استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الوراثة وأمراض القلب

* ماذا يعني لي لو أن أحد الأقارب لديه مرض في القلب؟

ممدوح أبو أحمد – الكويت.

- هذا ملخص رسالتك، ولم تحدد فيها درجة القرابة فيما بينك وبين الشخص الذي أصيب بنوبة قلبية وأجريت له قسطرة القلب وفي النهاية أجريت له عملية الشرايين.

- وبداية، إذا كان هناك تاريخ عائلي قوي للإصابة بأمراض شرايين القلب، فإن احتمالات الإصابة بهذا المرض ترتفع لدى الأقارب. وتحديدا، إذا كان والد الإنسان أو أخاه، أي الأقارب القريبين جدا في النسب، أصيب إصابة مبكرة بمرض شرايين القلب وهو في عمر 55 سنة أو أقل. أو كانت الوالدة أو إحدى أخواتها قد أُصيبت بإصابة مبكرة بمرض شرايين القلب وهي في عمر 65 سنة أو أقل. أما بالنسبة للذكور ما فوق سن 55 سنة، أو الإناث ما فوق سن 65 سنة، فإنه لا يُقال هناك تاريخ عائلي لإصابة مبكرة بأمراض شرايين القلب، لأن مقدار العمر والعوامل الأخرى ربما هي السبب.

والمهم معرفة المقصود بالإصابة بأمراض شرايين القلب. والمقصود أحد عدة علامات تدل على وجود مرض في شرايين القلب، مثل عند تشخيص الإصابة بالقسطرة، أو تشخيص الإصابة بعد إجراء اختبار جهد القلب، أو بعد إجراء أشعة مقطعية لشرايين القلب، أو إصابة المرء بآلام الذبحة الصدرية أو بنوبة الجلطة القلبية، أو خضوع المرء لعملية القلب المفتوح لتخطي تضيقات شرايين القلب.

وإذا كان لدى المرء هذا التاريخ العائلي، يجدر به إخبار طبيبه كي يُجري له الفحوصات الأساسية، أي الفحوصات التي تتأكد من سلامة القلب وخلوه من أمراض الشرايين، والفحوصات التي تتأكد من عدم وجود أحد العوامل التي تشكل خطورة لارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب. والعوامل المقصودة هي مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الكولسترول.

ووفقا لعمر الإنسان، وتحديدا فوق سن الأربعين، ومدى شكواه من أي أعراض، قد يُقرر الطبيب إجراء رسم تخطيط كهرباء القلب، أو يُضيف إجراء اختبار إجهاد القلب بالجري، أو أي فحوصات أخرى وفق ما لدى المرء من أعراض.

والملاحظ طبيا أن ثمة علاقة بين ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الكولسترول، وبين احتمالات تأثير العوامل الوراثية. كما أنه من الملاحظ أن السمنة تنتشر في بعض العائلات بسبب تشابه سلوكيات تناول الأطعمة وقلة الحركة البدنية، أي إننا نتحدث عن دور «العادات العائلية» أو الاجتماعية في انتشار الإصابات بأمراض شرايين القلب في بعض العائلات أو المناطق دون غيرها بما لا علاقة له بالوراثة بشكل مباشر. ولذا تلاحظ أن الأسر التي لا تراعي إعداد الأطعمة الصحية في وجبات الطعام، أو التي تعتمد على تناول المأكولات السريعة، يكون الأب والأم وبعض الأطفال لديهم سمنة أو زيادة في الوزن. ولذا فإن علاقة الوراثة بأمراض شرايين القلب ليست علاقة مباشرة، بمعنى ليس هناك جين معين لدى الإنسان يتسبب بانتقال الإصابة بأمراض شرايين القلب.

وعليه، فإن العمل على جعل العادات العائلية في سلوكيات الحياة موافقة للنمط الصحي، أمر بالغ الأهمية، مثل انتقاء الأطعمة الصحية لجميع أفراد الأسرة، وتخفيف لجوء البعض إلى تناول المأكولات السريعة، ومثل نشوء عادة ممارسة الرياضة اليومية كسلوك للأب والأم يُقلدهم فيه الأطفال. إضافة إلى الامتناع عن التدخين، وإجراء فحوصات قياس ضغط الدم ونسبة السكر والكولسترول في الدم. والحفاظ على وزن طبيعي للجسم. كل هذه سلوكيات يُمكنها دون أدنى شك الإسهام في تقليل احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين القلبية.

وما أود تأكيده، أن الوراثة ليست سببا مباشرا في الإصابة بأمراض الشرايين القلبية، وأن الكثير يُمكن فعله للوقاية من أمراضها.

سرطان الثدي

* أريد توضيحا حول فحص أشعة الثدي، وما هي أعراض سرطان الثدي وأسبابه؟

فائزة - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك والأسئلة التي طرحتها من خلالها. بداية فإن تشخيص الإصابة بسرطان الثدي يكون بناء على عينة نسيجية مأخوذة من الجزء المُصاب في الثدي.

هذا أمر، والأمر الآخر، أن الفحوصات ليس المقصود منها اكتشاف أي أورام سرطانية، بل المقصود منها التأكد من سلامة الثدي، ولذا على المرأة ألا تنظر إلى الفحوصات الروتينية على أنها لاكتشاف ورم بل لتأكيد السلامة والصحة في الثدي. كما أن الأعراض غير الطبيعية التي ربما تظهر على الثدي أو نتائج فحوصات الأشعة ليست قطعية في تشخيص إصابة امرأة ما بسرطان الثدي، بل هي عوامل مساعدة للتأكد الطبي.

والأعراض التي تثير احتمالات وجود الإصابة بسرطان الثدي تشمل الإحساس بكتلة أو سماكة في أنسجة الثدي بشكل غير مسبوق وبشكل يختلف عن كتلة بقية أجزاء الثدي. وكذلك خروج إفرازات غير معهودة من الثدي. وتغير حجم أو شكل الثدي. وتغير في شكل الجلد المغلف للثدي أو لونه. وانقلاب الحلمة إلى داخل الثدي. هذه بعض من أهم العلامات التي تثير التساؤل الطبي حول مدى سلامة الثدي، والفحوصات بعد ذلك ربما تنفي وجود أي أورام سرطانية وربما تثبت ذلك.

والمهم ملاحظة أن ثمة عوامل ترفع من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي، وهي ما تستوجب من المرأة الاهتمام بفحص الثدي وإجراء الفحوصات الروتينية للكشف المبكر عن سلامة الثدي. وهذه العوامل محتملة، أي أن هناك نساء لديهن هذه العوامل ولا يُصبن بسرطان الثدي، ونساء يُصبن بسرطان الثدي وليس لديهن أي من هذه العوامل.

والعوامل التي تذكرها المصادر الطبية تشمل وجود تاريخ عائلي لإصابة إحدى القريبات في النسب بهذا النوع من الأورام، والتقدم في العمر فوق سن 55 سنة، والسمنة، وبدء الدورة الشهرية في عمر ما دون سن 12 سنة، وزيادة التعرض للأشعة، وتأخر بلوغ سن اليأس إلى ما فوق 55 سنة، وغيرها من العوامل.

أما بالنسبة للنصيحة بإجراء أشعة ماموغرام للثدي، فإن هناك عدة عوامل تجعل الطبيب ينصح المرأة بإجرائها ومتى يتكرر إجراؤها، كما أن المرأة نفسها تتخذ القرار مع الطبيب. وللتوضيح، فإن هناك هيئات طبية عالمية تنصح بإجراء ماموغرام الثدي لكل امرأة بلغت الأربعين وبشكل سنوي، وهيئات علمية أخرى ترى أنه كذلك عند بلوغ المرأة سن 50 سنة مرة كل سنتين. والأفضل هو مناقشة الطبيب ومراجعة الطبيب لمدى وجود العوامل المذكورة آنفا ومراجعة الطبيب لنتائج أشعة ماموغرام سابقة ونتائج فحص الطبيب للثدي ومدى شكوى المرأة من أي من الأعراض التي تقدم ذكرها، وبالتالي يكون قرار إجرائها إما سنويا من سن 40 سنة، أو مرة كل سنتين.

والمهم هو الاهتمام بالأمر وعدم إهماله عبر المتابعة مع الطبيب وفهم المرأة لما ينصح به ودواعي ذلك وإتباع إرشاداته.