الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات.. الأفضل في حرق السعرات الحرارية

دراسة جديدة قارنت بين أفضلها للاحتفاظ بالوزن

TT

أثبتت إحدى الأبحاث أن الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية ويحاولون الحفاظ على وزنهم المنخفض يحرقون عددا أكبر من السعرات من خلال تناول أطعمة منخفضة الكربوهيدرات عوضا عن الأطعمة منخفضة الدهون. من جهة أخرى، يقول بعض الخبراء إن هذه النتائج أولية.

واستهدفت الدراسة، التي موّلها المعهد القومي للصحة، التعرف على ما إذا كان تغيير نوع الغذاء قد ساعد في الحفاظ على الوزن أم لا، إذ عادة ما يكتسب الملتزمون بالحمية الغذائية ما فقدوه من وزن. وعمل العلماء على 21 شخصا يعانون من السمنة تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، فقدوا ما بين 10 و15 في المائة من وزن جسمهم قبل الحمية (نحو 30 رطلا.. الرطل يساوي 453 غراما تقريبا). وبعد ثبات وزنهم، اتبع كل واحد من المشاركين واحدة من ثلاث حميات غذائية لمدة أربعة أسابيع. وتناول المشاركون طعاما أُعد لهم على أيدي خبراء تغذية. ودخل المشاركون في التغذية إلى المستشفى أربعة أيام للخضوع إلى فحوص طبية وأخرى تتعلق بالتمثيل الغذائي.

وكان عدد السعرات الحرارية في كل الحميات الغذائية واحدا، لكن نسبة الدهون والبروتينات والكربوهيدرات هي التي تتغير. ففي الحمية منخفضة الدهون، يتم استمداد 20 في المائة من السعرات الحرارية من الدهون، وهي تركز على الأطعمة ذات الحبوب الكاملة والفاكهة والخضراوات. أما في الحمية منخفضة الكربوهيدرات، التي تشبه حمية «أتكينز»، فيتم استمداد 10 في المائة فقط من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات. وتركز هذه الحمية على الأسماك والدجاج واللحم البقري والبيض والجبن وبعض الخضراوات والفاكهة، في الوقت الذي تُستبعد فيه أطعمة أخرى مثل الخبز والمعكرونة والبطاطس والخضراوات التي تحتوي على نشا.

أما الحمية منخفضة الجلايسيمات (المؤشر السكري المنخفض للأغذية) والتي تشبه حمية البحر المتوسط، فهي تتكون من الخضراوات والفاكهة والبقوليات والدهون الصحية، مثل زيت الزيتون والمكسرات، والحبوب الصحية بشكل كبير مثل الشوفان التقليدي والأرز البني. ويكون هضم هذه الأطعمة بطيئا مما يساعد على الإبقاء على مستوى السكر والهرمونات في الدم ثابتا بعد تناول الطعام.

الحمية الغذائية الأفضل

* وأوضحت النتائج، التي نشرت في عدد نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي من مجلة «الجمعية الطبية الأميركية»، أن عدد السعرات الحرارية التي حرقها متبعو الحمية منخفضة الكربوهيدرات كان أكبر من التي حرقها متبعو الحمية منخفضة الدهون بمقدار 300 سعر حراري.

ويقول ديفيد لودفيغ، أحد القائمين البارزين على التجربة، ومدير مؤسسة «نيو بالانس فاونديشين» التابعة لمركز الوقاية من السمنة بمستشفى بوسطن للأطفال «إنه عدد السعرات الحرارية ذاته الذي يتم حرقه بعد ساعة متواصلة من التمرينات الرياضية الخفيفة المكثفة. وكان عدد السعرات الحرارية التي حرقها متبعو الحمية منخفضة المؤشر الجلايسيمي أكبر من التي حرقها متبعو الحمية منخفضة الدهون بـ150 سعرا».

وأشار إلى أن سبب تميز الحمية منخفضة الكربوهيدرات غير واضح. وقال «نعتقد أن كلا من الحمية منخفضة الكربوهيدرات والحمية منخفضة المؤشر الجلايسيمي لا تؤديان إلى الشعور بالجوع لأنهما لا تسببان زيادة في مستوى السكر في الدم. وعندما يظن الجسم أنه جائع، فإنه يخفض معدل التمثيل الغذائي من أجل الحفاظ على الطاقة».

ولاحظ القائمون على الدراسة وجود أعراض جانبية للحمية منخفضة الكربوهيدرات، حيث يبدو أنها تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب. ويقول لودفيغ إن الحد من تناول الكربوهيدرات على المدى الطويل قد يكون صعبا على كثيرين. إذا كنت تحاول أن تفقد من وزنك، فيمكن أن تفيدك الحمية منخفضة الكربوهيدرات، لكن على المدى الطويل ربما تكون الحمية منخفضة المؤشر الجلايسيمي أفضل من تقليل كمية الكربوهيدرات.

المؤشر الجلايسيمي المنخفض

* تقول كارا إيبلينغ، المدير المشارك لمركز مقاومة البدانة «تبدو الحمية منخفضة المؤشر الجلايسيمي وسيلة جيدة، فهي لم تبطئ التمثيل الغذائي مثلما فعلت الحمية منخفضة الدهون، ولم يبد أن لها أعراضا جانبية تتمثل في زيادة احتمالات الإصابة بأمراض الأوعية الدموية». وحسب الحمية منخفضة المؤشر الجلايسيمي، فعليك تجنب الأطعمة المعالجة مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض والوجبات الخفيفة وحبوب الإفطار سابقة التجهيز والحلويات والمشروبات المحلاة، على حد قولها.

وأثارت النتائج ردود فعل متباينة لدى الخبراء. ويقول جورج باري، الباحث في البدانة بمركز «بنينغتون بيوميديكال» للأبحاث في باتون روج، والذي درس هذا الموضوع وكتب مقالا افتتاحيا في دورية الاتحاد الطبي الأميركي، إن الدراسات الأخرى توضح أن أي حمية غذائية تعود بنتائج جيدة إذا ما تم الالتزام بها، فالالتزام هو مفتاح فقدان الوزن والحفاظ عليه، فلا توجد حمية سحرية.

ويقول إريك ويستمان، الباحث في جامعة ديوك والذي أجرى العديد من الدراسات الخاصة بالحمية منخفضة الكربوهيدرات وشارك في تأليف «حمية أتكينز الجديدة لشخصك الجديد»، إن «هذه الدراسة تثبت أنه كلما قلت كمية الكربوهيدرات، زاد التمثيل الغذائي، فالناس يحرقون السعرات إذا تناولوا كمية أقل من الكربوهيدرات».

وتقول مارينو نيسل، أستاذة التغذية في جامعة نيويورك، في حديث نقلته صحيفة «يو إس إيه توداي»، إنه تم إجراء دراسات أوفى من تلك الدراسة شملت أناسا في بيئاتهم الطبيعية لا وهم يتناولون وجبات مقيدة، وأوضحت أنه لا يوجد كبير فرق من حيث فقدان الوزن أو الحفاظ عليه بين حمية وأخرى، لكنها أكدت على الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من أن تلك النتائج المذهلة قابلة للتطبيق على أرض الواقع. وقالت أخيرا «في تلك الأثناء، إذا أردت أن تخفض وزنك، فعليك أن تقلل من أكلك».

- المصدر: مجلة «الجمعية الطبية الأميركية» 3 أنواع مدروسة من الحمية الغذائية

* تناولت الدراسة الجديدة 3 أنواع من الحمية الغذائية. وفي ما يلي توضيح لها:

* الحمية الغذائية منخفضة الدهون: يتم استمداد 20 في المائة من السعرات الحرارية من الدهون، و60 في المائة من السعرات من الكربوهيدرات، و20 في المائة من البروتينات. وتركز هذه الحمية على الأغذية ذات الحبوب الكاملة والفاكهة والخضراوات، ويتم بها خفض تناول الزيت والمكسرات واللحم الذي يحتوي على دهون والأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.

* الحمية منخفضة الكربوهيدرات: تشبه حمية «أتكينز»، حيث يتم استمداد 10 في المائة من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات، و30 في المائة من البروتينات، و60 في المائة من الدهون. وتركز هذه الحمية على اللحم البقري والسمك والدجاج والبيض والجبن وقليل من الخضراوات والفاكهة، في الوقت الذي يتم فيه الحد من تناول الخبز والمعكرونة والبطاطا والأرز والكعك والبسكويت والخضراوات المليئة بالنشا.

* الحمية منخفضة المؤشر الجلايسيمي: تشبه حمية البحر الأبيض المتوسط وتشتمل على الخضراوات والفاكهة والبقوليات والدهون الصحية، مثل زيت الزيتون والمكسرات والحبوب الصحية إلى حد كبير، مثل الشوفان التقليدي والأرز البني. ويُستمد 40 في المائة من السعرات في هذه الحمية من الكربوهيدرات، و40 في المائة من الدهون، و20 في المائة من البروتينات.