مشكلات السمع.. متى تطلبين مشورة الطبيب؟

تزداد مع تقدم العمر.. وقد تتطلب الحصول على سماعات مساعدة

تعتبر الأجهزة المساعدة على السمع أصغر من ذي قبل. والنموذج الموجود على اليسار هو مستقبل في القناة. يقبع المستقبل في سماعة أذن توضع في قناة الأذن. ويستقر الجهاز المساعد على السمع بالجانب الأيمن داخل قناة الأذن (خدمة صور هارفارد)
TT

متى تخضعين لفحص، بحيث لا يفوتك سماع بعض الأصوات المحيطة بك؟

«ماذا؟»: ما معدل تكرارك لذلك السؤال المؤلف من كلمة واحدة أثناء التحادث مع الآخرين؟ إذا كانت الإجابة هي «غالبا»، فهذا يعني أنك قد تعانين من مشكلة في السمع.

يعاني قرابة ثلث البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 65 و74 عاما، ونحو 50 في المائة من الذين هم في سن الخامسة والسبعين فما فوق من درجة ما من فقدان السمع، حسب المعاهد الوطنية للصحة. يبدأ ذلك بالأصوات عالية التردد في الكلمات، ثم لاحقا تصبح الأصوات منخفضة التردد مكتومة بالمثل.

ويعتبر فقدان السمع جزءا لا يتجزأ من مشكلات تقدم العمر، حسب الدكتور ديفيد فيرنيك، الأستاذ المساعد بقسم طب الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب بجامعة هارفارد.

ومن خلال توفر الأجهزة المساعدة على السمع وأنواع أخرى من العلاج، لا يجب أن تكتفوا بالصمت، غير أن كثيرا منا يفعلون ذلك، إذ إننا على استعداد للتضحية بالأحاديث والحفلات والاتصالات الهاتفية بدلا من ارتداء جهاز مساعد على السمع. ووفقا لأحد الاستبيانات، لا يرتدي الأجهزة المساعدة سوى 14 في المائة فقط من البالغين الذين يحتاجون إليها.

إجراء الفحص يتمثل الوقت المناسب لإجراء الفحص في الوقت الذي تلاحظين فيه أنت – أو أي شخص مقرب منك – معاناتك من مشكلة تتعلق بالسمع. ويقول الدكتور فيرنيك: «عادة ما يذهب الناس لإجراء فحص إذا ما وجدوا أنهم يوجهون سؤال: «ماذا تقول؟» بشكل متكرر، وقال شريكهم أو زملاؤهم إنهم بحاجة إلى إجراء فحص للسمع».

قد تدركين أنك تعانين من مشكلة في السمع إذا ما:

• واجهت مشكلة في متابعة الأحاديث أو التقاط الأصوات في الغرف التي تعمها الضوضاء.

• تعين عليك رفع صوت التلفزيون أو المذياع لسماعه.

• احتجت إلى قراءة حركات الشفاه أو العضلات لسماع الأصوات.

• سمعت صوت رنين أو هسهسة أو أزيز في أذنيك (تعتبر هذه إشارات دالة على أنك مصابة بطنين في الأذن، الذي يمكن أن يكون عرضا لفقدان السمع).

علاج فقدان السمع إذا كانت أي من هذه المشكلات تقلقك، فقومي بزيارة أطباء الرعاية الصحية الأولية قربك. سوف يقوم الطبيب في البداية بالبحث عن المشكلات التي يمكن أن تمنع الموجات الصوتية من الوصول إلى الأذن الداخلية، مثل تراكم الشمع ووجود سائل في الأذن أو ثقب في طبلة الأذن. وتعتبر هذه أسبابا لـ«فقدان السمع التوصيلي» (Conductive hearing loss)، الذي غالبا ما يمكن القضاء عليه بالعلاج.

إذا لم تكن أي من هذه المشكلات هي المتسببة في تلك الحالة، يجب أن تخضعي لفحص السمع. وأثناء الفحص سوف تقومين بالاستماع بحثا عن درجات أصوات منخفضة التردد ومتوسطة التردد وعالية التردد. إذا عجزت عن سماع الأصوات فقد تعانين من «فقدان السمع العصبي الحسي» (Sensorineural hearing loss)، تلف بالأذن الداخلية أو العصب السمعي. عند تلك المرحلة سوف يرسلك طبيبك إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة، طبيب يعالج المشكلات المرتبطة بالأذنين والأنف والحلق، أو إخصائي سمع، وهو متخصص يجري فحصا للوقوف على مشكلات السمع والمساعدة في تحديد الجهاز المساعد على السمع المناسب لحالة كل مريض.

حلول مشكلات السمع يتمثل الحل لمعظم مشكلات فقدان السمع المرتبطة بالسن في ارتداء جهاز مساعد على السمع. قد ترتسم على الفور صورة لأمك أو جدتك وهي ترتدي جهازا ضخما في أذنيها، غير أن التكنولوجيا المساعدة لضعاف السمع قد تطورت بشكل مطرد منذ وقتهم. اليوم أصبحت مثل تلك الأجهزة أصغر حجما وأكثر تطورا من سابقاتها. يختبئ كثير منها داخل قناة الأذن أو خلف الأذن، مما يجعلها شبه محجوبة.

تعتبر الأجهزة المساعدة على السمع الحديثة رقمية وقابلة للضبط بالمثل. ويمكنك ضبطها أوتوماتيكيا مع انتقالك من بيئة إلى أخرى، على سبيل المثال، من حفل صاخب إلى ممر هادئ. حتى إن الكثير من الأجهزة المساعدة على السمع تأتي مزودة بتكنولوجيا «بلوتوث»، بحيث يمكن أن تتصل لا سلكيا بالهاتف أو جهاز التلفزيون أو بمسرح.

سوف يوصي إخصائي علل السمع الذي تتعاملين معه بنوع معين من الأجهزة المساعدة على السمع استنادا إلى نتائج فحص السمع الذي أجري لك ومواقف الاستماع التقليدية التي تواجهينها. جربي موديلات مختلفة إلى أن تجدي موديلا مريحا وصغيرا بالدرجة الكافية بالنسبة لك لارتدائه بشكل يومي.

ويتمثل بديل لجهاز تقليدي مساعد على السمع في جهاز يتم زرعه. وتكمن فوائد الأجهزة المساعدة على السمع التي تتم زراعتها في أنه لا يتعين عليك مطلقا أن تخلعيها، حتى أثناء الاستحمام. وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الأجهزة تتطلب إجراء جراحة، والتي دائما ما تنطوي على مخاطر، وما زالت تخضع لدراسة. يحذر الدكتور فيرنيك قائلا: «ما زالت التكنولوجيا في مراحل تطورها المبكرة». تنتشر أيضا عملية زراعة قوقعة الأذن (وهي عبارة عن أجهزة إلكترونية صغيرة تتم زراعتها جراحيا)، لكنها تكون خاصة بالأفراد الذين يعانون من حالات حادة من فقدان السمع أو من فقدان سمع تام.

إذا لم تكوني مستعدة لجهاز مساعد على السمع، فعليك اتخاذ الخطوات التالية:

• حاولي إجراء محادثات في بيئات هادئة. على سبيل المثال، تناولي العشاء مع أصدقاء في مطعم هادئ بدلا من آخر يعمه الضجيج.

• ابحثي عن أجهزة مساعدة، مثل مكبر صوت شخصي لتقوية الصوت وتقليل الضوضاء. يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن تلك الأجهزة عبر المعهد الوطني للصم واضطرابات التواصل الأخرى.

• (http://www.nidcd.nih.gov/health/hearing/Pages/Assistive-Devices.aspx).

• في النهاية، لا تكتفي بالتزام الصمت. اذهبي إلى طبيبك في أسرع وقت ممكن، بحيث يمكنك تشخيص مشكلة السمع التي تعانين منها والعودة للمشاركة في المحادثات من جديد.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»