برنامج إلكتروني للوقـــاية من السكري

يتواصل مع المعرضين للإصابة بالمرض ويوجههم لتعديل سلوكهم

TT

ما من شك في أن مرض السكري تحول إلى أزمة صحية على نطاق الولايات المتحدة الأميركية ومكلفة أيضا؛ ففيها وحدها يتم تشخيص إصابة بالسكري كل 17 ثانية، حسب دورية مرض السكري السريريClinical Diabetes الطبية.

وحاليا يذهب دولار من بين كل خمسة دولارات تنفق على الرعاية الصحية على مرض السكري. ويذهب ثلث الإنفاق على الرعاية الصحية على علاج الأفراد المصابين بالسكري ومضاعفاته.

تركز هذا الإنفاق على ما يقرب من 26 مليون أميركي مصابين بالسكري. بيد أن المشكلة الأضخم التي تلوح في الأفق هي ذلك العدد الضخم الذي يقدر بنحو 79 مليون شخص مصابين بأعراض السكري، مما يعني أنهم يعانون من ارتفاع مستويات الغلوكوز في دمائهم ويعانون من مخاطر الإصابة بالمرض.

وكل ما يمكن أن يحد من هذا التقدم المزعج للمرض سيكون انتصارا طبيا ومصدرا متوقعا للحصول على المال. وتأمل شركة «أومادا هيلث»، الشركة الناشئة في سان فرانسيسكو في القيام بذلك، عندما طرحت الشركة يوم الثلاثاء برنامج الوقاية من السكري، «بريفنت» Prevent,، لترويجه بين المواطنين.

تنضم «أومادا» إلى عدد من الشركات الناشئة التي تركز على برامج اللياقة والصحة التي تشمل «كيز» و«ريد بريك هيلث» و«فيرغين هيلث مايلز»، لكن هذه الشركات عادة ما تقدم عروضها للشركات التي ترغب في تشجيع موظفيها على الاهتمام بصحتهم ووقف تزايد مبالغ الفواتير الصحية.

وقاية من السكري

* تميزت شركة «أومادا» عن باقي الشركات الأخرى بالتركيز بشكل أساسي على مرضى السكري، وثانيا بتسويق برنامجها للجمهور. ويهدف البرنامج إلى التحول إلى نسخة إلكترونية من مشروع رائد تموله الحكومة أظهر أن برنامج فقدان الوزن السلوكي ساعد الأفراد في عدم الإصابة بالسكري بشكل أكثر فاعلية من الأدوية الأخرى.

دخل هذا المشروع، برنامج الوقاية من مرض السكري، مرحلة التجارب السريرية برعاية المعاهد الوطنية للصحة التي ساعدت المشاركين في تحسين أنظمتهم الغذائية والرياضية، والوصول إلى الهدف بفقد 7 في المائة من الوزن والوصول إلى المعدل المستهدف من التمارين بـ150 دقيقة أسبوعيا من النشاط البدني المتوسط، مثل المشي السريع. وخلال الدراسة التي أجريت في عام 2002 خفض الأفراد المشاركون في الدراسة من مخاطر تطور الإصابة بالسكري بنسبة 58 في المائة، وكشفت دراسة المتابعة، التي أجريت على مدار عشر سنوات، أن المشاركين خفضوا من مخاطر الإصابة بالسكري بنسبة 34 في المائة.

لعل السبب الرئيسي هو أن الدراسة مرتبطة ببرنامج الرعاية الصحية للرئيس أوباما، حيث يشمل قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة البرنامج الوطني للوقاية من مرض السكري، وقد أنشأ مركز السيطرة والوقاية من الأمراض برامج قائمة على متطلبات المجتمع صممت على نمط المشروع الأصلي الذي مولته المعاهد الوطنية للصحة. وقامت شراكة بين القطاعين العام والخاص، ومركز الوقاية والسيطرة على الأمراض ومجموعة «يونايتد هيلث غروب»، وشركة التأمين الأضخم، برعاية برامج الوقاية من مرض السكري في 178 موقعا في 23 مدينة.

برنامج إلكتروني

* حاولت «أومادا» الاستفادة من ارتفاع المخاوف الوطنية بشأن السكري والجهود المجتمعية المدعومة من الحكومة. وقال شين دوفي، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة «أومادا»: «نحن برنامج قائم على الإنترنت يمثل إضافة للبرامج القائمة على الأرض. ويعتبر مركز الوقاية والسيطرة على الأمراض الجهة المحفزة للجهود الحقيقية للتعامل مع هذه المشكلة».

أومادا» كلمة يونانية يقول دوفي إنها تعني بالإنجليزية كلمة «مجموعة» لأن «نموذجنا يغير سلوك مجموعة صغيرة في الصحة».

تسعى «أومادا» إلى عقد شراكات مع مقدمي الخدمات الصحية وشركات التأمين، لكن المنتج الذي تم تقديمه يوم الثلاثاء موجه إلى المواطن العادي. ويضع موقع الشركة على الإنترنت سلسلة من الأسئلة بشأن الجنس والطول والوزن والنشاط البدني والتاريخ المرضي للعائلة، لمساعدة المستخدم في تحديد ما إذا كان يواجه مخاطر الإصابة بمرض السكري.

يتكلف البرنامج الذي يمتد على مدى أربعة أشهر 120 دولارا شهريا، وفي البداية ترسل الشركة إلى المستهلك مقياس به جهاز إرسال لاسلكي، ثم جهاز قياس الخطوات أو المسافات، ويرسل المشاركون صورهم الشخصية ويكتبون نبذة عنهم إلى المجموعة.. ترسل قياسات النشاط بصورة أوتوماتيكية إلى موقع شخصي على الشبكة، وتحظى كل مجموعة بمدرب خاص يقوم بعمل التقديمات من فيديو الإنترنت ويجيب عن الأسئلة عبر الإنترنت.

تعديل السلوك

* تتحدد المجموعات التي تتألف من 12 شخصا من خلال السن ومؤشر كتلة الجسم، ويقول دوفي: «الروابط الاجتماعية والمحاسبة تؤدي إلى النجاح في تعديل السلوك، لذا فأنت تريد المجموعات التي تملك إحساسا بأنها في حالة مشابهة في حياتهم، والخضوع للتجربة معا».

أجرت «أومادا» 230 اختبارا تجريبيا شخصيا هذا العام في خمس مدن عبر البلاد، وفي المتوسط، فقد المشاركون في الدراسة 13.7 رطل أو 6.4 في المائة بعد 16 أسبوعا.

حصل دوفي، 28 عاما، على الماجستير في طب الأعصاب من جامعة كولومبيا، ثم عمل في غوغل إلى أن قرر مواصلة دراسة الدكتوراه وإدارة الأعمال في هارفارد، وحصل على برنامج تدريبي في فترة الصيف في «إيديو» شركة استشارات الابتكارات والتصميم التي تعمل في مجال الرعاية الصحية، عندما قرر بدء شركة الوقاية من مرض السكري (وحصل على إجازة من هارفارد).

المؤسس الآخر للشركة هو أدريان جيمس، رئيس الشركة الذي قاد قسم المنتجات الطبية في نشاط شركة «أيدو» للصحة والعافية. أما الشريك المؤسس الثالث فهو مسؤول التكنولوجيا، آندرو ديميتشل الذي كان موظفا في السابق في شركة «لاتيس إنجينز»، شركة تحليل البيانات للمبيعات والتسويق.

وقال دوفي إنه تمت الاستعانة بفريق العاملين بالنسبة لشركة لا يتخطى عمرها عاما واحدا، «فالوادي مليء بالأشخاص الذين يرغبون في استخدام مواهبهم على الإنترنت لجعل العالم مكانا أفضل. نحن نقودهم باتجاه الرعاية الصحية، إنها رسالة سهلة للغاية»

* خدمة «نيويورك تايمز»