هل حدث اضطراب في إيقاع ضربات قلبك المعتاد؟ ربما يكون جهاز مزروع لعلاج ضربات القلب غير المنتظمة بالصدمات (- ICD Implantable Cardioverter Defibrillator)) وسيلة لإنقاذ حياة مريض يعاني من عدم انتظام ضربات القلب، غير أنه قد تكون له مخاطر خاصة على حياة السيدات المريضات.
عادة ما تتبع ضربات القلب إيقاعا منتظما. إلا أنه لدى البعض منا، تكون ضربات القلب أسرع أو بنمط مختلف عن المعتاد. وتعرف هذه الحالة باسم اضطراب إيقاع القلب Abnormal heart rhythm))، أو عدم انتظام ضربات القلب (Arrhythmia).
أجهزة علاجية
* إن كنت تعانين من عدم انتظام ضربات القلب، فربما يعالجك طبيب القلب باستخدام دواء مضاد لعدم انتظام ضربات القلب، وذلك لإبطاء معدل ضربات القلب لديك. ويتمثل بديل آخر في القيام بإجراء طبي تستخدم فيه الطاقة عالية التردد في تدمير أجزاء القلب التي تسبب اضطراب النبضات الكهربية.
غير أنه بالنسبة للأنواع الأكثر حدة من حالة عدم انتظام ضربات القلب - المعروفة باسم «التسارع البطيني» (Ventricular Tachycardia - VT) و«الارتجاف البطيني» (Ventricular Fibrillation - VF) – ربما لا يكون الدواء والإجراء الجراحي كافيين.
في بعض الحالات، سوف تحتاجين إلى جهاز يعرف باسم جهاز علاج ضربات القلب غير المنتظمة بالصدمات. ويقوم هذا الجهاز بمراقبة معدل ضربات القلب ويعيدها مجددا إلى الإيقاع الطبيعي لمنع حدوث السكتة القلبية (Cardiac Arrest)، وهي تلك الحالة التي تحدث عندما يؤدي عدم انتظام ضربات القلب إلى توقفه فجأة. وتكمن المشكلة في أن ثمة عددا محدودا من الدراسات التي تؤكد على فاعلية هذا الجهاز بالنسبة للنساء، وتشير الأدلة المتوفرة إلى أن النساء ربما يكن عرضة للمزيد من الآثار الجانبية لتلك الأجهزة من الرجال.
بالنسبة للنساء اللائي تعرضن من قبل بالفعل لتوقف القلب بسبب الإصابة بالتسارع البطيني أو الارتجاف البطيني، ثمة أدلة واضحة على أن استخدام هذا الجهاز قد يمنع حدوث أزمة قلبية أخرى تهدد حياة المريضة (وهو ما يعرف باسم «الوقاية الثانوية»)، على حد قول بولا جونسون، الأستاذة المشاركة بكلية الطب بجامعة هارفارد والطبيبة المشاركة بمستشفى بريغهام والنساء. أما عن النساء اللائي لم تسبق لهن الإصابة بحالة توقف القلب التي تهدد حياتهن - وهو ما يعرف بالوقاية الأولية - فلا تكون الفائدة المرجوة من زراعة الجهاز مؤكدة.
تشرح الدكتورة جونسون قائلة: «بالنسبة للوقاية الأولية، أعتقد أن البيانات أقل وضوحا». وتقول إنه لم يتم إعداد الدراسات بحيث تبحث في نتائج معينة عند السيدات.
ولفهم سبب استخدام تلك الأجهزة في علاج المصابات بالتسارع البطيني أو الارتجاف البطيني، فنحن بحاجة إلى معرفة كيفية حدوث مثل هذه الأنواع من الاضطرابات في ضربات القلب.
الحفاظ على إيقاع القلب
* لقلبك نظام كهربي داخلي خاص به، الذي يساعد في ضبط إيقاعه. في كل مرة يدق فيها قلبك، تنتقل النبضات من العقدة الجيبية الأذينية إلى الأذين الأيسر والأيمن - الحجرتين العلويتين بالقلب - متسببة في انقباضهما. بعدها، تتجه النبضة الكهربية إلى العقدة الأذينية البطينية، التي تبعث بدورها بنبضات إلى الحجرتين السفليتين، اللتين تعرفان باسم البطينين. فينقبضان، ويضخان الدم خارج قلبك.
وفي حالة التسارع البطيني، بدلا من البدء من الأذينين، تبدأ ضربات القلب من البطينين وتكون أسرع من المعدل المعتاد. وقد يؤدي التسارع البطيني إلى الارتجاف البطيني، وهي حالة من عدم انتظام ضربات القلب أشد خطورة، وفيها يخفق القلب بشكل غير منتظم بدلا من أن يدق. ويمنع هذا الإيقاع غير المنتظم القلب من إرسال الدم إلى المخ وأعضاء الجسم الأساسية. وقد يتسبب في توقف ضربات القلب بشكل دائم والإصابة بحالة توقف القلب، التي قد تؤدي للوفاة خلال دقائق من دون رعاية طبية طارئة.
أجهزة مزروعة
* تتمثل إحدى الوسائل المستخدمة في إعادة القلب مرة أخرى إلى إيقاعه الطبيعي في استخدام جهاز يعمل بالبطاريات، وهو جهاز علاج ضربات القلب غير المنتظمة بالصدمات. ويقوم هذا الجهاز بمراقبة إيقاع ضربات القلب بشكل مستمر. وحينما يكتشف أن هناك عدم انتظام في ضربات القلب، يرسل مجموعة نبضات كهربية صغيرة إلى القلب. وإذا لم تجد هذه النبضات نفعا، يبعث الجهاز بصدمة كهربية أقوى للقلب.
يتكون الجهاز من مولد نبضات يعمل بالبطارية الذي تتم زراعته تحت الجلد داخل صدرك. ويبعث هذا المولد بالصدمات الكهربية في حالة خروج إيقاع ضربات قلبك عن المعتاد. وتوضع أسلاك مرنة متصلة بالمولد داخل قلبك أو فوقه عبر أحد الأوردة. وتحمل تلك الأسلاك الشحنات الكهربية من المولد إلى قلبك وتبعث بمعلومات عن نشاط قلبك مرة أخرى إلى الجهاز.
تأثير الأجهزة على النساء
* اليوم، تخضع النساء للعلاج بأجهزة علاج ضربات القلب غير المنتظمة بالصدمات وفقا للتوجيهات نفسها المتبعة مع الرجال. يقول بيتر زيمتباوم، الأستاذ المشارك بكلية الطب بجامعة هارفارد ومدير قسم طب القلب الإكلينيكي بمركز شماسة بيت إسرائيل الطبي: «نحن لا نميز على الإطلاق من الناحية الإكلينيكية بين المرشحين لزراعة أجهزة علاج ضربات القلب غير المنتظمة بالصدمات». ويضيف: «لا أعتقد أن البيانات قوية بالدرجة الكافية لإعطاء توصيات تقوم على أساس النوع».
تدعم التوصيات الحالية استخدام أجهزة علاج ضربات القلب غير المنتظمة بالصدمات في علاج الرجال والنساء المعرضين لخطر حدوث توقف مفاجئ في القلب بسبب:
* الإصابة بحالة توقف القلب في الماضي نتيجة التسارع البطيني أو الارتجاف البطيني
* أمراض القلب البنيوية (اضطرابات القلب) والتسارع البطيني
* فشل وظيفة القلب (قصور القلب) أو التسارع البطيني نتيجة أزمة قلبية سابقة وعلى الرغم من ذلك، فقد توصلت دراسة نشرت في عدد 7 فبراير (شباط) من دورية سجلات الطب الباطني إلى أن النساء يمكن أن تحدث لهن مضاعفات من استخدام الجهاز تفوق تلك التي قد تحدث للرجال. وعادة ما تتمثل المضاعفات لدى السيدات في تحرك الأسلاك من مكانها مما يستلزم إجراء جراحة لإعادتها مجددا إلى موقعها الأصلي.
وتشير الدراسة إلى أنه «لا يمكن افتراض أن النتيجة ستكون متماثلة عند الرجال والنساء. ولا يمكننا افتراض أن الجهاز يعمل بالطريقة نفسها عند كل من الرجال والنساء»، حسب الدكتورة جونسون.
وتقول إنه من الأهمية بمكان تصميم دراسات تبحث في نتائج استخدام جهاز علاج ضربات القلب غير المنتظمة بالصدمات في حالات النساء على وجه الخصوص.
سؤال طبي
* هل أنت في حاجة إلى جهاز علاج ضربات القلب غير المنتظمة بالصدمات؟
إلى أن تتوفر أدلة توجه استراتيجيات العلاج المميزة المتبعة مع النساء، من المرجح أن يستمر طبيب أمراض القلب الذي تتعاملين معه في اتباع الإرشادات الحالية لتحديد ما إذا كنت بحاجة لجهاز علاج ضربات القلب غير المنتظمة بالصدمات أم لا. وربما يتم تحويلك أيضا إلى خبير متخصص في تقييم النشاط الكهربي للقلب.
ربما لا يصلح استخدام جهاز علاج ضربات القلب غير المنتظمة مع النساء المعرضات بدرجة أكبر لخطر الإصابة بالعدوى وبآثار جانبية أخرى، أو هؤلاء الأكبر سنا والمصابات بأمراض مستعصية. فقط النساء اللائي تنطبق عليهن معايير استخدام الجهاز واللائي سيستفدن منه بدرجة كبيرة هن من يمكن أن تتم زراعة الجهاز داخل أجسامهن.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»