الالتهاب الرئوي.. يهدد حياة آلاف الأطفال

يحدث نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية أو الفطريات

TT

يعد مرض الالتهاب الرئوي مشكلة صحية تتسبب في حدوث ملايين الوفيات التي تُسجّل بين الأطفال كل عام، بل يمكن اعتباره أهم أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم.

والالتهاب الرئوي شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين، ويحدث جرّاء عدد من العوامل المعدية، بما في ذلك الفيروسات والجراثيم البكتيرية والفطريات.

ولخطورة المرض، أطلقت منظمتا الصحة العالمية واليونيسيف، في عام 2009، خطة عمل عالمية للوقاية منه ومكافحته، بينما يمر اليوم العالمي للالتهاب الرئوي هذا العام (الذي يحتفل به في شهر نوفمبر «تشرين الثاني») بمزيد من تكثيف الجهود الرامية على تسريع مكافحة الالتهاب الرئوي وحماية الأطفال ووقايتهم من الإصابة به.

إصابات في مصر

* رغم انتشار الالتهاب الرئوي في الأساس في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فإن المنطقة العربية ليست بمعزل عنه، حيث أكدت وزارة الصحة المصرية مؤخرا أن مرض الالتهاب الرئوي يتسبب في وفاة طفلين مصريين كل ساعة، ويعتبر القاتل الأول للأطفال أقل من 5 سنوات في مصر، لافتة إلى أن عدد وفيات الأطفال أقل من 5 سنوات بسبب الالتهاب الرئوي في العام الماضي 2011 بلغ 14214 طفلا من تعداد الأطفال في هذه الفئة العمرية، وأن 80 في المائة من الأطفال توفوا قبل عيد ميلادهم الأول.

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الالتهاب الرئوي الذي شهدته القاهرة منصف الشهر الحالي، أشار وزير الصحة المصري الدكتور محمد مصطفى، إلى أن 39 طفلا مصريا يموتون كل يوم بسبب هذا المرض، وأن نسبة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة بين الأطفال أقل من خمس سنوات، المترددين على العيادات الخارجية بالمستشفيات والوحدات الصحية والمراكز الصحية تصل إلى 42 في المائة.

وأوضحت وزارة الصحة أنها في سبيل مواجهتها لأخطار الإصابة بالالتهاب الرئوي، تبنت بروتوكولات قياسية للاكتشاف المبكر والعلاج السليم لحالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة. كما أعلن خلال الاحتفال تدشين التحالف المصري لمكافحة الالتهاب الرئوي، كخطوة أكثر أهمية وفاعلية في مجابهة المرض.

تطعيم إجباري

* ويؤكد الدكتور شريف عبد العال استشاري طب الأطفال وأمين مساعد الجمعية المصرية لطب الأطفال، على أهمية إدراج التطعيم الواقي ضد الالتهاب الرئوي، وإدخاله في الجدول الإجباري لتطعيمات وزارة الصحة عملا بتوصيات منظمة الصحة العالمية، علاوة على أن التطعيم يوفر الحماية من الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، والحمى الشوكية، والآثار الجانبية للتطعيم لا تختلف ولا تزيد على الآثار الجانبية لأي تطعيم يأخذه الطفل.

أما الدكتور إبراهيم الكرداني المستشار بمنظمة الصحة العالمية، فيشير إلى أن أهم أسباب حدوث مضاعفات عند الإصابة بالالتهاب الرئوي، عدم استكمال الأم لعلاج ابنها، وعدم وعي الأم بخطورة المرض من البداية، حيث يقل مستوى إصابة أطفال الأمهات المتعلمات بالمرض بنسب أكبر بكثير عن مثيلاتهن من غير المتعلمات، وأن التغذية السلمية والرضاعة الطبيعية والمتابعة الطبية والانتظام في أعطاء الطفل الدواء الأدوات الأفضل في مواجهة مخاطر الالتهاب الرئوي.

بينما يبين الدكتور جمال خير الله، أستاذ طب الأطفال، أن الالتهاب الرئوي هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب نسيج الرئتين، ويأتي الالتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم؛ فهو يودي كل عام بحياة نحو 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة، ويسجل على الصعيد العالمي وقوع نحو 155 مليون حالة من حالات الالتهاب الرئوي بين الأطفال.

أسباب الالتهاب

* وعن أسباب مرض الالتهاب الرئوي، قال خير الله إنه يحدث جراء عدد من العوامل المعدية، بما في ذلك الفيروسات والجراثيم البكتيرية والفطريات.

وتعتبر بكتريا المكورات العقدية الرئوية أكثر أسباب الالتهاب الرئوي الجرثومي لدي الأطفال، يليها ميكروب (إنفلونزا «بي»)، مضيفا: «أما الفيروس التنفسي الخلوي، فهو أكثر الأسباب الفيروسية للالتهاب الرئوي شيوعا. ويمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوي بطرق عدة، فيمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادة في أنف الطفل أو حلقه أن تصيب رئتيه إذا ما استنشقها».

وتابع الدكتور خير الله: «قد ينتشر المرض أيضا عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال، وقد ينتشر كذلك عبر الدم، ولا سيما أثناء الولادة أو بعدها بقليل، أما أعراضه فتتمثل في سرعة التنفس أو صعوبته، والسعال، والحمى، ونوبات الارتعاد، وفقدان الشهية».

يذكر أن التحالف العالمي لمكافحة الالتهاب الرئوي في الأطفال وهو شبكة عالمية تضم منظمات دولية ومنظمات حكومية وغير حكومية ومنظمات مجتمعية وهيئات بحثية وأكاديمية ومؤسسات وأفرادا، يتولى تنظيم الاحتفال باليوم العالمي للالتهاب الرئوي عالميا بهدف إيلاء قدر كبير من الاهتمام لمشكلة هذا المرض.