العلاجات الطبيعية لـ«نزلات البــرد».. ما فائدتها؟

لا توجد دلالة قاطعة على فوائدها الكاملة

TT

دائما ما أصاب بنزلات البرد في فصل الشتاء، التي تستمر لأكثر من أسبوع. سمعت أن الزنك وعشبة «الإشيناسيا» يساعدان على تقصير فترة الإصابة بنزلات البرد، فهل ينبغي علي تجربتهما؟

في الوقت الذي يبدأ فيه موسم نزلات البرد والإنفلونزا في الانتشار حاليا، ينبغي أن نذكر بعض الحقائق عن نزلات البرد. ففي المتوسط، يتعرض الشخص البالغ لما يتراوح بين 2 - 4 نزلات برد في العام، مع استمرار الأعراض لنحو 7 - 10 أيام.

وتتحسن حالة معظم الأشخاص المصابين بنزلات البرد من دون تناول أية عقاقير، ولكن الأشخاص الذين يبحثون عن تقصير فترة المرض يلجأون لاستخدام اثنين من العلاجات «الطبيعية»: «القنفذية» (الإشيناسيا - Echinacea، والزنك – zinc».

علاجات طبيعية > «الإشيناسيا»: أظهرت الدراسات المختبرية أن المواد الموجودة في زهرة «الإشيناسيا» وجذورها تقوم بتنشيط الخلايا المناعية وتوقف الالتهابات، مما أدى إلى خلق حالة من الاهتمام حول قدرة «الإشيناسيا» على تقصير فترة الإصابة بنزلات البرد.

وتشير الدراسات الأولية إلى أن «الإشيناسيا» تقوم بالتقليل من أعراض البرد. ولكن الدراسات الأحدث لم تقُم بتوثيق أي فائدة لاستخدام «الإشيناسيا»، بما في ذلك إحدى الدراسات التي شملت 719 شخصا يعانون من نزلات البرد، والتي تم نشرها في عام 2010، حيث أكد المشاركون في التجربة، سواء في المجموعة التي تناولت «الإشيناسيا» أو المجموعة الأخرى التي تناولت الحبوب الوهمية، أن الأعراض استمرت لنفس المدة تقريبا، وهي سبعة أيام.

> الزنك: هو عنصر له آثار مضادة للفيروسات، بما في ذلك الفيروسات الأنفية، التي تعد السبب الأكثر شيوعا وراء الإصابة بنزلات البرد. انقسمت الدراسات الخاصة باستخدام مكملات الزنك في علاج نزلات البرد، حيث أشارت نصف هذه الدراسات إلى وجود فوائد من وراء استخدامها، بينما أكد النصف الآخر عدم وجود أي تأثير لها.

> وعلى الرغم من ذلك، يوجد عيب خطير في هذه الدراسات، يتمثل في احتمال أن يؤدي الطعم السيئ للزنك لتنبيه الناس إلى حقيقة أنهم يتناولون أقراص الزنك بدلا من العقاقير الوهمية التي تتناولها المجموعة الوهمية، وهو الأمر الذي قد تسبب في تحيز نتائج هذه الدراسات لصالح فعالية الزنك.

قامت دراسة تحليلية حديثة بتجميع نتائج 17 دراسة شملت ما يزيد على 2000 شخص، وخلصت إلى أن الزنك يقوم بتقليل فترة الإصابة بنزلات البرد عند البالغين بمعدل 2.6 يوم. أما بخصوص الآثار السلبية لاستخدام أقراص الزنك، فالإضافة إلى الطعم السيئ، من الممكن أن يؤدي تناول هذه الأقراص إلى حدوث حالة من الغثيان.

مواصفات غير دقيقة

* من الصعوبة بمكان تفسير الأبحاث الطبية بشأن مكملات الفيتامينات والأعشاب، حيث لا توجد هناك مواصفات موحدة لمكونات المكملات الغذائية التي تباع من دون وصفة طبية، ولا توجد هناك أي متطلبات بمراقبة الجودة في هذه المنتجات، لذا من الصعب معرفة ما إن كنت تتناول نفس المكونات التي يتناولها هؤلاء الأشخاص المشاركون في الدراسات أم لا. ولكن توجد الآن بعض وكالات المستهلكين التي تقوم بوضع «ختم الموافقة» على بعض المنتجات، للتأكيد على أن هذا المنتج قد خضع لبعض تدابير الجودة المحددة.

وبالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يكون الأشخاص المشاركون في مثل هذه الدراسات مصابين بمجموعة متنوعة من الأمراض متفاوتة الشدة، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى استنتاجات عامة. وأخيرا، يوجد هناك تأثير وهمي قوي في أي دراسة، حيث يتم الإبلاغ عن بعض الأعراض الشخصية كنتيجة لتناول العقاقير. وفي ما يتعلق بدارسة «الإشيناسيا» المذكورة أعلاه، قام الباحثون بعقد مقارنة بين مجموعة لم تتناول أي حبوب ومجموعة تناولت حبوبا وهمية. أظهرت النتائج أن المجموعة التي تناولت الحبوب الوهمية شعرت بأن أعراض البرد كانت أقل وفترة الإصابة به كانت أقصر مقارنة بالمجموعة التي لم تتناول أي حبوب على الإطلاق.

ولهذا، تعد الأدلة الخاصة بفعالية «الإشيناسيا» في محاربة نزلات البردة ضعيفة. وعلى الرغم من أن الزنك قد يقلل من فترة الإصابة بنزلات البرد، فإنه يخلف طعما سيئا في الفم وشعورا بالغثيان في المعدة. قد يكون العلاج الأفضل لنزلات البرد هو الوقاية منها، حيث إن غسل اليدين يقلل من عدد نزلات البرد التي تنتقل إلى الشخص، فضلا عن أن لقاح الإنفلونزا يمنع نحو 80 في المائة من حالات الإنفلونزا المعتادة كل عام.

• طبيب، رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».