استشارات

TT

* الرمان والأدوية

* أحرص على تناول الرمان وعصير الرمان بشكل يومي، هل من أضرار صحية لذلك؟

أبو طالب أحمد - القاهرة.

- هذا ملخص رسالتك، ولم يتضح لي منها هل لديك أمراض مزمنة تتطلب تناول أدوية معينة، وما الأضرار الصحية التي تستفسر عنها تحديدا. ولكن بالعموم، فإن الرمان - لا شك - من المنتجات الغذائية المفيدة جدا للصحة بالعموم، وهناك الكثير من الدراسات الطبية التي تناولت البحث في الفوائد الصحية المحتملة لتناول الرمان، سواء كثمار طازجة أو كعصير أو دبس الرمان. ووفق نشرات المركز القومي الأميركي للطب الاختياري والتكميلي، أو ما يسمى مجازا الطب البديل، هناك فوائد صحية محتملة للرمان في أمراض الرئة المزمنة لتحسين التنفس، وتحسين عمل الجهاز الهضمي، وخاصة حالات حرقة المعدة والإسهال وغيرها من الحالات. وكذلك عند ارتفاع نسبة الكولسترول، إذ أظهرت بعض الدراسات أن الرمان يبدو مفيدا في خفض نسبة الكولسترول الكلي والكولسترول «الضار» (LDL). وفي خفض ارتفاع ضغط الدم، تشير البحوث إلى أن شرب 50 مللترا من عصير الرمان يوميا لمدة تصل إلى سنة واحدة يمكن أن تخفض ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأعلى) بنسبة نحو 15%. ولكن شرب عصير الرمان لا يبدو أنه مؤثر على خفض الضغط الانبساطي (الرقم الأدنى). وفي تخفيف تصلب الشرايين، تشير الدراسات الطبية المبدئية إلى أن شرب عصير الرمان قد يساعد على خفض تراكم الكولسترول في الشرايين بالرقبة. كما أن بعض الأبحاث الأولية أشارت إلى أن شرب عصير الرمان قد يؤدي إلى تحسين تدفق الدم إلى القلب. وتحدثت دراسات أخرى عن جدوى تناول عصير الرمان في إبطاء نمو سرطان البروستاتا، وكذلك في تخفيف التهابات اللثة.

والرمان يحتوي على مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية التي قد تكون لها تأثيرات مضادة للأكسدة. وبعض الأبحاث الأولية تشير إلى أن هذه المواد الكيميائية في عصير الرمان قد تبطئ تطور تصلب الشرايين، وربما محاربة الخلايا السرطانية.

أما بالنسبة لأمان تناول الرمان، فإنه آمن ربما للنساء الحوامل والمرضعات. وفي حالات الخضوع لعمليات جراحية، فإن الرمان قد يؤثر على ضغط الدم. وهذا قد يتعارض مع السيطرة على ضغط الدم أثناء وبعد عملية جراحية. ولذا، ينصح بالتوقف عن تناول الرمان قبل أسابيع من موعد العملية الجراحية، وفق ما يشير إليه المركز المذكور آنفا.

وأشارت نشرات المركز إلى وجود بعض أنواع الأدوية التي ربما يؤثر عليها تناول الرمان بشكل يومي، مثل عقار تيقريتول، والفولتارين وإيبيوبروفين، وعموم أدوية الضغط، وأدوية زيادة سيولة الدم مثل الوارفرين.

والمطلوب، الاعتدال والتنويع في تناول المنتجات الغذائية الطبيعية، والحرص على استشارة الطبيب في أي حالة يريد المرء أن يتناول منتجا طبيعيا بشكل يومي، وخاصة حينما تكون لديه أمراض مزمنة يتناول من أجلها أدوية بشكل يومي. ولا يوجد طبيا ما يمنع من تناول الرمان بشكل يومي، بل تشير الأدلة العلمية إلى أن له فوائد صحية محتملة الصحة بنسبة عالية.

* متلازمة العش الخالي

* أبنائي تزوجوا وغادروا منزلي، وأشكو من الوحدة النفسية والخوف على سلامتي وصحتي والعناية باحتياجاتي، بم تنصح؟

أم عامر - الشرقية.

- هذا ملخص رسالتك، والموضوع متكرر وشائع جدا، وتتعرض له الأسر كنتيجة طبيعية لتطور الحياة الأسرية وبدء الأبناء والبنات في تكوين أسرهم المستقلة أو انتقالهم للدراسة أو العمل إلى مناطق أخرى. والمصادر الطبية لديها مصطلح لوصف هذه الحالة النفسية يسمى «متلازمة العش الخالي» أي الحالة النفسية، واختلاط المشاعر الذي يتعرض له أحد الوالدين جراء انتقال الأبناء والبنات عن العيش المشترك في المنزل الواحد.

إن اهتمام الوسط الطبي بهذه الحالة مبني على كيفية حفاظ المرء على استقرار الحالة النفسية، وخاصة في المراحل المتقدمة من العمر وما قد يصاحبها من اختلال العناية بكبار السن من النواحي الاجتماعية والنواحي الصحية والتغذية وغيرها. وعلى سبيل المثال، هناك حالة «توست آند تي أنيميا»، أي حالة فقر الدم التي تصيب كبار السن الذين يعيشون وحدهم نتيجة اقتصار تغذيتهم على شرائح الخبز وشرب الشاي. وهي حالة معروفة طبيا لها آثارها الصحية السلبية.

و«متلازمة العش الخالي» ليست تشخيصا طبيا، بل وصف لحالة يعيشها كبار السن تتميز بالحزن الدفين والخوف من المستقبل وكيفية القدرة على العناية بالنفس في الحياة اليومية وفي حالات الطوارئ الصحية والاجتماعية، وذلك بعد مغادرة الأبناء والبنات للمنزل.

والمفارقة، أنه رغم حرص الآباء والأمهات على حث أبنائهم وبناتهم على التقدم في حياتهم والاستقلالية في عيشهم، فإن حصول ذلك واقعا يظل أليما عليهم، وربما يتبع هذا حصول مشاكل اجتماعية أو اضطرابات صحية نفسية وبدنية، إضافة إلى القلق الدائم على سلامة الأبناء والبنات ومدى استقرار أوضاعهم النفسية وتلبية احتياجاتهم وسلامتهم وغير ذلك في حياتهم الجديدة.

والدراسات الطبية القديمة التي تمت على متابعة هذه الحالات في المجتمعات الغربية، لاحظت أن الآباء والأمهات ربما تنشأ لديهم حالات الاكتئاب وإدمان الكحول وتفاقم الخلافات الزوجية ونوبات اضطراب تقييم الهوية الذاتية وغيرها من علامات عدم استقرار الحياة اليومية. بينما لاحظت الدراسات الطبية النفسية الأحدث حول هذه التغيرات الاجتماعية والأسرية، أن معايشة حالة «متلازمة العش الخالي» ربما تكون فرصة لتحسين نمط الحياة اليومية للزوجين، وخاصة إعادة الترابط بين الأب والأم وتحسين نوعية العلاقة الزوجية وإنشاء فرص جديدة لبناء اهتمامات مشتركة بين الزوجين.

ولذا، ليس بالضرورة أن يكون خلو المنزل من الأبناء والبنات عامل ضيق لك أو لزوجك، وهناك وسائل تذكرها نشرات أطباء «مايو كلينك» بالولايات المتحدة تتحدث عن ضرورة بناء تقبل ذاتي لنضج الطفل وكونه أصبح اليوم مسؤولا بشكل مباشر عن إدارة حياته، والعمل على كيفية مساعدته دون جعله يحس بعدم قدرته على إدارة حياته. والحرص على التواصل مع الأبناء والبنات مع مراعاة ظروف حياتهم المستقلة، ودعمهم بشكل إيجابي إذا ما طلبوا ذلك وغير هذا من الوسائل التي تفيد الآباء والأمهات وتفيد في نفس الوقت حياة الأبناء والبنات.