الرجفان الأذيني.. ودوره في حدوث السكتة الدماغية

أهمية التوعية الصحية بأخطاره

TT

طبقا لتوقعات البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية فإنه وبحلول عام 2020، من المنتظر أن تصبح أمراض القلب والشرايين السبب الرئيسي للإعاقة وللوفاة في العالم كله، فقيره وغنيه، شماله وجنوبه.

وإقليميا، أكدت أحدث الدراسات التي أجريت في مصر كمثال على دول المنطقة أن معدلات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية والذبحة الصدرية تحدث في سن مبكرة عن معدلات الإصابة العالمية بنحو عشر سنوات، مقارنة بأوروبا وشمال أميركا. ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري وضغط الدم والتدخين، وغيرها من الأمراض والعادات الصحية غير السليمة.

وقد عقد أواخر شهر أبريل (نيسان) الماضي بمركز دبي للمؤتمرات والمعارض «مؤتمر أمراض القلب والشرايين» برعاية شركة «باير هيلث كير» للأدوية، ناقش فيه عدد من الخبراء والأطباء في مجال أمراض القلب خطورة أمراض القلب وأسبابها وأهم أعراضها، والكشف عن العلاجات الفعالة لأمراض الشرايين والقلب، والعمل على كيفية تجنيب المريض مشكلات الجراحة ومخاطرها، وتخفيف معاناته سواء بإيجاد العلاج لهذه المعاناة أو التوعية بأسبابها ومن ثم الوقاية، وهي بالفعل خير من العلاج.

السكتة الدماغية

* تحدث أكثر حالات النوبات القلبية وعدد من حالات السكتة الدماغية نتيجة تراكم الكولسترول، ومن المعروف أن الكولسترول مادة شمعية بيضاء طرية عديمة الطعم والرائحة توجد في الدم وفي خلايا الجسم، وينتج 75% منه من الكبد، ويأتي الباقي من الأطعمة مثل الزبدة، والسمن الحيواني، وصفار البيض. وللكولسترول أهميته بالنسبة للجسم، فهو ضروري لعمل الخلايا بشكل طبيعي، ويستخدم في بناء الخلايا وتكوين جدارها، ويعمل بمثابة الدعامة الأساسية لها، ويوجد في غشاء خلايا الدماغ والأعصاب، والعضلات، والجلد، والكبد، والأمعاء، والقلب. ويستخدم الجسم الكولسترول لإنتاج عدة هرمونات مثل الاستروجين عند الإناث والتستوستيرون عند الذكور وكذلك فيتامين «دي»، وأحماض الصفراء التي تساعد على هضم الدهون. ويحتاج الجسم إلى كمية محدودة من الكولسترول لتغطية احتياجاته. أما الزيادة الكبيرة في كمية الكولسترول في الدم فإنها تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين، وهو عبارة عن ترسب الكولسترول والدهون في جدار الشرايين بما فيها الشرايين التاجية للقلب، وبالتالي تساهم في ضيقها وانسدادها وخفض تدفق الدم في الشرايين، مهددا الحياة، حيث يؤدي إلى تكوين جلطات القلب والدماغ، مسببا السكتة الدماغية.

وتعتبر السكتة الدماغية حالة طارئة للتأذي العصبي، وتحدث بسبب نقص تروية أو نقص التدفق الدموي الحامل للأوكسجين الواصل إلى خلايا الدماغ، فيتوقف عمل المخ فجأة. ويعتبر التخثر الدموي أو الجلطات الدموية من أهم مسببات نقص الأوكسجين (85%)، يليه النزف والانسداد المؤقت. ومن الممكن أن يحدث التخثر الدموي في القلب أو الدماغ أو أن يحدث في أي من أجزاء الجسم ومن ثم ينتقل إلى الدماغ.

أسباب السكتة الدماغية

* وبينت تقارير منظمة الصحة العالمية أن ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم يتسبب في حدوث 56% من أمراض شرايين القلب التاجية، و18% من أمراض شرايين الدماغ والسكتات الدماغية في العالم. وأن نسبة الانتشار قد زادت بسبب التدخين، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، ووجود أصناف من الأطعمة التي تساعد على الإصابة أيضا.

كما أن نسبة 20% من السكتات الدماغية تحدث بسبب التخثر الناتج من الرجفان الأذيني، حيث ينشأ التخثر الدموي في الأذينين في القلب، ومن ثم ينتقل إلى البطين الأيسر ليتم ضخه إلى شرايين الدماغ مسببا السكتة الدماغية. فالرجفان الأذيني القلبي عبارة عن اضطرابات النظم أو ما يسمى بالانتقال العشوائي للشارة الناقلة في حجرتي الأذينين، مما يؤدي إلى انقباضات عشوائية وغير منتظمة في خلايا الأذينين، وقد يرجف جدارهما، كل ذلك يؤدي إلى نشوء تخثرات دموية في الأذين الأيسر، وبذلك تكون سببا للسكتة الدماغية أو جلطات في مواقع أخرى.

الرجفان الأذيني

* يصيب الرجفان الأذيني أي شخص في العالم، ذكرا أو أنثى. وتعود المخاطر المسببة للرجفان الأذيني إلى ارتفاع ضغط الدم، والقصور في صمامات القلب، ومرض السكري، والتدخين، والسمنة، والغذاء، ونمط الحياة كالانفعالات والضغوط النفسية والبدنية، وزيادة تناول الكافيين والكحول. ومن علامات الرجفان الأذيني عدم انتظام نبضات القلب، واللهاث، وألم الصدر أو عدم الارتياح وضيق النفس، والدوران والتعب.

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد المصابين بالرجفان الأذيني في أميركا يزيد على 2.6 مليون مصاب، وفي أوروبا 6 ملايين مصاب، وفي كندا 250 ألف مصاب، والصين 8 ملايين مصاب، والشرق الأوسط 1.3 مليون مصاب، واليابان 800 ألف مصاب، وإن 15% من هؤلاء المصابين (أي بنسبة خمسة أضعاف غير المصابين بالرجفان الأذيني) معرضون للإصابة بالسكتة الدماغية إن لم يعالجوا في الوقت المناسب، أي قبل حدوث السكتة الدماغية، وقد ينتهي بهم المطاف بالوفاة أو الإعاقة الدائمة.

ويقول الدكتور محمد صبحي رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب وأحد المتحدثين في المؤتمر، إنه على الرغم من أن الرجفان الأذيني هو من الأمراض الشائعة فإنه يفتقر إلى التشخيص الجيد، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على منع حدوث السكتات الدماغية.

ومن هذا المنطلق بدأ التنبه إلى أهمية المعرفة بالرجفان الأذيني، وكانت «حملة الرجفان الأذيني» التي تعرف بالحملة الداعمة للميثاق العالمي لمواجهة السكتة الدماغية، والتي تهدف إلى:

* زيادة الوعي بالعلامات المبكرة للرجفان الأذيني.

* التعرف على عوامل خطورة السكتة الدماغية وأهمية فحص النبض.

* الوقاية من السكتة الدماغية وجعلها من أولويات برامج الرعاية الصحية القومية.

* توفير توجيهات طبية حول علاج الرجفان الأذيني والسكتة الدماغية.

* تحسين التعليم الطبي المستمر وتطوير برامج إدارة المشكلات وتعزيز ممارسات العاملين الصحيين للكشف المبكر عن حالات الرجفان الأذيني.

* توفير التقنيات الضرورية لتعزيز وتطوير تشخيص حالات الرجفان الأذيني.

وقد تم إطلاق الميثاق العالمي لمرضى الرجفان الأذيني، وشكل موقع إلكتروني بادرة عالمية (حملة) تحث رعاية الاتحاد العالمي لأمراض القلب، ووقع عليها 70 مؤسسة طبية وجمعيات مرضى في 39 دولة بأنحاء العالم، تهدف لكسب صوت 1,7 مليون شخص، وهو العدد المقدر من الأجداد والآباء والأمهات والعمات والأعمام، الذين قد يتوفون أو يصابون بالسكتات أو بالإعاقات الناتجة عنها، وجعلت لها موقعا على الإنترنت هو: www.signagainststroke.com.