بين الخطأ والصواب

TT

* الربو.. الأعراض والوقاية

* من الأخطاء الشائعة عند البعض من الأمهات، عدم قدرتهن على تحديد أعراض مرض الربو عند الطفل المصاب بالمرض، والاكتفاء بقول إن ابنها يعاني «كتمة بالصدر»، أو إن لديه سعالا (كحة)، خاصة بالليل أثناء النوم أو في الصباح الباكر عند الاستيقاظ، وقد يكون السعال جافا أو مصحوبا ببلغم.

والصواب هنا أن هذه العبارات تأكيد لاحتمال أن يكون الطفل مصابا بمرض الربو، خاصة إذا كان هناك صفير بالصدر (أزيز) وهو صوت يحدث أثناء الزفير؛ أي عند خروج الهواء من الرئتين، وكل ما تحتاج إليه الأم هو تأكيد التشخيص من قبل أحد أطباء الأطفال.

وينصح أطباء الأطفال والمتخصصون بأمراض الحساسية والمناعة بأن تعير الأمهات انتباههن إلى العلامات التالية التي تشير إلى أن الطفل مصاب بمرض الربو، وهي:

* حدوث أعراض تدل على احتمال الإصابة بالربو، مثل: سعال، أو كتمة بالصدر، وصعوبة التنفس، أو ضيق بالصدر، أو صفير بالصدر، وخصوصا إذا كانت بالليل أو في الصباح الباكر.

* ظهور تلك الأعراض وزيادتها وتطورها عند التعرض للمثيرات والمهيجات، مثل: الدخان، الغبار، والملوثات الأخرى، أو عند ممارسة التمارين الرياضية أو الإصابة بالزكام.

* وجود علامات أخرى للحساسية لدى الشخص، مثل: حساسية الأنف أو الجلد أو العين.

* وجود تاريخ مرضي عائلي للربو.

* تأكيد التشخيص بواسطة الطبيب بعمل بعض الفحوصات كاستعمال جهاز قياس قوة النفخ القصوى للمريض لمعرفة قدرة الرئة على التنفس.

إن مريض الربو بإمكانه العيش بحياة طبيعية نشيطة إذا ما تعرف على مرضه جيدا وتعلم كيفية الوقاية من النوبات وكيفية السيطرة عليها.

* الفواق.. حالة حميدة

* يعتقد البعض من الناس، خطأ، أن التعرض لنوبات الفواق (ويطلق عليها أحيانا الحازوقة، الشهقة، الزغطة، أو الفهيقة) تمثل حالة خطيرة يمرون بها، خاصة عندما تتكرر أو تكون مزمنة.

والصواب أن الفواق (hiccup) حالة غير ضارة في غالبية الحالات حتى وإن تكررت أو طالت مدة المعاناة منها. وهي عبارة عن انقباض عضلة الحجاب الحاجز، التي تفصل الرئة عن البطن، بشكل لا إرادي، مما يجعل الشخص يلتقط أنفاسه أو الهواء بسرعة داخل رئتيه. ويحدث ذلك نتيجة إثارة فجائية للأعصاب التي تغذي تلك العضلة، وفي الغالبية منها يكون السبب غير معروف. وقد تحدث بعد تناول أطعمة حارة، أو مشروبات غازية، أو التعرض لأدخنة أو أبخرة.

وقد يظهر الفواق مصاحبا لبعض الأمراض مثل الالتهاب الرئوي، بعد جراحات البطن، والسكتة الدماغية، واضطرابات الكبد والكلى، وأورام المخ التي تؤثر على مركز التنفس، أو كمضاعفات وآثار جانبية لبعض الأدوية كالتي تعمل على إرخاء العضلات، وهذه تشكل نسبة ضئيلة وتكون معروفة طبيا.

لقد تعددت طرق محاولة إيقاف نوبة الفواق منذ القدم واستخدم الماء في أكثرها كشرب الماء في وضع الجسم مقلوبا، أو شربه سريعا، أو أكل مكعبات الثلج، أو شرب الماء بعد ملعقة من السكر.. إلخ. إلا أن النوبة ستقف قطعا بعد برهة من الزمن من دون تلك المحاولات.

ويمكن المساعدة أثناء الفواق بأخذ نفس عميق وحبسه مع شد عضلات البطن لأقصى درجة ممكنة مرة أو مرتين، وهي من أكثر الطرق الفعالة.

الطبيب يحدد طريقة إعطاء العلاج من الأخطاء الشائعة أن تتدخل الأم في طريقة إعطاء العلاج لابنها المريض، خاصة عندما تحضر به إلى قسم الطوارئ في حالة شديدة تحتاج إلى طرق علاجية معينة تلائم حالته الصحية. ومن ذلك، أن ترفض إعطاء طفلها العلاج عن طريق المحاليل الوريدية أو الحقن العضلية لأنها مؤلمة، وتطلب من الطبيب إعطاءه شرابا وسوائل عن طريق الفم.

إن تحديد طريقة إعطاء العلاج للمريض تعتمد على حالته الصحية (شديدة وطارئة أم بسيطة وعادية)، وعلى نوع المرض والعضو أو الجهاز الذي تأثر بالمرض (كالجهاز الهضمي أو التنفسي أو العصبي).

ومن الحقائق العلمية التي يجب أن يلم بها الجميع أن اختلاف الشكل الصيدلاني للدواء (أقراص - كبسولات – حقن - لبوس - شراب) لا يؤثر على مفعول وقوة الدواء، وإنما تعددت هذه الأشكال لكي تلائم الحالة المرضية للمريض. فالطفل الذي يعانى القيء يفضل إعطاؤه حقنة مضادة للقيء أو لبوس للقيء، ولا يمكن إعطاؤه شرابا مضادا للقيء لأنه في الغالب سيتقيؤه، أما إذا كان يعانى قيئا مع إسهال فلا يمكن إعطاؤه لبوسا شرجيا لأنه مصاب بالإسهال، ولا شرابا بالفم لأنه يعانى قيئا، بل الأصح طبيا أن تكون جرعات العلاج الأولى على الأقل على هيئة حقن عضلية أو وريدية، ثم يتم التغيير بعد توقف القيء والإسهال إلى الشراب أو اللبوس أو الأقراص حسب عمر المريض.

كما أن من العوامل المهمة التي تتدخل في تحديد طريقة إعطاء العلاج، إما عن طريق الحقن الوريدي أو العضلي أو عن طريق الفم، شدة الحالة المريضة، وضرورة السرعة في وصول الدواء إلى خلايا الجسم وأعضائه، ففي الحالات الطارئة يجب إعطاء العلاج عن طريق الحقن الوريدي، حيث إنه أسرع الطرق لوصول الدواء وبدء مفعوله في الجسم، خلافا لإعطاء العلاج عن طريق الفم الذي يحتاج إلى وقت أطول ريثما يصل إلى المعدة ويذوب في عصارتها، ومن ثم يصل إلى الدورة الدموية أو أن يكون مغلفا بحيث لا يمكن ذوبانه في عصارة المعدة، وإنما يتم ذلك في الأمعاء، حيث يذوب ويمتص من جدار الأمعاء ومن ثم يعطي مفعوله الصحيح.

وعليه، فإن الحقن هي الأفضل والأسرع لإعطاء العلاج في أقسام الطوارئ ووحدات العناية المركزة خلال الأيام الأولى من العلاج، حتى وإن كانت مؤلمة وتضايق المريض، فهي تعطي نتائج سريعة لأنها تدخل إلى الدم مباشرة لتبدأ مفعولها بوقف نشاط الميكروب وقتله مثلا.