آلام أسفل الظهر.. تدخلات جراحية «محدودة» للقضاء عليها

منظار جراحي ومسامير لتثبيت الفقرات عبر الجلد

TT

تعتبر آلام أسفل الظهر من أكثر المشكلات الصحية شيوعا بين الناس حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من سكان العالم عانوا أو يعانون أو سوف يعانون من نوبة حادة من آلام أسفل الظهر في فترة ما من حياتهم. وقد طرحت الأساليب الحديثة في علاج ألم أسفل الظهر للنقاش ضمن البرنامج العلمي لـ«المؤتمر الثالث للمستجدات في جراحة المخ والأعصاب وجراحة العمود الفقري»، الذي نظمه مستشفى الملك فهد بجدة بالتعاون مع كل من وحدة جراحة العمود الفقري بالمستشفى وجامعة الملك عبد العزيز، وعقد في ما بين 11 و13 فبراير (شباط) الحالي.

وضمن حديثه إلى «صحتك»، أفاد الدكتور سقاف علوي السقاف استشاري ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى الملك فهد بجدة ورئيس المؤتمر، أن المؤتمر تناول أهم المستجدات في هذا المجال ومن ضمنها «التدخل الجراحي المحدود» MINIMALLY INVASIVE TECHNIQUE « لعلاج مسببات آلام أسفل الظهر. وأشار إلى أن آلام أسفل الظهر تشكل، من الناحية الاقتصادية، عبئا كبيرا على المريض وأسرته، وعلى المجتمع ككل، إضافة إلى ما ينجم من مشكلات نفسية بسبب كثرة تعاطي الأدوية.

أسباب آلام أسفل الظهر

* أوضح الدكتور إسلام أبو الفتوح، استشاري جراحة المخ والأعصاب وعضو اللجنة المنظمة لـ«المؤتمر الثالث للمستجدات في جراحة المخ والأعصاب وجراحة العمود الفقري»، أن هناك أسبابا عديدة ومتفرعة وراء الشعور بألم أسفل الظهر، يمكن تلخيصها في الآتي:

* أسباب ميكانيكية: وهي تمثل أكثر من 90% من أسباب آلام أسفل الظهر ومنها: الجلوس بطريقة خاطئة وغير صحيحة خلال القيام بالأنشطة اليومية، مما يعرض منطقة أسفل الظهر لإجهاد شديد، والانزلاق الغضروفي، والتزحلق الفقاري، وكسور العمود الفقري.

• أسباب روماتزمية: مثل مرض تيبس العمود الفقري الذي يصيب الشباب من الذكور أكثر من الإناث في سن 25 - 40 سنة.

• عيوب خلقية: مثل اعوجاج العمود الفقري.

• أسباب أيضية أو لها علاقة بالغدد الصماء: أهمها على الإطلاق مرض هشاشة العظام، ومرض لين العظام، وأمراض الغدة الدرقية والجار درقية، ومرض سواد البول أو (ألكابتنيوريا).

• الضغوط النفسية: مثل الاكتئاب والروماتيزم النفسي الذي يؤدي إلى إجهاد عضلات الظهر وتقلصات شديدة تؤدي إلى حدوث الألم الذي لا يستجيب للوسائل الأولية التي تستعمل في علاج آلام أسفل الظهر.

• أسباب بكتيرية: مثل خراج العظام أو الالتهاب السحائي أو الالتهابات البكتيرية للقرص الغضروفي أو الالتهاب البكتيري للمفاصل.

• أمراض الجهاز البولي التناسلي: مثل المغص الكلوي والحالب والمثانة البولية وتقلصات الرحم والتهاب المبايض والبروستاتا.

• أمراض الجهاز الهضمي: مثل قرحة الاثنى عشر والتهاب الحوصلة المرارية والبنكرياس والقولون.

• أمراض أخرى: مثل بعض الأورام الحميدة والخبيثة وبعض أمراض الدم وقصور الدورة الدموية.

التشخيص

* تستخدم لتشخيص مسبب الألم الوسائل التشخيصية المتاحة كافة إضافة للفحص السريري الإكلينيكي، وهي:

- الأشعة العادية: وهي تشخيص مبدئي للحالة.

- الأشعة المقطعية: تساعد في تشخيص أمراض العظام في العمود الفقري، وتطلب في حالة عدم التوصل إلى التشخيص باستعمال الأشعة العادية.

- الرنين المغناطيسي: وهو أفضل الوسائل التشخيصية، حيث يعطي صورة تشريحية للعمود الفقري.

- المسح الذري: يتم طلبه عند وجود أعراض أخرى مع الألم مثل ارتفاع درجة الحرارة ونقص مستمر في وزن المريض.

- التحاليل المختبرية: يطلب عملها في حالات الالتهابات.

العلاج - العلاج التحفظي: يتم تطبيقه لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، في وضع استرخاء مع استعمال كمادات ساخنة.

- العلاج الدوائي: ويتمثل في المسكنات، وباسط العضلات، ومضادات الالتهاب، وأحيانا بعض المهدئات.

- العلاج الطبيعي: عبارة عن تمرينات علاجية يضاف إليها العلاج الحراري (موجات قصيرة أو أشعة تحت الحمراء أو موجات فوق صوتية) أو العلاج الكهربائي (تيارات متداخلة أو أنواع أخرى من التيارات حسب ما يراه الطبيب المعالج) أو العلاج المائي.

- الحقن الموضعي للجذور العصبية: ولا يوجد لهذه الطريقة أي مضاعفات لأن الجرعة التي تحقن من الكورتيزون أسبوعيا لا تزيد عن الجرعة الفسيولوجية، وتستخدم هذه الطريقة إذا لم تجدِ الخطوات السابقة.

- التدخل الجراحي: وهو يستخدم في حالات فشل العلاج التحفظي والدوائي وفي حالة وجود ضغط على جذور الأعصاب والنخاع الشوكي وعدم القدرة على التحكم في البول والبراز.

- التدخل الجراحي المحدود: وهذا يعتبر من الطرق الحديثة في علاج العديد من الحالات، مثل الانزلاق الغضروفى، والتزحلق الفقاري، والكسور، والعيوب الخلقية، والأورام.

التدخل الجراحي المحدود

* أهم الأساليب والأدوات الحديثة التي تستخدم في التدخل الجراحي المحدود:

- الميكروسكوب الجراحي: الذي يساعد في تكبير الأنسجة وعمل الجراحة بدقة عالية ويستخدم في حالات الانزلاق الغضروفي وتسليك جذور الأعصاب، واستئصال الأورام، وإصلاح العيوب الخلقية.

- المنظار الجراحي: ويستخدم في حالات الانزلاق الغضروفي المحدود.

- مسامير تثبيت الفقرات عن طريق الجلد: وقد أصبحت تجرى بواسطة فتحات صغيرة، وتستخدم في بعض حالات كسور العمود الفقري والتزحلق الفقاري.

أما مزايا وإيجابيات طرق التدخل المحدود، فهي: الوقت المختصر للعملية، وفقدان كمية قليلة من الدم.، وصغر حجم الجرح المستخدم في الجراحة، وتقليل شدة الألم لما بعد الجراحة، واستعادة عضلات الظهر لوظيفتها بطريقة أسرع بعد الجراحة ومن ثم ممارسة المريض نشاطه المعتاد بطريقة أسرع.