النساء معرضات لأخطار السكتة الدماغية أكثر من الرجال

لأسباب لا تزال مجهولة

TT

إن كنت تعاني من أمراض الشرايين التاجية، فإنك معرض لخطر أكبر في حدوث نوبة قلبية. إلا أن كثيرا من الناس لا يعرفون أن العملية نفسها التي تقود إلى تراكم الترسبات الدهنية المؤدية إلى انسداد الشرايين التاجية، قد تجري أيضا في شرايين الدماغ؛ الأمر الذي سيزيد من خطر السكتة الدماغية أو «النوبة الدماغية».

وتحدث السكتة الدماغية عند 800 ألف شخص سنويا في الولايات المتحدة، إلا أن عدد حالاتها يزيد بمقدار 55 ألفا أكثر من النساء مقارنة بعددها عند الرجال.

الرجفان الأذيني والسكتة إن أمراض الشرايين التاجية coronary artery disease (CAD) ليست الوحيدة من بين أمراض القلب التي تزيد من أخطار السكتة الدماغية، فهناك أيضا الرجفان الأذيني atrial fibrillation (AF) الذي يزيد من احتمالات تشكيل خثرات دموية (جلطات) تنتقل نحو الدماغ، الأمر الذي قد يؤدي إلى انسداد الشرايين فيه.

ولسبب مجهول، فإن النساء الكبيرات في السن من المصابات بالرجفان الأذيني يكن معرضات أكثر من الرجال المصابين به لخطر السكتة الدماغية، وحتى وإن كان لدى الرجال والنساء عوامل الخطر نفسها وكانوا يخضعون للعلاج نفسه بأدوية مسيلات الدم «وارفرين» warfarin وكومادين Coumadin، وفقا لدراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (عدد 9 مايو/ أيار 2012).

وتقول الدكتورة بولا جونسون طبيبة القلب في مستشفى بريغهام والنسائية في بوسطن، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن «من المهم التنويه بأن الزيادة في الخطر (أي حدوث السكتة الدماغية) تبدأ في سن 75 لدى النساء. وهذا يعني أن العمر والجنس الأنثوي يشكلان عاملي خطر منفصلين لحدوث السكتة الدماغية عند الإصابة بالرجفان الأذيني».

تقليل الأخطار

* وتفترض الدراسة أن دواء «وارفرين» قد لا يكون كافيا لدرء حدوث السكتة الدماغية لدى النساء المصابات بالرجفان الأذيني. وحتى يحين الوقت للتوصل إلى علاج أفضل، فإن الأمر الأكثر أهمية هو اتخاذ الاحتياطات الكاملة لتقليل الأخطار. وهذا يعني الحفاظ على الوزن الأمثل، والحفاظ على المستويات الصحية لضغط الدم، وسكر الدم، والكولسترول والدهون الثلاثية، والابتعاد عن التدخين، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية.

كما وجدت دراسات حديثة أيضا تدني نسبة السكتات الدماغية لدى النساء اللاتي تناولن بانتظام أحماض «أوميغا - 3» الدهنية (التي توجد في الأسماك الدهنية)، وكذلك فواكه الحمضيات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.. ولذا، فإن إضافة هذه الأغذية إلى قائمة الطعام مسألة لا ضير فيها.

وإن كنت من المصابات بالرجفان الأذيني وتتناولين دواء «وارفرين»، فإن من المهم التأكد من مناسبته لسيولة الدم وذلك بالخضوع لتحاليل الدم. وإن كنت تبلغين من العمر 65 سنة أو أكثر فعليك استشارة الطبيب أيضا حول تناول الأسبرين من الجرعات الصغيرة الذي أظهر قدراته في درء حدوث أول حالة للسكتة الدماغية لدى النساء.

وتصبح عملية التوعية أهم جانب في مسيرة درء حدوث السكتة الدماغية لكل النساء المصابات بمشكلات في القلب. وتقول الدكتورة جونسون: «إن كنت امرأة ليس لها أي تاريخ في أمراض القلب، والسكري، أو ارتفاع ضغط الدم، فعليك الاتصال بالطبيبة حال حدوث سكري الحمل gestational diabetes أو تسمم الحملpreeclampsia أثناء الحمل. كما يجب الاتصال بالطبيبة إن كان لأفراد عائلتك تاريخ في أمراض القلب، لأن هذه الأمراض تزيد من احتمالات خطر حدوث أمراض الشرايين ومنها السكتة الدماغية. وتضيف أن «الوعي بوجود خطر عال عليك، سيساعدك ويساعد طبيبتك على العمل لدرء حدوث السكتة الدماغية».

* «رسالة هارفارد للقلب»، خدمات «تريبيون ميديا»