عملية الطهي، تحسين طعم الطعام، وتسهيل هضم الجهاز الهضمي له، وامتصاص العناصر الغذائية المتوفرة فيه، كي يستفيد الجسم منه. وخلال عملية الطهي، هناك عوامل ذات تأثيرات قد تتسبب في زوال بعض العناصر الغذائية، أو تتسبب في المحافظة عليها لحين تناولها. وهناك ثلاثة أمور مهمة، وهي:

- الحرص على إعداد الخضراوات بشكل صحي قبل البدء في الطهي؛ أي غسلها بالماء أو نقعها لفترة كافية في الماء لضمان نظافتها، والحرص على إبقائها دون تقطيع أو تقطيعها بأحجام كبيرة نسبيا.

- ملاحظة أن عملية طهي الخضراوات تعني تعريضها للحرارة طوال مدة الطبخ، وبالتالي تتغير تركيبة وطعم تلك الخضراوات وتصبح أسهل للتناول وربما ألذ طعما، ولكن طول مدة الطهي أو قصر تلك المدة، يؤثر على محتواها من الفيتامينات وربما المعادن أيضا.

- ملاحظة أن وسائل الطهي متنوعة، مثلا؛ إما بالغلي العادي في الماء، أو الطهي على حرارة بخار الماء، أو الغلي بالحبس في الضغط الحراري، أو الطهي بالميكروويف، أو الشواء المباشر. وعلى الرغم من أن شواء الخضراوات هو الأقل استخداما، فإن ثمة مؤشرات علمية تقول إن أطباق الخضراوات المشوية هي أحد العناصر الصحية في وجبات ما يعرف بنظام طعام المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

ولاحظي معي أن الخضراوات بالعموم غنية بمواد كيميائية مفيدة جدا للجسم، مثل الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة والمعادن والبروتينات والسكريات والدهون وغيرها. ومجرد نقع الخضراوات لمدة ربع ساعة أو أكثر كفيل بتسرب كميات مهمة من المواد المضادة للأكسدة ومن الفيتامينات ذات القدرة على الذوبان في الماء التي من أهمها فيتامين «سي». وطهي الخضراوات في كميات كبيرة من الماء، يقلل من كمية الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة. وتقطيع الخضراوات إلى شرائح رقيقة أو قطع صغيرة يسهل تسرب الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة.

الحمل وعملية المعدة

* هل من تأثير لعملية تحزيم المعدة على الحمل؟

أسماء الخير - الإمارات.

- هذا ملخص رسالتك. ولم يتضح لي منها نوع العملية الجراحية التي تم إجراؤها لك في المعدة لإنقاص الوزن. وواضح أن وزنك نقص من نحو 120 كيلوغراما إلى نحو 80 كيلوغراما. وهذه نتيجة جيدة وحدثت خلال ستة أشهر بعد إجراء العملية.

وبداية، لا شك أن حملك ووزنك ضمن المعدلات الطبيعية أو قريبا منها أفضل من حملك ولديك سمنة ووزن جسمك مرتفع، وذلك لتقليل احتمالات حدوث مضاعفات السمنة على سلامة عملية الحمل نفسها والجنين وصحة الأم، خاصة احتمالات الإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم وزيادة وزن الجنين وغيرها من مضاعفات الحمل المرتبطة بالسمنة.

ولذا، فإن حملك بعد إنقاص وزنك، سواء بالحمية الغذائية أو بإجراء عملية المعدة، هو أفضل لك ولحملك. وتشير نتائج الدراسات الطبية المتوفرة حتى اليوم، على الرغم من الحاجة إلى المزيد منها، إلى أن عملية المعدة لإنقاص الوزن مفيدة لحماية الأم السمينة من المضاعفات المتوقعة عادة حال حملها. ولكن المهم جدا في الأمر برمته هو وقت حدوث الحمل بعد إجراء عملية المعدة.

وتشير الإرشادات الطبية إلى أمرين: الأول، أن الأفضل تجنب الحمل بعد عملية المعدة إلى حين حدوث ثبات في عملية نقص وزن الجسم، وهو ما يكون عادة لفترة سنة. والثاني، التأكد من توفر حالة صحية جيدة للمرأة بعد التناقص السريع للوزن نتيجة لعملية المعدة. ومعلوم أن وزن الجسم ينقص بشكل سريع بعد عملية المعدة، ولا يمتد تأثيره على وزن الجسم بالكيلوغرامات فقط؛ بل أيضا على مدى توفر المعادن والفيتامينات في الجسم. وتؤثر عملية المعدة على امتصاص الأمعاء المعادن والفيتامينات، إضافة لتأثيراتها على امتصاص السكريات والدهون والبروتينات. وبالتالي كما ينقص وزن الجسم، ينقص كذلك محتوى الجسم من المعادن والفيتامينات.

وقبل حمل المرأة، عليها إجراء تحاليل للدم لتتأكد من توفر المعادن والفيتامينات المهمة بالجسم، والحرص على تزويد الجسم بالمهم منها، خاصة فيتامين الفوليك وفيتامين «بي 12» وفيتامين «دي»، والحديد والكالسيوم.. وغيرها.