أدوية الستاتين.. وتأثيراتها على النساء

عقاقير خفض الكولسترول الضار مفيدة للقلب رغم آثارها الجانبية

TT

إن كنت من اللاتي يعانين من ارتفاع مستويات الكولسترول، فلربما تصف لك طبيبتك عقارا من أدوية الستاتين. وتقوم أدوية الستاتين statins هذه بخفض مستوى الكولسترول منخفض الكثافة LDL الذي يطلق عليه اسم الكولسترول «غير الصحي» أو «الضار» لأنه يساهم في تكوين ترسبات على الشرايين تؤدي إلى انسدادها، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى حدوث أمراض القلب.

وقد نوهت عدة دراسات عبر السنين بقدرات هذه العقاقير لدرء حدوث النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، والوفيات الناجمة عن أمراض القلب. وقد تحمل هذه النتائج أنباء سارة للنساء اللاتي يواجهن خطر الموت نتيجة أمراض القلب، أعظم من خطر وفاتهن بأية أمراض أخرى.

إلا أن النساء متفردات عندما يتعلق الأمر بقلوبهن، ولذا، فإن مزايا أدوية الستاتين لم تتجل بمثل ذلك الوضوح كما هي الحال في مزاياها للرجال.

قلب النساء والرجال

* إن أمراض القلب هي الأمراض الرئيسية القاتلة سواء للرجال أو للنساء، إلا أنها تنشأ بشكل مختلف لدى كلا الجنسين.

أولا، إن «الأمر السائد لدى النساء هو ظهور أمراض الشرايين التاجية لديهن عندما تتقدم أعمارهن أكثر من الرجال بفارق 10 سنوات»، كما يقول الدكتور ويليام جيه. كوستيس الباحث الإكلينيكي في قسم أمراض القلب في مستشفى ماساتشوستس العام. وعند وصولهن إلى ذلك العمر (الأكبر من عمر الرجال المتعرضين لتلك الأمراض) فإنهن قد يكن قد تعرضن للإصابة بأمراض أخرى مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

كما تكون النساء أكثر تعرضا أيضا من الرجال لحالات حدوث أضرار في الشرايين الصغيرة في القلب - وهي الحالة المسماة «مرض الأوعية الدموية التاجية الصغيرة جدا» c*r*nary micr*vascular disease. ومن الصعب رصد مثل هذا النوع من الأضرار بواسطة الاختبارات والفحوص القياسية المعتمدة، ولذا، فإن المرض قد يؤخر تقديم العلاج الذي يقلل من تطور أعراضه.

تمحيص الدلائل

* لقد كان من الصعب تقييم تأثيرات أدوية الستاتين على النساء لأن المشرفين على الدراسات التي أجريت على هذه الأدوية كانوا بطيئين في تسجيل نساء مشاركات فيها. ويقول الدكتور كوستيس: «من سوء الحظ، فإن الحقيقة تتمثل في عدم تسجيل دراسات كبيرة كثيرة لأعداد من النساء للمشاركة فيها، بشكل يمثلهن حقا».

وحتى وقت قصير، جاءت أغلب الدلائل حول تناول النساء أدوية الستاتين من دراسات أجريت حول صحة القلب شارك فيها الرجال بالدرجة الرئيسية. وقد ضمت بعض الدراسات 15 امرأة فقط لكل 100 رجل.

وهكذا، فإن انعدام وجود الدلائل حول تقييم هذه الأدوية ربما يكون السبب وراء عدم وصف الأطباء لها للنساء رغم الأخطار التي تحيق بقلوبهن، مثلما يتم وصفها للرجال.

وقد كانت الدلائل على فوائد أدوية الستاتين للنساء مختلطة ربما لقلة عدد النساء المشاركات في الدراسات. وقد وجد تحليل أجري عام 2004 على 13 دراسة مختلفة أن أدوية الستاتين قللت من مخاطر النوبة القلبية والوفيات بسبب أمراض القلب لدى النساء، ولكن فقط لأولئك المصابات منهن بأمراض القلب.

وتسمى خطة درء حدوث النوبة القلبية لدى النساء المصابات بأمراض الشرايين التاجية «الوقاية الثانوية» وهي تختلف عن الوقاية الأولية التي تمنع حدوث مرض الشرايين التاجية قبل ظهوره.

وقد وجدت أحدث دراسة مراجعة شملت 40 ألف امرأة أن أدوية الستاتين تدرأ حدوث النوبات القلبية والوفاة من أمراض الشرايين التاجية لدى النساء بالدور نفسه الذي تؤديه لدى الرجال، ومن ضمنهن النساء اللاتي لديهن عوامل خطر للإصابة بأمراض الشرايين التاجية اللاتي لم يتعرضن بعد لنوبة قلبية.

ووفقا لتحليل أجري على 18 تجربة إكلينيكية بإشراف الدكتور كوستيس، فإن أدوية الستاتين تؤدي مهمتها للنساء المصابات وغير المصابات بأمراض القلب، ونتيجة لذلك، فإن هذه الأدوية فعالة لأغراض الوقاية الأولية والوقاية الثانوية.

آثار جانبية فريدة للنساء

* ومثلها مثل أي نوع من العقاقير، فإن لأدوية الستاتين آثارا جانبية. وقد أعلنت إدارة الغذاء والدواء في شهر فبراير (شباط) الماضي عن إجراء تغييرات على الملصقات الخاصة بتلك الأدوية بحيث تحمل تحذيرات من أنها تؤدي إلى فقدان الذاكرة والتشوش، وإلى زيادة مستويات سكر الدم - لدواء «لوفاستاتين» l*vastatin (ميفاكور» Mevac*r) على وجه الخصوص - وتفاعلها مع الأدوية الموجهة لعلاج العدوى البكتيرية أو العدوى بالفطريات، إضافة إلى التهاب الكبد الوبائي «سي».

ويمكن أن تظهر بعض الآثار الجانبية لأدوية الستاتين؛ خصوصا آلام العضلات المسماة myalgia – بشكل واضح لدى النساء. ووفقا للدكتور كوستيس، فإن «هناك دلائل من بعض الدراسات على وجود تقارير عن ظهور آلام العضلات بشكل أكثر تكرارا لدى النساء مقارنة بالرجال».

وربما كنت قد سمعت أن أدوية الستاتين تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري لدى النساء بعد سن اليأس، وهي دلائل استندت إلى دراسة على أكثر من 150 ألف امرأة نشرت نتائجها في يناير (كانون الثاني) الماضي في مجلة «أرشيف الطب الباطني».

ومع هذا، ولأن هذه الدراسة لم تكن سوى دراسة من دراسات الملاحظة، فإن من الصعب معرفة ما إذا كانت أدوية الستاتين تتسبب في الحقيقة في الإصابة بمرض السكري أم إن النساء اللاتي توجد لديهن مستويات عالية من الكولسترول يكن أكثر تقبلا للإصابة بمرض السكري.

وقد وجد تحليل نشر عام 2010 في مجلة «لانسيت» أن أدوية الستاتين تزيد بشكل طفيف خطر الإصابة بالسكري، إلا أن التحليل استنتج أن الفوائد التي يجنيها القلب من هذه الأدوية أكثر بكثير من الزيادة الضئيلة في خطر ظهور السكري.

تناول أدوية الستاتين

* يمكن لأدوية الستاتين أن تكون عنصرا مهما في درء أمراض القلب لدى النساء، كما هي حالها لدى الرجال، «فان كانت المرأة عرضة لخطر كبير لحدوث مرض الشرايين التاجية والقلب، خصوصا إن كانت قد تعرضت لحدث في القلب والأوعية الدموية، فإن بمقدور هذه الأدوية المساعدة بدرجة كبيرة في خفض خطر حدوث حدث ثان في القلب والأوعية الدموية»، كما يقول الدكتور كوستيس.

إن موازنة الآثار الجانبية لهذه الأدوية وفوائدها المحتملة هي جزء مهم في عملية اتخاذ القرار بتناول أدوية الستاتين أو عدم تناولها كما يقول كوستيس. وعليك وعلى طبيبتك الأخذ بعين الاعتبار عوامل الخطر على القلب ومن ضمنها ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولسترول والوزن والتاريخ العائلي لأمراض القلب، وممارسة التدخين.

وعليك أن تعرفي أنك حتى وإن تناولت أدوية الستاتين فإنها لن تحمي لوحدها قلبك! ويقول الدكتور كوستيس: «إن هذه الأدوية يجب أن تكون جزءا من خطة شاملة تتضمن اتباع نظام غذائي صحي، وإجراء التمارين الرياضية، والتحكم في الوزن، والتحكم بارتفاع ضغط الدم وسكر الدم، وتجنب عوامل الخطر مثل التدخين».

تحكمي بمستويات الكولسترول

* لا تمثل أدوية الستاتين الوسيلة الوحيدة للتحكم بالكولسترول، فبإمكانك اتخاذ الخطوات التالية لتغيير نمط الحياة بهدف خفض الكولسترول:

* تناولي المكسرات وزيت الزيتون، وهو من الدهون غير المشبعة الصحية، بدلا من مصادر الدهون غير الصحية مثل الزبدة واللحوم الحمراء.

* تناولي صحنا من رقائق الشوفان أو رقائق الحبوب الكاملة في إفطار الصباح. وقد وجدت دراسة عام 2005 أن الغذاء الغني بالشوفان والأطعمة الغنية بالألياف يخفض الكولسترول منخفض الكثافة LDL بنحو 30%؛ أي مثلما تقوم به أدوية الستاتين تقريبا.

* مارسي المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميا.

* امتنعي عن التدخين.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»