علاجان بيولوجيان قد يساعدان في تخفيف آثار الصدفية

يستهدفان أحد البروتينات المحفزة للالتهاب

TT

أشار تقرير نشر في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسن» إلى توصل الباحثين إلى علاجين بيولوجيين تجريبيين جديدين ربما يساعدان في علاج مرض الصدفية.

العلاجان اللذان أطلق عليهما «برودالوماب» (brodalumab) و«آيكسيزوماب» (ixekizumab) يتم تقديمهما للمريض عن طريق الحقن ويستهدفان بروتين «إنترلوكين-17» الذي يحفز الالتهاب.

وخلال التجارب السريرية على كل من العلاجين، واظب المرضى الذين يعانون من صدفية تتنوع ما بين متوسطة إلى شديدة، لأكثر من 12 أسبوعا. وأظهر المرضى في كلا التجربتين تحسنا إيجابيا في التعافي من الصدفية، حيث تخلص الكثير بشكل كامل من التقرحات التي تظهر على الجلد.

وقال الدكتور كيم بيب، الذي قاد الدراسة الخاصة بلقاح «برودالوماب»، لموقع «ويب ميد» الإلكتروني الأميركي، إن «الاستجابات التي شهدناها كانت كبيرة للغاية».

علاج الصدفية:

وتستهدف علاجات الصدفية بروتين «إنترلوكين 17». وتعتبر الصدفية من بين أشهر أمراض الجلد شيوعا في العالم أجمع، ويأتي من بين أعراضها، على الأغلب، تقرحات قشرية حمراء ملتهبة على الجلد، أو لويحات عادة ما تسبب وخزا أو مؤلمة للغاية. ويعاني نحو 7.5 مليون شخص في الولايات المتحدة من الصدفية، التي قد تسبب عدوى في العائلات، لكن الكثير من الأفراد لا يسعون للحصول على الدواء.

يقول اختصاصي الأمراض الجلدية كريغ ليوناردي، الذي قاد الدراسة الخاصة بلقاح «آيكسيزوماب»: «لا تصادف هؤلاء المرضى خارج منازلهم لأنهم عادة ما يعمدون إلى التواري عن الأنظار، فهم يسعون إلى إخفاء مرضهم وإخفاء أنفسهم، بارتداء ثياب طويلة الأكمام ويقبلون بالوظائف الليلية. إن هذا المرض يغير حياة الشخص بصورة جذرية، سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي».

بروتينات الالتهاب:

يشكل «إنترلوكين 17» (Interleukin - 17) جزءا من عائلة بروتينات الالتهاب التي يبدو أنها تلعب دورا رئيسيا في الإصابة بالصدفية. ويستهدف كلا العلاجان التجريبيان الجديدان بروتين «إنترلوكين 17»، لكنهما يقومان بذلك بصورة مختلفة، فعقار «برودالوماب» هو جسم مضاد أحادي الخلية يرتبط بمستقبلات «إنترلوكين 17»، أما «آيكسيزوماب» فيستهدف «إنترلوكين 17» بشكل مباشر، ويعمل على تحييده.

وخلال الدراسة التي أجريت على عقار «برودالوماب»، تلقى 198 مريضا مصابا بصدفية لويحية جرعات مختلفة من العلاج البيولوجي عن طريق الحقن، أو العلاجات من دون فاعلية. وقد بلغت نسبة التحسن في 75 من المرضى الذين تلقوا جرعات أعلى من الدواء 90 في المائة في شدة الصدفية، واختفت تقرحات الصدفية لدى 62 في المائة من المرضى كلية.

وخلال الدراسة التي أجريت على لقاح «آيكسيزوماب»، تم تعريض 142 مريضا يعانون من الصدفية اللويحية ما بين معتدلة إلى شديدة، لجرعات مختلفة من العلاج بالحقن. وكما هو الحال في دراسة «برودالوماب» كان الأفراد الذين تلقوا جرعات أعلى من العقار - الأعلى تحسنا في تراجع الصدفية، حيث اختفت الصدفية تماما في الكثير من المرضى.

ولم يتم الإبلاغ عن انتكاسات خطيرة سوى معاناة اثنين في كل تجربة نقصا في كرات الدم البيضاء المقاومة للإصابة، لكن المشكلة توقفت عندما توقفت العلاجات. وكان من بين الأعراض الجانبية الأكثر شيوعا التهاب الأنف والحلق وعدوى الجهاز التنفسي وردود فعل في موضع الحقن.

ويقول ليوناردي، أستاذ الأمراض الجلدية في كلية طب جامعة سان لويس: «هذه علاجات عالية الأداء تبدو آمنة للغاية». ويرى أن العلاجات التي تستهدف «إنترلوكين 17» يمكن أن تثبت فعالية كبيرة في تغيير قواعد علاج الصدفية اللويحية.

وتجدر الإشارة إلى أن تمويل كلا الدراستين تم من قبل شركات الأدوية، حيث مولت شركة «آمجن» الأبحاث الخاصة بدواء «برودالوماب»، فيما قامت شركة «إيلي ليلي» بتمويل الدراسات الخاصة بعلاج «آيكسيزوماب»، ويتجه كلا العلاجين لإجراء دراسات موسعة.