استشارات

TT

* المراهقون واضطرابات النوم

* لدي مراهقان في المنزل، سنهما 14 و16 سنة، وأعاني من عدم انتظامهما في النوم.. بم تنصح؟

مها. ج - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك، والموضوع مهم لغالبية الأسر التي فيها مراهقون، ومشكلة اضطرابات نومهم شائعة. وبداية، فالمراهقون بالعموم مشهورون بأنهم يتأخرون في النوم ويستيقظون متأخرين تبعا لذلك. وهذا السلوك منهم ليس بالضرورة علامة على عدم رغبتهم في اتباع توجيهات والديهم أو تعبيرا منهم عن استقلالية شخصيتهم، بل هو أمر متوقع من غالبيتهم ما لم يتم التعامل مع هذا السلوك بطريقة سليمة ومفيدة.

ولاحظي معي أن لدى كل إنسان ساعة بيولوجية داخلية في دماغه، وهذه الساعة تؤثر على جوانب حيوية كثيرة في الجسم، مثل درجة حرارة الجسم وعملية النوم وشهية الأكل وتغيرات مستويات الهرمونات وغيرها. وهذه الساعة البيولوجية تضبط وتوجه الأطفال بالعموم نحو النوم نحو الساعة الثامنة أو التاسعة مساء.

وعند بلوغ مرحلة المراهقة، ومع كل التغيرات التي تطال أنظمة الجسم المختلفة، البدنية والنفسية، تبدأ هذه الساعة في التأخر عن حث جسم المراهق على النوم مبكرا وكما كان معتادا عليه في مرحلة الطفولة، ولذا غالبا ما يبدأ المراهق في التأخر بالنوم إلى حدود الساعة الحادية عشرة مساء، وهو ما يشغله المراهق باللجوء إلى الدراسة ومراجعة الواجبات المدرسية أو مشاهدة التلفزيون أو استخدام الكومبيوتر أو التواصل الاجتماعي، وكل هذا يزيد من اضطرابات الساعة البيولوجية والبدء بالخلود إلى النوم. وكانت إحدى الدراسات الطبية الحديثة والمنشورة ضمن المجلة الأميركية للصحة المدرسية قد لاحظت أن 90 في المائة من المراهقين لا ينامون بالليل المدة اللازمة لهم وهي تسع ساعات يوميا، وأن 10 في المائة منهم ينامون أقل من ست ساعات.

ولكن كل هذا الكلام العلمي لا يعني أن الأمر مقبول طبيا بهذه الصفة، ذلك أنه بمقابل هذا هناك حقائق طبية أخرى مفادها أن جسم المراهق بحاجة إلى النوم تسع ساعات، وفي ساعات الليل تحديدا دون ساعات النهار، وأن هناك هرمونات يتعلق عملها بالنمو البدني والعقلي يتم إفرازها بشكل طبيعي إذا ما أخذ جسم المراهق القسط اللازم من النوم الليلي. كما أن مهارة المراهق وقدراته على التعلم واليقظة الذهنية خلال ساعات النهار تتطلب النوم لساعات كافية بالليل.

ولمعرفة طريقة الحل، وعودة المراهق نحو سلوك نمط صحي في النوم لراحة ذهنه وجسمه ولنمو قدراته العقلية والبدنية بشكل طبيعي، علينا إدراك أن الساعة البيولوجية التي تضبط النوم تتأثر بعدد من العوامل، التي من أهمها تعرض الإنسان للضوء بعد غروب الشمس. والإنسان بالفطرة والغريزة يخلد للنوم بفعل غروب الشمس وزوال توهج ضوء النهار، وهذا الانخفاض في التعرض للضوء يثير إفراز الدماغ لمادة ميلاتونين الميسرة للنوم، أي المنوم الطبيعي الذي يصنعه الجسم.

ولذا على المراهق، وبمعونة الوالدين، خفض التعرض للضوء من بعد غروب الشمس، وذلك بوضع إضاءات منزلية خافتة نسبيا، وبتقليل مشاهدة شاشة التلفزيون المتوهجة بالضوء والأحداث التي تثير الانتباه الذهني، وكذا شاشات الأجهزة الإلكترونية كالكومبيوتر والهواتف الجوالة. وإذا ما ترافق هذا الأمر مع تناول العشاء في وقت مبكر، ومع الهدوء المنزلي وقلة الزوار، فإن النوم يسهل على المراهق.

وعلى الأم أن تضع برنامجا للأنشطة المنزلية يتضمن تهيئة ظروف أفراد الأسرة للنوم المبكر، ويتم تطبيقه على جميع أفراد الأسرة، وهو ما يساعد المراهق على عدم الشعور بأنه الوحيد المعني بالنوم المبكر ويخفف من محاولاته تقليد سلوك الكبار الذين لا ينامون إلا متأخرين، وهو أيضا سلوك غير صحي. وهذا البرنامج اليومي يتم الحرص على تطبيقه حتى خلال أيام عطلة نهاية الأسبوع والإجازات المدرسية ويكون النوم والاستيقاظ في ساعات شبه ثابتة. والأمر الثالث الذي يمكن للوالدين الإسهام فيه هو تخفيف فرص تناول المراهق للمشروبات المحتوية على الكافيين وخصوصا في فترة ما بعد الظهر وبداية المساء، مثل الشاي والقهوة ومشروبات الكولا الغازية والشوكولاته.

أما ما سألت عنه حول تناول الأدوية المنومة فإنه يجب الحرص على تجنيب المراهقين تناولها بأي حال.

* الجراحات التجميلية

* أريد إجراء عملية تجميلية في الأنف، ولاحقا في منطقة أخرى من الجسم.. ما الاحتياطات اللازمة؟

إنجي. ح - الدمام.

- هذا ملخص رسالتك. وبداية يمكن للعملية التجميلية أن تحسن من مظهر أجزاء معينة من الجسم وتعين البعض على رفع مستوى الثقة في النفس حينما يكون ثمة تشويه أو عدم تناسق في الشكل، ولكن على الرغم من هذا لا يمكن للعملية التجميلية أن تكون وسيلة لتحسين تقبل الناس للشخص أو لعلاج أي خلل في العلاقة مع شريك الحياة أو لعلاج أي اضطرابات نفسية قد يعاني المرء منها في علاقاته الاجتماعية. العمليات التجميلية قد تحسن المظهر إذا ما نجحت في تحقيق المطلوب منها، ولكن ما هو مطلوب منها طبيا قد يختلف عما يريده الإنسان منها، بمعنى أنها قد تقلل من كبر حجم الأنف أو أي اعوجاج في تناسق شكله ولكن نتيجتها هذه قد لا تؤدي بالضرورة إلى جعل شكل الوجه ككل مثل أشكال الوجه المثالية المشاهدة في ممثلين أو ممثلات السينما أو عارضات الأزياء. كما أن العمليات التجميلية قد تخفف من تأثيرات التقدم في العمر، على ترهل الجلد أو التشوهات الناجمة عن الحروق أو الناجمة عن التهابات البشرة، ولكنها لا تزيلها بالكلية.

وهنا تأتي النقطة المهمة، وهي ما الذي يتوقعه الإنسان من شكل لجسمه بعد إجراء العملية التجميلية، ذلك أن ما يتوقعه قد لا يطابق النتيجة التي يتوقعها طبيا الطبيب الذي يجري العملية. ولذا فإن الذي على الإنسان توقعه يجب أن يكون وفق ما يعد الطبيب أنه سيتغير ويتحسن شكله. وإضافة على الكلفة المادية، على الشخص أن يدرك أن تلك العمليات الجراحية تحمل مخاطر صحية مثل التخدير والالتهابات الميكروبية في منطقة جروح الجراحة والنزيف الدموي وغيرهم. وهذه المخاطر يجدر التنبه لها والعناية بعدم حصولها، وهو ما يكون بانتقاء المكان الجيد لإجراء العملية وانتقاء الطبيب الماهر للتخدير وللجراحة، والعناية ما بعد العملية وفق توجيهات الطبيب ومتابعته في مرحلة النقاهة ومتابعة نتائج العملية. ولاحظي معي أن الشكل النهائي للعملية التجميلية، في الأنف مثلا، يتطلب وقتا حتى تزول الالتهابات في منطقة العملية التجميلية وتلتئم الجروح ويستقر الشكل النهائي للجلد والأجزاء العظمية والغضروفية.

وعند مراجعة الطبيب لأول مرة يجدر التأكد منه هل من المناسب إجراء العملية التجميلية وهل هناك وسائل غير العملية التجميلية تساعد في تحسين شكل المنطقة المراد تجميلها، وهل يتطلب الأمر تكرار إجراء العملية التجميلية للوصول إلى الشكل المطلوب، وما الخيارات العلاجية في العملية التجميلية وطريقة تنفيذها، وهل النتائج دائمة أو مؤقتة، وما هي مدة استمرارها، وغيرها من الأسئلة التي توضح حقائق مهمة عن طريقة إجراء العملية ونتائجها ومتابعة حصولها ومضاعفاتها المحتملة.