بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

رشح أم إنفلونزا؟

* من الأخطاء الشائعة الخلط بين حالات البرد أو الرشح وحالات الإنفلونزا، وعدم التفريق بينهما. وعلميا فإن نزلات البرد والإنفلونزا تحدث عن طريق العدوى بفيروسات مختلفة عن بعضهما، ولكن يمكن أن يكون لهما بعض الأعراض المشابهة، وهو ما يجعل الأمر صعبا في التفريق بينهما. بصفة عامة، فإن الإنفلونزا تكون عادة أسوأ الاثنين وأعراضها تكون أكثر حدة.

وببساطة فإن أهم أعراض نزلات البرد أو الرشح المعتادة هي: انسداد الأنف أو سيلانه، التهاب الحلق والعطس. أما السعال فيكون متقطعا ومصحوبا بإفراز البلغم. ومن غير المألوف أن يشعر المريض بحمى، أو قشعريرة، أو صداع أو آلام في الجسم. وإذا وُجدت، فحتما تكون خفيفة.

أما الإنفلونزا فتتميز عادة بوجود حمى، تكون جنبا إلى جنب مع قشعريرة وصداع وآلام في الجسم معتدلة إلى شديدة مع تعب. وهذه الأعراض يمكن أن تأتي سريعة، في غضون ثلاث إلى ست ساعات. أما السعال فيكون جافا وغير مصحوب ببلغم. وأما التهاب الحلق فهو هنا أقل شيوعا.

المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تقدم مجموعة من النصائح للوقاية والعلاج، نذكر منها ما يلي:

* تجنب التعرض للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا باتباع الوسائل الوقائية الأولية، بقدر الإمكان، مثل غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون بعد زيارة أي مريض أو العودة من الأماكن العامة.

* عدم استعمال أدوات الغير كالأكواب والأواني والمناشف.

* التطعيم بلقاح ضد الإنفلونزا، وليكن في أول موسم المرض وإن تعذر فيؤخذ في أي وقت، خاصة أثناء انتشار مرض الإنفلونزا.

* بالنسبة للأشخاص المصابين بنزلات البرد أو حالات خفيفة من مرض الإنفلونزا، فيجب عليهم أخذ قسط وافر من الراحة وأن يتناولوا كميات كبيرة من السوائل.

* بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أعراض مرضية شديدة، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو صعوبة في التنفس، فيجب عليهم مراجعة الطبيب الذي قد يصف لهم أدوية مضادة للفيروسات مع أدوية أخرى مساندة.

* بالنسبة للأطفال، فلا ينبغي أن يُعطوا الأسبرين تلقائيا من أحد أفراد الأسرة، إلا إذا وصف الطبيب ذلك.

اضطرابات المفصل الفكي الصدغي

* من الشائع أن يتعرض أي شخص للشعور بألم في الفك خاصة عند مضغ أو طحن الطعام وأحيانا عند الضحك مع فتح الفم واسعا، ومعظم هؤلاء الذين يتعرضون لهذا الألم يتباطؤون في أخذ المشورة الطبية للعلاج، وفي النهاية يصابون باضطرابات في هذا الفك المسمى الفك الصدغي الفكي TMJ (temporomandibular joint) ومنها الخلع.

ويفيد الأطباء المتخصصون في جراحة الوجه والفكين ومن لديهم تخصص دقيق في اضطرابات هذا الفك بأن هذا المرض يؤثر على صحة الفك وتسوء الحالة عادة مع الإهمال وعدم إراحة الفك ومع كثرة طحن أو انقباض الأسنان.

إن تشخيص هذه الحالة ليس صعبا، فهناك أعراض يمكن الاستعانة بها في سرعة التشخيص وبدء العلاج مبكرا، ومنها:

* الشكوى من ألم ناتج عن التشنجات العضلية في عضلات الوجه، ومفصل الفك، أو في جميع أنحاء المنطقة المحيطة بالأذن والكتفين أو الرقبة.

* زيادة الشعور بالألم مع المضغ، أو التثاؤب أو حتى مع الكلام.

* صدور أصوات غير عادية عند فتح أو إغلاق الفم، تشبه صوت النقر أو أصوات التفرقع.

* عدم القدرة على العض أو المضغ بسهولة.

* أعراض أخرى متفرقة، مثل صعوبة السمع، طنين في الأذنين، الشعور بالدوار، أو وجود الصداع.

* وأخيرا تصل الحالة إلى احتباس الفك وصعوبة فتح الفم.

علامات التهاب المفاصل عند الأطفال

* من الأخطاء الشائعة أن لا نعير اهتمامنا للأعراض المرضية التي تصيبنا بشكل خفيف وبسيط ولا نذكرها للطبيب إلا بعد فوات الأوان، ومن ذلك ارتفاع درجة الحرارة واحمرار الجلد وتورم المفاصل خاصة عند الأطفال. والصحيح والصواب هنا أنه عندما يشكو أحد الأطفال من ألم في المفاصل، مع وجود تورم شديد فيها، فلا بد من أن ننقل هذه الأعراض إلى طبيب الأطفال كي نمنحه فرصة التفكير مبكرا في احتمالات الحالة المرضية التي يمر بها الطفل. وعلى الطبيب المعالج أن يأخذها بعين الاعتبار في إثبات أو نفي إصابة الطفل مثلا بالتهاب المفاصل عند الصغار juvenile arthritis.

ورغم أن هذا المرض، التهاب المفاصل عند الصغار، يصيب كل طفل على حدة وبشكل مختلف، فإن الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام تؤكد على أن هناك عددا من العلامات المرضية المشتركة بين جميع الحالات التي تصيب الأطفال من هذا النوع التي يمكن أن نعتبرها علامات تحذيرية للإصابة بالمرض. ومنها ما يلي:

* وجود آلام في المفاصل، تزداد حدتها في الصباح، ثم تخف شيئا فشيئا في وقت لاحق من نفس اليوم.

* ألم في القدمين والركبتين واليدين.

* يتميز هذا الألم بأنه يجعل الطفل المصاب يعرج في الصباح.

* تورم في المفاصل أو الغدد اللمفاوية.

* الشعور بالدفء والحرارة عند لمس المفاصل الملتهبة.

* الشعور بالتهيج، والتعب، وفقدان الاهتمام للقيام بأي أنشطة أو ألعاب.

* ارتفاع في درجة الحرارة قد يكون مصحوبا بطفح جلدي وردي.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]