ممارسة الرياضة حبا فيها.. لا لفوائدها الصحية

10% من الناس يعانون «استجابات سلبية» بسببها

TT

الكل يعلم أن الرياضة مهمة للصحة، بيد أن الغالبية ممن يقبلون على ممارسة التمرينات الرياضية يتوقفون عنها بعد وقت قصير. ولذا، يعتقد الباحثون أن السبيل الأمثل لإقناع المزيد من الأفراد بممارسة الرياضة ربما يكون في دراسة تلك الثلة النادرة من الأفراد الذين يحبون الرياضية.

حب الرياضة

* ما الذي يجعل الشخص أكثر تعلقا بالرياضة؟ وما مدى الأثر الذي يدفعه إلى ذلك؟

أصبحت هذه التساؤلات أكثر إلحاحا في الآونة الأخيرة، وقد قامت مجموعة من الباحثين الرياضيين الشهر الماضي، بنشر تحليل لخمس دراسات قوية تفيد بأن ما يقرب من 10 في المائة من الأشخاص لديهم «استجابة سلبية» للرياضة. ويوجد من بين هذه النسبة ما لا يقل عن واحد في المائة، من الذين تشكل ممارسة الرياضة بالنسبة لهم خطورة على القلب أو الأوعية الدموية، وهم عرضة لزيادة حالتهم سوءا بدلا من أن تتحسن.

وقد أبدى بعض خبراء الصحة والرياضة قلقا من إمكانية استغلال بعض الأفراد لهذه النتائج بوصفها حجة لعدم ممارسة الرياضة. لكن هذه النتائج تعني أن الرياضيين تحفزهم إلى حد بعيد المخاوف الصحية، بداية.

وقال رودني ديشمان، مدير مختبر الفسيولوجيا الرياضية في جامعة جورجيا: «عندما يقول طبيب لمريض: أنت بحاجة إلى القيام بالتغيير حرصا على صحتك، فإن ذلك يمكن أن يكون محفزا له، وخاصة إذا ما كان الشخص يعاني مشكلات صحية. لكن هذا الحافز يخبو بمرور الوقت. ولا يشعر الأفراد بقوة في عظامهم. إنهم لا يشعرون بتغير في نسبة الدهون، أو في ضغط دمهم».

هدف التمارين

* وتقول غالبية من يمارسون التدريبات الرياضية إن الهدف منها فقدان الوزن، والشعور بتحسن في صحتهم، لكن من يمارسون الرياضة طمعا في تأثيرات صحية غير مرئية عادة ما يتوقفون، حسب الدكتور ديشمان، مشيرا إلى أنهم قد لا يملكون الوقت أو أنهم مرهقون إلى حد كبير بعد العمل، أو أنهم فقدوا الرغبة في ذلك.

لا توجد دراسات جيدة قادرة على التأكد من السبب في استمرار بعض الأفراد في ممارسة الرياضة. ويتشكك الدكتور ديشمان وآخرون في أن الدافع هو مجرد المتعة، والشعور بالنشاط والسعادة، والإحساس بالقلق وعدم الراحة من دون الرياضة، وربما لا تتمكن من إجبار نفسك على الحصول على هذه الاستجابة.

ويشير الدكتور ديشمان إلى أن «السمات البيولوجية قد تلعب دورا أكبر في كل من الاختيار بين أن تكون نشطا ونتائج كونها فاعلة أكثر مما قد يرغب الأفراد - ممن يطلق عليهم المدافعون عن الصحة - في الإقرار به».

ويدلل الدكتور ديشمان متخذا من نفسه مثالا لشخص محب للرياضة، فحتى خمس سنوات مضت، كان محبا لرياضة الجري، إلى أن خذلته ركبتاه، نتيجة التهاب شديد بالمفاصل، ولم يتمكن من الجري منذ ذلك الحين. ولا يزال حتى الآن يراوده حلم الجري مرة أخرى.

لكن، عوضا عن التخلي عن ممارسة الرياضة، يقوم بركوب الدراجة الثابتة، لأن ذلك يشعره بالتحسن. وقال: «إذا كنت أستطيع الشعور بالتحسن بعد 30 دقيقة من ركوب الدراجة في مكتبي، بمفردي، دون الذهاب إلى أي مكان، فيجب أن يكون السبب أمرا متعلقا بالرياضة»، لكن بالنسبة له، كما هو الحال بالنسبة لكثيرين، فإن ممارسة الرياضة باعتدال وبنمط بطيء لا تجلب نفس القدر من السعادة البدنية، يجب أن يكون الأداء الرياضي قويا، وهو ما يعني بذل جهد حقيقي - ذلك النوع من الجهد الذي يجعل الأفراد يلهثون ويتصببون عرقا.

ويقول كثير من العلماء والأطباء الذين يمارسون الرياضة بقوة، والذين يعرفون ويفهمون العلوم الطبية، إنهم لم يتوجهوا لممارستها نتيجة الاعتقاد بأنها تقلل من عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب.

ويبدي باري زيركين، عالم الأحياء التناسلية في كلية «بلومبيرغ للصحة العامة» جامعة «جون هوبكينز»، شغفا بممارسة الرياضة، خاصة كرة السلة، إلى حد لم تردعه ثلاثة تمزقات في عقب أخيل عن ممارسة كرة السلة.

وقد طلب منه مقوم العظام التوقف عن ممارسة الرياضة، لكنه قال: «كنت أعلم أنني لن أتوقف، ومن ثم لم أفعل». وأضاف زيركين: «أجد على الأغلب جزءا مني في تلك اللعبة. حقيقة، أنا أجد بعضا من ذاتي في ممارسة اللعبة. أنا أعلم أنه أمر مثير للسخرية، لكن هكذا هو الأمر».

وكانت الدكتورة كريستين لوليس، رئيس الكلية الأميركية لرياضات طب القلب بمجلس رياضات أمراض القلب والأوعية الدموية، شخصية بارزة في منافسات التزلج على الجليد إلى أن وصلت إلى أواخر الأربعينات. وقد أثارتها المنافسات بالرغبة في الفوز، إلى أن كسرت ساقها اليسرى نتيجة قفزة سيئة، ولم تتمكن من ممارسة الرياضة لمدة ستة أشهر.

وقالت لوليس: «كنت مكتئبة للغاية؛ فقد كنت أعلم أنني لن أتمكن من ممارسة رياضة التزلج على الجليد مرة أخرى. كان علي أن أغير من توجهي، وكان علي أن أفكر في شأن وسائل أخرى لإثارة نفسي».

تصببون عرقا.

ويقول كثير من العلماء والأطباء الذين يمارسون الرياضة بقوة، والذين يعرفون ويفهمون العلوم الطبية، إنهم لم يتوجهوا لممارستها نتيجة الاعتقاد بأنها تقلل من عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب.

ويبدي باري زيركين، عالم الأحياء التناسلية في كلية «بلومبيرغ للصحة العامة» جامعة «جون هوبكينز»، شغفا بممارسة الرياضة، خاصة كرة السلة، إلى حد لم تردعه ثلاثة تمزقات في عقب أخيل عن ممارسة كرة السلة.

وقد طلب منه مقوم العظام التوقف عن ممارسة الرياضة، لكنه قال: «كنت أعلم أنني لن أتوقف، ومن ثم لم أفعل». وأضاف زيركين: «أجد على الأغلب جزءا مني في تلك اللعبة. حقيقة، أنا أجد بعضا من ذاتي في ممارسة اللعبة. أنا أعلم أنه أمر مثير للسخرية، لكن هكذا هو الأمر».

وكانت الدكتورة كريستين لوليس، رئيس الكلية الأميركية لرياضات طب القلب بمجلس رياضات أمراض القلب والأوعية الدموية، شخصية بارزة في منافسات التزلج على الجليد إلى أن وصلت إلى أواخر الأربعينات. وقد أثارتها المنافسات بالرغبة في الفوز، إلى أن كسرت ساقها اليسرى نتيجة قفزة سيئة، ولم تتمكن من ممارسة الرياضة لمدة ستة أشهر.

وقالت لوليس: «كنت مكتئبة للغاية؛ فقد كنت أعلم أنني لن أتمكن من ممارسة رياضة التزلج على الجليد مرة أخرى. كان علي أن أغير من توجهي، وكان علي أن أفكر في شأن وسائل أخرى لإثارة نفسي».

الرياضة والسعادة

* تمارس الدكتورة لوليس، التي تبلغ من العمر الآن 59 عاما، ساعة من الرياضة يوميا لمدة خمسة أيام أسبوعيا، عبر اليوغا، والمشي، ورفع الأثقال. وتشير إلى أن دافعها الآن يتمثل في الرغبة في الحفاظ على نشاطها ومرونتها بقية حياتها. لكن ممارسة الرياضة بالنسبة لها، كما هو الحال بالنسبة للدكتور ديشمان وزيركين، سعادة داخلية ومهمة لإحساسها بالصحة. وقالت لوليس: «أشعر كأنني لم أحظ بيوم جيد، حتى أمارس الرياضة».

ويشير الدكتور ديشمان إلى أنه ربما يكون من الخطأ اعتقاد أن طريقة تشجيع الأفراد على ممارسة الرياضة هو التأكيد على فوائدها لصحتهم. لكن، ماذا بشأن عالم طبي يعاني فعليا مرضا في القلب؟ هل تشكل استجابة الممارسة السلبية فارقا؟

يقول الدكتور روبرت غرين، من كلية هارفارد للطب، إن هذه طبيعته. فقد اعتاد ممارسة رياضة الجري، لكن مفاصله في بعض الأحيان لا تستطيع تحمل ذلك، ومن ثم يقوم بممارسة رياضة ركوب الدراجات أو السباحة بدلا من ذلك.

ويشير إلى أن التأثير السلبي لن يعيقه، ويتساءل: «ما الذي يعنيه حقا أن تقول إن ضغط دمك يرتفع بضع درجات لدى ممارسة الرياضة؟»، لا توجد إحصاءات بشأن تلك التأثيرات التي يمكن أن تحدثها للصحة على المدى البعيد مثل الجلطة أو الأزمات القلبية، بالنسبة لممارسي الرياضة ممن لديهم استجابات سلبية. لذا، فهو ببساطة لا يكترث. وممارسة الرياضة تجعله يشعر بحالة جيدة. وماذا إذا كان سيصاب بتأثير سلبي مثل ارتفاع في ضغط الدم؟ يجيب: «سأظل أمارس الرياضة».

* خدمة «نيويورك تايمز»