بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

تقرحات الفم واللثة من الأخطاء الشائعة أن يلتزم البعض من الناس بالمقولة المشهورة «عالج نفسك بنفسك» واسترح من مواعيد الأطباء وقو ثقتك بنفسك. واليوم نأخذ على ذلك مثالا مهما وخطيرا عند إهماله، وهو «تقرحات الفم واللثة».

إنها حالة شائعة الحدوث وتصيب جميع الاعمار خاصة كبار السن، وليس لها سبب معروف، وغالبا ما تشفى تلقائيا خلال أسبوع لأسبوعيين.ومن الخطأ أن يعالجها الشخص المصاب بنفسه بأخذ أحد المضادات الحيوية، وتكون النتيجة إلى الأسوأ حيث إن كثيرا من الأدوية تؤخر مدة الشفاء وتزيد من مساحة القرحة وألمها.

والصواب هنا أن يوقف المريض معظم الأدوية التي تعود أخذها وأن يستشير طبيبه في بقية الأدوية عما إذا كانت تؤثر سلبا أم إيجابا مع الحالة. ويمكن للطبيب أن يصف له نوعا محددا من المراهم التي تحتوي على مضادات الالتهاب وأحد مسكنات الألم ومضمضة مطهرة للفم. وهذا هو كل ما تحتاجه القرحة العادية.

أما عند إهمال استشارة الطبيب في حالة تقرحات الفم واللثة فقد تضيع فرصة تشخيص وعلاج الحالة إذا كانت القرحة «قرحة سرطانية»، وهي أيضا من الحالات المنتشرة.

وهنا نشدد على ضرورة استشارة الطبيب عند الإصابة بتقرحات الفم واللثة خاصة في الحالات التالية:

* إذا كانت القرحة أكبر من 1 سم.

* أو كان مع القرحة تقرحات أخرى كثيرة متجمعة مع بعضها بشكل كبير.

* إذا كانت مستمرة لأكثر من 3 أسابيع دون أن تشفى.

* إذا كانت غير مؤلمة.

الأقراص المنومة

* الأقراص المنومة تحتاج لاستشارة الطبيب أكثر من غيرها! ويعاني الكثير من الناس من مشكة الأرق، ويتقلبون ساعات طويلة من الليل ليحظوا بسويعات قصيرة من النوم ويكون عادة نوما متقطعا ومزعجا وغير كاف.

وهنا يخطئ البعض من مرضى الأرق بتناول الأقراص المنومة بشراء مباشر دون الرجوع إلى أحد الأطباء. ويحدث نتيجة لذلك إدمانهم على تناول هذه الأقراص وبالتالي عدم حصولهم على النتيجة المطلوبة من نوم كاف ذي جودة عالية، مما يتطلب زيادة الجرعة والإفراط في الاستخدام عشوائيا، وهذا يؤثر على صحتهم العامة وهو ما حذرت منه الكثير من الدراسات الطبية الحديثة تحسبا للوقوع في دائرة التأثيرات الجانبية لهذا النوع من العقاقير، ومن أهمها ما يلي:

* فقدان الشهية للطعام.

* الشكوى من الأرق، وذلك بعد التعود على تناول الحبوب المنومة فيصعب النوم بسهولة.

* اضطراب التفكير والنسيان والقيام بأعمال غير طبيعية أثناء النوم كالمشي أو الخروج من المنزل وغيرها.

* أعراض أخرى تختلف من شخص لآخر مثل فقدان التوازن، الإمساك، الإسهال، الدوخة، النعاس، جفاف الحلق أو الفم، صداع، آلام في البطن، تغيير في الدورة الشهرية أو الرغبة الجنسية ورعشة في بعض أجزاء الجسم بطريقة لا يمكن التحكم فيها.

* الشعور بوخز في اليدين والقدمين وربما الذراعين والساقين مع كثرة تناول هذا النوع من الدواء.

وعليه فننصح باستشارة الطبيب قبل الاقدام على تناول الأقراص المنومة أيا كان نوعها أو جرعتها، وأيا كان الشخص الناصح بتناولها ومهما وصف لنا فوائدها وقوة مفعولها. فقد ثبت من جميع الدراسات في هذا المجال أنها قد تسبب لمتعاطيها مخاطر صحية هو في غنى عنها، كما تسبب مشاكل صحية بالغة إذا زادت جرعتها وصلت في بعض الحالات إلى الوفاة.

حماية الأسنان من التسوس

* يعتقد كثير من الآباء والأمهات، خطأ، أن الأسنان اللبنية لطفلهم الصغير وبالأخص الرضيع غير مهمة ولا تستحق منهم أن يضيعوا شيئا من الوقت في تنظيفها، فيهملونها ولا يدربون أبنا ءهم على الطرق الصحيحة لتنظيفها. وتكون النتيجة الحتمية لذلك إصابة هؤلاء الأطفال بالتسويس والتساقط مبكرا قبل بزوغ أسنانهم الدائمة.

يفيد أطباء أسنان الأطفال أن لثة الأطفال يمكن أن تضمر، كما يمكن للأسنان أن تتسوس مبكرا، مما قد يؤدي إلى مشاكل مع الأسنان الدائمة في المستقبل.

الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال تشير إلى بضع خطوات أساسية عن كيفية الوقاية من تسوس الأسنان عند الأطفال، نذكر منها مايلي:

* على الأم أن تقوم بتفريش أسنان ولثة طفلها بانتظام حتى يكتسب هو نفسه هذه العادة وهذا السلوك عندما ينمو ويكبر.

* عدم السماح للطفل، بتاتا، أن يتناول الطعام أو الزجاجة في غرفة النوم خاصة على السرير.

* يجب تقييد استخدام الطفل لزجاجته أو كوب الحليب مع مواعيد تناول الوجبات الغذائية فقط.

* يجب على الوالدين التأكد من أن الماء الخاص ياستخدامات إبنهما سواء للشرب أو لإذابة الحليب، يحتوي على الفلوريد المضاف وهو العنصر المهم لتقوية الاسنان ومنع التسوس بها.

*يجب أيضا التحدث مع طبيب الأسنان عن إمكانية استعمال مكملات الفلوريد.

*تجنب إعطاء الطفل حلويات سكرية أو ذات التكوين اللزج، مثل الحلوى والكعك أو الفاكهة الملفوفة والمسكرة.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]