بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

تنفس من أنفك حتى أسفل رئتيك

* من الأخطاء الشائعة أن بعضا من الناس تعودوا التنفس بأخذ نفس سطحي وضحل لا يساعد في طرد السموم والفضلات من الرئتين، كما يجعل الأجزاء السفلى من الرئتين خاملتين، ولا يصل إليهما الهواء بكمية كافية. وهذا مما يجعل الإنسان دائما يشعر بسرعة التعب والخمول والميل إلى النعاس.

إننا نتنفس نحو 28000 نفس في اليوم الواحد، وكل نفس يعطينا الفرصة لفتح الفص السفلي من الرئتين وملئه بالهواء النقي، مما يعني أن الهواء قد وصل إلى جميع الأكياس الهوائية من كل رئة، وأن كل رئة قد تنفست بصورة كاملة «تنفس كامل الرئة».

إن الذين تعودوا أن يأخذوا نفسا سطحيا وضحلا فقط، يحرمون رئاتهم من أن يصل إليها الهواء بشكل كامل ما عدا الجزء العلوي منها، الذي يعمل على تنبيه مستقبلات الإجهاد.

أما الذين يمارسون التنفس بطريقة صحيحة ويأخذون نفسا كاملا يملأ الرئتين حتى الأجزاء السفلى منهما، فإنهم بذلك ينشطون مستقبلات التهدئة، التي تستقر في الفص الأسفل من كل رئة. وهذه بدورها تحفز الجهاز اللمفاوي لتخليص الجسم من الفضلات بشكل جيد وكفاءة عالية. أخيرا، إن التنفس إلى الفص السفلي من الرئتين، سوف يسمح للقفص الصدري بأن يكون مفتوحا وأكثر مرونة ولياقة.

ولكي تتنفس برئتين كاملتين، يجب أن تتدرب على التعود أن تتنفس بعمق، ومن خلال الأنف فقط، وتستنشق أكبر قدر من الهواء (وهي أفضل طريقة لتنشيط مستقبلات الرئة السفلى المهدئة)؛ حيث يتم ملء الفصين السفليين من الرئتين، يلي ذلك الفصان المتوسطان، وبعد ذلك الفصان العلويان. ثم يتم استخراج كل الهواء في عملية الزفير، وأيضا من خلال الأنف.

هذا الأسلوب من التنفس الأنفي هو ما يوصي به أطباء الصدر، لأنه سيضمن قدرة تنفسية كاملة مع كل نفس، والاستفادة من المزايا التي ذكرناها. ويجب أن يعلم الجميع بأن الطريقة التي نتنفس بها تؤثر على صحتنا بشكل كبير.

احم طفلك من التعرض للرصاص

* من الأخطاء الشائعة أن يترك الأطفال يلهون ويلعبون خارج منازلهم من دون رقابة من الوالدين، وعدم تكليفهم بغسل أياديهم بعد اللعب مباشرة، فكثير من أطفال العالم يصابون بأعراض التسمم من بعض المعادن الضارة بالصحة ومنها «الرصاص».

إن ابتلاع معدن الرصاص، بأي شكل من أشكاله المتعددة في البيئة، لا سيما من المباني القديمة التي كانت تعتمد على الطلاء المحتوي على الرصاص، أو عن طريق الهواء والماء والتربة الملوثة بالرصاص من البنزين، وكذلك الأغذية الملوثة من الرصاص الذي يستخدم في إغلاق المعلبات، يضر بالصحة العصبية لملايين الأطفال والكبار ويؤثر على نمو الأطفال بشكل خاص.

ومع أن التعرض للرصاص يعتبر خطرا على صحة أي شخص، فإن أدمغة الأطفال النامية، والجهاز العصبي لديهم هما الأكثر تضررا من الآثار الضارة الناجمة عن التعرض للرصاص.

«الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال» تقدم مجموعة من النصائح للوالدين لمساعدتهما في حماية أطفالهما من هذا الخطر المحدق بهم، نذكر منها ما يلي:

- اختبار الرصاص في الغبار والأتربة والدهان في المنزل.

- احرص عند القيام بعمل أي مشروع للتجديد في المنزل، على مراعاة عدم وجود رصاص ضمن تركيبات الأدوات المستخدمة.

- إذا كنت تلاحظ وترى رقائق الدهان أو الغبار تتطاير من الطلاء، فقم بتنظيف هذه المناطق بشكل منتظم بقطعة قماش مبللة.

- لا تدع طفلك يلعب بأي لعبة قديمة مهجورة.

- درب طفلك أن يغسل يديه بعد اللعب خارج البيت، خاصة قبل تناول الطعام أو لمس فمه وعينيه.

- عدم استخدام ماء الصنبور للشرب أو إعداد الطعام، من المواسير المصنوعة من الرصاص.

- احذر استخدام الكحل أمام أطفالك، فكمية الرصاص التي يحتويها غير معروفة.

- قم بعمل فحص لطفلك لقياس نسبة الرصاص في الدم كل سنتين.

قبل أن تأخذ الدواء

* من الأخطاء الشائعة التي لا تزال تنتشر بين المرضى عدم الإدلاء إلى الطبيب بأحوالهم وأوضاعهم، التي تتعلق بصحتهم، إما لعدم الثقة به، أو لجهلهم بأهمية أن يلم الطبيب بهذه المعلومات، من أجل صحتهم وسلامتهم.

ومن أكثر المضاعفات التي تحدث جراء هذا السلوك السلبي حدوث ردود فعل مختلفة للأدوية التي يتناولها المريض، وكذلك حدوث تفاعلات بين أنواعها المختلفة، حتى أضحت أمرا شائعا جدا.

عيادة «كليفلاند كلينيك»، بالولايات المتحدة، تؤكد أهمية إجراء حوار صريح مع الطبيب المعالج، وكذلك التحدث إليه قبل أخذ أي دواء، خصوصا الأدوية إلى تؤخذ لأول مرة، وأنه يجب أن نخبر الطبيب دائما، بالآتي:

- إذا كان هناك نوع من الحساسية أو رد فعل لأي دواء سبق أن أخذته أو لغذاء معين أو مادة محددة.

- إذا سبق أن أخذت أي منتج دوائي من دون وصفة طبية، ويشمل ذلك الأدوية، والمنتجات العشبية، أو حتى الفيتامينات أو المعادن.

- إذا كنت منتظما في حمية غذائية معينة، مثل طعام منخفض في محتواه من الصوديوم، أو تخضع لحمية مرضى السكري المنخفضة في السكريات والنشويات.

- بالنسبة للمرأة، إذا كانت تشك في أنها حامل، أو كانت تخطط لأن تصبح حاملا، أو إذا كانت ترضع وليدها رضاعة طبيعية من الصدر.

- إذا كنت تعاني أي حالة مرضية، حتى وإن كانت بسيطة، لم تذكرها سابقا لطبيبك المعالج.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]