أدوية الستاتين.. فوائد وأضرار محتملة

فاعليتها في درء أمراض القلب والوفيات تفوق آثارها الجانبية

TT

مجموعة أدوية الستاتين (statins) من أكثر الأدوية الموصوفة طبيا في العالم، لأنها فعالة في خفضها لمستويات الكولسترول المنخفض الكثافة (الكولسترول الخفيف) الضار (low-density lipoprotein (LDL. وتعتبر المستويات المرتفعة للكولسترول المنخفض الكثافة عامل خطر رئيسيا في حدوث أمراض القلب، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية.

إلا أن هناك الكثير من الآراء حول الأشخاص الذين توصف لهم أدوية الستاتين، إذ يعتقد بعض أطباء القلب أن «الستاتين» يجب أن توصف أيضا للأشخاص الذين يعانون من خطر طفيف للإصابة بأمراض القلب، بينما يشعر البعض الآخر بأنها يجب أن تخصص فقط للمعرضين إلى أخطار متوسطة أو شديدة للإصابة بأمراض القلب.

جدال مستمر

* وقد أدلت دراستان حديثتان بدلوهما في هذا النقاش، إذ اقترحت الأولى التي نشرت في مجلة «لانسيت» إعادة النظر في إرشادات العلاج بأدوية الستاتين لكي تشمل الأدوية الأشخاص المعرضين لخطر قليل للإصابة بأمراض الشرايين، بينما ردت الدراسة الثانية التي أجراها باحثون في مستشفى «بريغهام والنسائية» التابع لجامعة هارفارد، ونشرت في مجلة «لانسيت» أيضا، على المخاوف السائدة من احتمال ارتباط تناول الستاتين مع ازدياد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وقد وجدت الدراسة الثانية أن الفوائد المجتناة من الستاتين من حيث تقليل إصابات القلب والأوعية الدموية وتقليل أعداد الوفيات، تفوق أخطار الإصابة بالسكري، حتى بين صفوف الأشخاص المعرضين بشكل كبير للإصابة به.

وقال الدكتور باول ريدكر، المشرف الرئيسي على الدراسة مدير مركز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في المستشفى، إن «خطر الإصابة بالسكري لدى تناول الستاتين كان مقتصرا كلية على مجموعة كان لدى أفرادها عامل واحد على الأقل من عوامل الأخطار الرئيسية للإصابة بالسكري، قبل البدء في تناولهم لأدوية الستاتين». وأضاف أنه «ومع ذلك فإن فوائد العلاج فاقت بشكل كبير أخطار ظهور السكري بين صفوف هذه المجموعة المعرضة لأخطار كبيرة للإصابة به».

وصف الدواء

* ويقول الدكتور ديبك بهات، العامل في مستشفى «بريغهام والنسائية»، إن كل الموضوع يدور حول مدى المخاطر والفوائد، إلا أنه يؤكد على ضرورة تناول الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية التي أدت إلى تراكم لويحات من الترسبات على جدران شرايينهم، أدوية الستاتين، إن كانوا لا يعانون من أي حساسية مثبتة بالدلائل تجاه تلك الأدوية. وأضاف «كلما كان خطر أمراض القلب والأوعية الدموية أكبر، كانت الفائدة (من أدوية الستاتين) أكبر.. ويمكن أن يستفيد الأشخاص الذين لديهم خطر طفيف للإصابة بتلك الأمراض من فوائد هذه الأدوية، لكن بدرجة أقل». وبينما تعتبر أدوية الستاتين آمنة بشكل استثنائي «فإننا لا نعرف إن كانت لها آثار جانبية يمكن أن تظهر بعد عقود من السنين بعد تناولها أم لا»، حسبما يقول الدكتور بهات.

آثار جانبية مقلقة

* لا يعاني أغلبية الأشخاص الذين يتناولون أدوية الستاتين إلا من آثار جانبية صغيرة نسبيا. وتعتبر آلام العضلات أكثر الآثار شيوعا. ويقول الدكتور بهات إن «الجرعات الأصغر من الأدوية أو تناول دواء من الستاتين من ماركة أخرى، قد تقلل آلام العضلات، أو تزيلها. ومن النادر جدا أن تحدث آثار جانبية مثل تفكك العضلات، وهو الأمر الذي يؤدي إلى آلام عضلية شديدة، ويقود إلى الفشل الكلوي وإلى الوفاة. لكن، ومرة أخرى، فإن هذه الآثار نادرة وتختلف عن حالة آلام العضلات الخفيفة».

ويضيف أنه وردت تقارير تشير إلى ارتباط أدوية الستاتين مع حدوث مشاكل في الذاكرة. و«مع ذلك، فإن أمرا كهذا لم يرصد أثناء إجراء تجارب إكلينيكية عشوائية متعمقة».

ويمكن لأدوية الستاتين أيضا التداخل مع أدوية أخرى، مثل الأدوية المثبطة لمناعة الجسم، وبعض أنواع المضادات الحيوية. كما يمكن أن تصبح أدوية الستاتين خطرة عند تناولها مع عصير الـ«غريب فروت».

* رسالة هارفارد الصحية.. خدمات «تريبيون ميديا»