كيف نهيئ الجهاز الهضمي للتغيرات الغذائية في أيام عيد الفطر؟

الأغذية الجاهزة خطر محتمل على الصحة

TT

ها نحن نودع الشهر الفضيل، فماذا بعد رحيل رمضان؟ هل سنترك كل الإيجابيات والفوائد الصحية التي اكتسبناها ترحل معه، أم سنحافظ عليها ونجعلها ديدننا في بقية شهور السنة؟

لقد ازداد السليم منا قوة ومناعة ومقاومة للكثير من الأمراض، إضافة إلى تحليه بالأخلاق والسلوكيات الصحية التي عادت إليه بالمردود الإيجابي على صحته البدنية والنفسية. أما المريض بالأمراض المزمنة فقد كانت استفادته عظيمة، فكم من مريض بالسكري اعتدلت نسبة السكر في دمه، وكم من مريض بالضغط اكتشف عودة معدل الضغط لديه إلى الوضع الطبيعي، وكم من مريض بالقلب كشفت أجهزة الفحص سلامة وقوة قلبه من حيث أداء الوظائف المطلوبة للقلب وضخ الدم إلى كل أجهزة الجسم الحيوية.

* نظام غذائي آخر

* مع استقبال أيام عيد الفطر المبارك نواجه رحلة انتقالية مهمة في الكثير من أمور حياتهم، ويأتي في مقدمتها النظام الغذائي.

أشار في حديثه إلى «صحتك» الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية سابقا، إلى أن معظم المجتمعات الإسلامية تتبع سلوكا غذائيا خاطئا في العيد، ليس فقط من الناحية الصحية، بل وحتى اقتصاديا، فالكثير من الناس يسرفون بعد رمضان في تناول الطعام ويملأون بطونهم بما لذ وطاب من كل أنواع الحلويات والأكلات الدسمة حتى التخمة والإصابة بالاضطرابات الهضمية، كما يصابون بارتفاع نسبة الكولسترول والدهون والسكر في الدم.

كما تلاحظ في هذه الفترة زيادة الوزن عند الكثيرين، وقد يرجع السبب إلى قلة الحركة، وزيادة استهلاك الأطعمة الشعبية ذات السعرات الحرارية العالية مثل الكنافة والقطايف وغيرها، إضافة إلى كثرة تلبية الولائم.

كيف نهيئ الجهاز الهضمي (المعدة) للتغيرات الغذائية في أيام عيد الفطر؟ وأجاب على هذا السؤال الدكتور خالد المدني، موضحا أن هناك، بالفعل، إسرافا في تناول الطعام في العيد كما كان الحال في رمضان. فنجد الناس تسارع إلى تناول الطعام بأنواعه وفي كل وقت وهذا تصرف خاطئ. فالمعدة تعودت على نظام معين لمدة ثلاثين يوما في رمضان.

ولكي تستعد المعدة لأيام الفطر يجب أن نهيئها تدريجيا. وعطلة العيد تعتبر كافية لتهيئة المعدة لهذا الأمر، ويتم ذلك باتباع أسلوب غذائي صحيح. فيجب أن يكون الفطور في أول أيام العيد مبكرا قدر الإمكان أي أن الوقت بينه وبين السحور (سابقا) يكون قصيرا، ويفضل تناول القليل من الحلوى والقهوة والمكسرات التي تقدم للضيوف أثناء المعايدة.

* أغذية العيد

* ومن أفضل الأغذية التي يمكن أن نتناولها في الصباح هي الفاكهة وعصائرها. وينصح بالإقلال من المكسرات والحلويات الدسمة كالبقلاوة وغيرها. ويمكن تناول وجبة غداء العيد في وقت العصر وليس في وقت مبكر كما هو شائع عند الكثيرين، حيث إن هذه الوجبة يجب أن تعادل وجبة الإفطار (في أيام رمضان)، وكلما كانت محتويات الوجبة خفيفة سهلة الهضم كان ذلك أحسن للمعدة. أما العشاء فيمكن تناوله في ساعة متأخرة من الليل.

وعن النظام الغذائي في اليوم التالي، ينصح بتأخير الفطور وتقديم العشاء حتى نصل في اليوم الثالث إلى المواعيد العادية السابقة (قبل رمضان) للوجبات اليومية. وبهذه الطريقة نتجنب عسر الهضم الذي يحدث أثناء العيد نتيجة الإكثار من تناول الأغذية بأنواعها ودون مواعيد محددة. كما يمكن اتباع نظام آخر لتنظيم تناول الطعام بعد رمضان، وهو صوم الأيام الست خلال شهر شوال، كمرحلة انتقالية تدريجية من الصوم إلى الإفطار خلال شهر شوال.

اعتاد الناس في جميع بلدان العالم تناول الأغذية الجاهزة في الشوارع، وشهدت بلدان كثيرة انتشارا سريعا لهذه العادة بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، ويقبل الناس عادة على هذه الأغذية بسبب مذاقها الفريد وسهولة الحصول عليها.

ويزيد تناول الناس لهذه الأطعمة في المناسبات والأعياد مثل موسم عيد الفطر، خصوصا من قبل الأطفال. إلا أن هذه الظاهرة تمثل خطرا محتملا على الصحة نظرا لإمكانية حدوث تلوث جرثومي وكيميائي.

في حديثه إلى «صحتك» ذكر الدكتور أحمد عبد الله محمد عثمان استشاري في طب المجتمع والصحة العامة منسق برنامج السلامة الغذائية بإدارة صحة البيئة والصحة المهنية بالصحة العامة بصحة جدة، أن منظمة الصحة العالمية قد عرفت الأغذية الجاهزة المباعة بالشوارع بأنها المأكولات والمشروبات التي يتولى الباعة إعدادها أو بيعها في الشوارع والأماكن العامة بحيث تكون جاهزة للتناول. وتشمل هذه الأغذية مجموعة كبيرة من الأصناف التي يحتمل أن تنجم عنها الأمراض بدرجات متفاوتة.

وهناك على سبيل المثال من الأصناف مثل الحبوب المجففة أو منتجات المخابز الجافة، أو الأغذية المسكرة أو المملحة أو المحمضة، والأغذية التي تكون قد طهيت في وقت سابق مثل الأرز، خصوصا إذا بقيت في درجات الحرارة العادية (15 - 40 درجة مئوية) وتحت الشمس لمدة تزيد على أربع إلى خمس ساعات، وتزيد هذه الاحتمالات بوجود المضافات غير المسموح بها في المأكولات والمشروبات التي تباع في الشوارع.

* وأهم المشكلات الصحية المترتبة على هذه الأغذية:

* يصاب أفراد الأسرة بمتاعب صحية طارئة بسبب تناول أطعمة فاسدة، وخصوصا تلك التي تباع في عربات الأطعمة في الشوارع ومحلات الأطعمة غير المرخصة.

* تلوث تلك الأغذية بالعوامل الممرضة الكيميائية والبيولوجية يساهم مساهمة كبيرة في انتشار الأمراض المنقولة بالغذاء.

* غالبا ما تكون هذه الأغذية معدة بالمنزل أو بالأسواق أو بالشوارع في ظروف غير جيدة تنعدم فيها الشروط الصحية.

* بعض الأغذية المباعة في الشوارع قد تعرض المستهلكين لمخاطر كبيرة نتيجة للتلوث الميكربيولوجي. وترتبط هذه المخاطر أساسا بنوع الأغذية وأسلوب إعدادها وطريقة حفظها قل استهلاكها، وقد بيّن التحليل المخبري لبعض العينات وجود مستويات عالية من جراثيم القولونيات والسالمونيلا والعنقودية الذهبية والمطثية الحاطمة والكوليرا.

* كثيرا ما ترتبط الأغذية المباعة في الشوارع بإصابات المسافرين بالإسهال.

* علاوة على الأخطار الميكربيولوجية هناك الأخطار الكيميائية، فمن المحتمل أن تتلوث الأغذية المباعة في الشوارع بمستويات عالية من الملوثات الكيميائية، بما فيها من مخلفات مواد النظافة ومبيدات الهوام، والفلزات الثقيلة والسموم الفطرية والمضافات الغذائية غير المعتمدة مثل الأصباغ.

• قد تتسرب المواد الملوثة إلى الأغذية في الشوارع، حيث يرفع كل من الغبار ومرور المركبات مستوى التلوث بما يصبح وسطا ملائما للبكتيريا وغيرها من الملوثات.

* عوامل مساعدة على التلوث:

* وجود الغبار، تنتقل الجراثيم المنقولة في البصاق لمسافات بعيدة جدا، وقد تستقر هذه الجراثيم على الأطعمة المكشوفة خارج المحلات.

* الطعام الملوث بالجراثيم، الطعام المكشوف أو الموجود لفترة طويلة يكون معرضا للتلوث بالجراثيم والميكروبات.

* الأدوات الملوثة بالجراثيم، كالأواني وغيرها من أدوات الطبخ وتقديم الطعام.

* الأيدي الملوثة بالجراثيم، تنتقل الجراثيم إلى الأطعمة والمشروبات إذا لم تغسل جيدا عند إعداد الطعام.

* وجود الحشرات، وهي من أشهر مسببات العدوى للأطعمة، ومن أمثلتها الذباب والصراصير.