حقن الصفائح الدموية.. لإعادة نضارة البشرة وإزالة التجاعيد

علاج يوجه لتجديد الأنسجة وإنبات الشعر المتساقط

TT

تقنية العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية والتي تعرف بالإنجليزية Platelet Rich Plasma أو اختصارا (PRP) تعتبر قفزة هائلة في مجال التجميل وعلاج مشكلات البشرة والشعر وأصبحت تستحوذ على اهتمام كثير من الأطباء على مستوى العالم، وهي من أحدث الطرق المستخدمة في عملية تجديد الخلايا.

وفي لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع الدكتور هشام خلف رئيس قسم الجلدية التجميلية والليزر، مركز الموج التخصصي، بجدة, والمستشار الإعلامي للجمعية الأفرو - آسيوية لليزر وتجميل الجلد، أوضح أن من المعروف أن الجلد يفقد الكثير من ألياف الكولاجين المسؤول عن النضارة والحيوية للبشرة مع التقدم في العمر، وذلك لأن الكولاجين عبارة عن بروتين يشكل معظم الطبقة الثانية من الجلد، وهذا البروتين يعطي البشرة النضارة والحيوية، كما أنه يعمل على تماسك وقوة الجلد.

وتعمل تقنية البلازما على إعادة تشكيل الكولاجين فتستطيع أن تعيد للبشرة نضارتها وحيويتها التي فقدتها.

تقنية البلازما

* وأضاف د. خلف أن تقنية البلازما تقوم على تحفيز انقسام الخلايا الجذعية، التي هي خلايا بدائية لها القدرة على الانقسام والتكاثر، لتعطي أنواعا مختلفة من الخلايا المتخصصة كخلايا الجلد. وهذه الخلايا الجذعية مسؤولة عن تجديد الخلايا التالفة مما يؤدي إلى إنتاج الكولاجين الذاتي للجسم وتجديد الأنسجة وتقليل عملية شيخوخة الجلد وذلك في جلد (الوجه - الرقبة - الأيدي) وأيضا يمكن تحفيز الخلايا الجذعية في فروة الرأس. وتعمل أيضا على تجديد الخلايا المسؤولة على إنبات الشعر من جذوره فيمنع تساقط الشعر، ويقوم على حفز نمو الشعر الجديد في المناطق المفقودة بعوامل (وراثية أو هرمونية).

وحول التساؤل عن فكرة استخدام البلازما، أجاب د. هشام خلف أن فكرة البلازما تعتمد ببساطة على فصل أحد مكونات دم المريض، وهي عنصر «البلازما» الغنية بالصفائح الدموية وإعادة حقنها لنفس المريض مرة أخرى، وبالتالي لا يوجد أي مخاوف من انتقال أي عدوى للمريض.

إنتاج الكولاجين

* ويمكن حقن البلازما (الغنية بالصفائح الدموية Platelet Rich Plasma) للبشرة لإكسابها الشباب والنضارة أو تحقن في فروة الرأس لإعادة نمو الشعر بطريقة الميزوثيرابي، أو تستخدم في تحفيز إنتاج الكولاجين والألياف المرنة الموجودة في البشرة، وذلك بإضافة «الثرومبين» مع البلازما بنسب معينة وحقنها في البشرة بطريقة الفيلرز (FILLER).

وتتم العملية بسحب كمية دم بسيطة جدا من المريض (8 إلى 10 مل تقريبا) وتتم عملية سحب الدم في أنابيب معقمة معدة خصيصا لهذا الغرض، ثم يتم وضع هذه الأنابيب التي تحتوي على الدم في جهاز خاص للطرد المركزي (Centrifuge) يقوم بفصل كريات البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) عن كريات الدم الحمراء، ويستغرق هذه الإجراء دقائق معدودة (5 إلى 9 دقائق) ثم يقوم الطبيب بحقن البلازما في المكان المطلوب.

وفي كثير من الحالات يكون الناتج من البلازما بعد الطرد المركزي لعناصر الدم عبارة عن بلازما فقيرة الصفائح الدموية، إلا أننا نحتاج كي نحقنها ونستفيد منها أن تكون بلازما غنية بالصفائح الدموية، لذلك نلجأ لطرق مختلفة، منها إضافة كالسيوم جلايكونات إلى ناتج الطرد المركزي من البلازما، إلا أن هذه الطريقة تحمل عيبا كبيرا، وهو أنه إذا لم يتم سحب البلازما خلال دقيقتين من إضافة الكالسيوم جلايكونات يحدث تجلط للدم. ولذلك تم استحداث الطريقة الميكانيكية لتنشيط البلازما. وفي هذه الطريقة الميكانيكية نستخدم جهازا خاصا لتنشيط البلازما المستخلصة لتصل إلى بلازما غنية بالصفائح الدموية تؤدي إلى النتائج المرجوة من عملية الحقن.

حالات استخدام البلازما - نضارة البشرة: حيث إن حقن البلازما يعمل على تجديد وإنتاج الكولاجين المسؤول عن نضارة وشباب البشرة فيمنحها إشراقة أفضل.

- التجاعيد السطحية في الوجه واليد، وكذلك الخطوط التعبيرية الدقيقة.

- حالات تساقط الشعر.

- تخفيف الهالات السوداء حول العين.

- حقنها مع الدهون الذاتية، حيث إنها تعطي تماسكا أكثر للدهون وتطيل بقاء الخلايا الدهنية المحقونة بصورة كبيرة، ويمكن حقنها في جميع مناطق الجسم المراد حقنها بالدهون الذاتية.

أما عدد الجلسات التي يحتاجها المريض، فتكون حسب كل حالة:

- لنضارة البشرة يحتاج المريض إلى 3 جلسات متتالية بفاصل 4 أسابيع بين الجلسة والأخرى.

- لعلاج تساقط الشعر يحتاج المريض من 4 إلى 6 جلسات كل أسبوعين. بعد ذلك تعتمد متابعة هذه الجلسات على حالة المريض وعمره.

- لعلاج التجاعيد الخفيفة يمكن إجراء جلسة كل سنة وينصح في حالات زيادة التجاعيد بإجراء جلسة كل ستة أشهر.

الآثار الجانبية

* بعد إجراء الجلسة يحدث انتفاخ بسيط في الوجه لا يدوم أكثر من 12 إلى 24 ساعة، وتظهر النتائج خلال 2 إلى 3 أسابيع من الجلسة، وهو الوقت اللازم لتحفيز نمو الكولاجين الطبيعي.

وتختلف النتائج من شخص إلى آخر حسب وفرة الصفائح الدموية وجودتها في الدم المستخدم، وطبيعة البيئة التي يعيش فيها الفرد واهتمامه. ويجب أن نذكر أن مدة نتائج الحقن بتقنية (PRP) تتراوح من ستة أشهر إلى سنة، وبعدها يمكن أن تتكرر عملية الحقن.

وأخيرا، يجب أن نذكر أن هذه التقنية لا يمكن استخدامها لمتناولي الكحوليات أو المرضى الذين يعانون من انخفاض في عدد الصفائح الدموية، ولا ينصح بتناول أدوية تؤثر على الصفائح الدموية كالأسبرين ومضادات الالتهاب (أدوية المفاصل).