فحوص للكشف عن الأخطار المحتملة للإصابة بسرطان القولون

توصيات طبية أميركية حول ضروراتها للنساء في أعمار مختلفة

TT

كيف تجرين فحوص سرطان القولون التي تحتاجينها؟ وكم من المرات يتوجب إجراء مثل هذه الفحوص. تقدم رسالة «مراقبة صحة المرأة في جامعة هارفارد» هنا سلسلة الإرشادات الرامية إلى مساعدتك على اتخاذ القرارات الأكثر ذكاء حول الفحوص الطبية. وسوف يركز المقال على الفحوص الطبية الخاصة بالكشف عن مرض سرطان القولون، وفقا لنصائح الدكتور روبرت ماير الذي يعمل أستاذا في كلية الطب بجامعة هارفارد.

* أهداف الفحص

* ما الهدف من وراء إجراء اختبارات سرطان القولون؟

- يكمن الهدف من وراء ذلك في اكتشاف الأورام المحتمل تحولها إلى سرطانية حتى تمكن إزالتها قبل أن تتحول بالفعل لأورام سرطانية. وعن طريق إجراء مثل هذه الفحوص أيضا يستطيع الأطباء تحديد الأشخاص الذين يحتاجون لفحوصات أكثر.

* ما أهمية إجراء المرأة لفحوص دورية خاصة بسرطان القولون؟

- يرجع السبب وراء ذلك إلى الانتشار الكبير لمرض سرطان القولون، حيث تزيد أعداد المواطنات الأميركيات اللاتي يمتن جراء الإصابة بسرطان القولون على اللاتي يمتن بسرطان الثدي. وقد أثبتت اختبارات الكشف عن الإصابة بمرض سرطان القولون قدرة كبيرة على إنقاذ الكثير من الأرواح.

* في أي عمر يتوجب على المرأة إجراء مثل هذه الفحوص؟

- بوجه عام، ينبغي أن يبدأ إجراء هذه الفحوص في سن الـ50، ولكن ينبغي على النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي قوي من الإصابة بسرطان القولون استشارة الطبيب حول إجراء كشف على القولون بالمنظار في سن أصغر من ذلك.

* هل تحتاج المرأة فوق سن الـ75 عاما لإجراء مثل هذه الفحوص؟

- يعتمد هذا الأمر على ما إن كانت قد أجرت فحوص من قبل أم لا، فإذا لم تكن قد خضعت لمثل هذه الفحوص من قبل ولا تزال تتمتع بصحة جيدة، فمن المنطقي أن تقوم بإجراء مثل هذه الفحوص. أما إذا كانت تعاني من الكثير من المشكلات الطبية، فلا بد من أن يتم وضع ذلك في الاعتبار. أما النساء فوق الـ80 عاما، واللاتي يمتلكن تاريخا من الإصابة بالأورام الحميدة ولكنهن يتمتعن بصحة جيدة، فمن الواجب أن يقمن باستشارة طبيب.

* إجراء الفحص

* ما المجموعات النسائية التي ينبغي عليها إجراء فحوص بصورة متكررة؟

- ينبغي على النساء اللاتي يعانين من تاريخ عائلي قوي في الإصابة بمرض سرطان القولون أو «متلازمة لينش»، (Lynch syndrome) أو التهاب القولون التقرحي (ulcerative colitis) أو مرض كرون (Crohn›s disease) إجراء فحوص بصورة متكررة.

* ما عدد الفحوص التي يتوجب على النساء اللاتي ليس لهن أي تاريخ عائلي للإصابة بمرض سرطان القولون إجراؤها، وما تلك الاختبارات بالضبط؟

- ينبغي على النساء إجراء اختبار واحد أو أكثر من الاختبارات التالية:

* فحص القولون بالمنظار مرة كل 10 سنوات.

* فحص القولون بالمنظار الافتراضي (virtual colonoscopy) أو منظار القولون والمستقيم المرن (flexible sigmoidoscopy) أو حقنة الباريوم الشرجية مزدوجة التباين (double - contrast barium enema) مرة واحدة كل خمس سنوات.

* اختبارات الكشف عن وجود دم في البراز، مثل اختبار الدم الخفي في البراز (إف أو بي تي) أو الكشف المناعي الكيميائي للهيموغلوبين البشري (إف آي تي)، (FOBT or FIT) مرة واحدة كل عام.

* مخاطر الفحص

* ما مخاطر إجراء فحوص طبية بمعدلات أكبر من الموصى بها؟

- يحمل كل اختبار طبي في طياته إمكانية حدوث مضاعفات وآثار متكررة، حيث يتضمن فحص القولون بالمنظار الافتراضي وحقنة الباريوم الشرجية إمكانية التعرض للإشعاع. نادرا ما يتسبب فحص القولون بالمنظار في حدوث ثقب في القولون. لذا، فإن إجراء الكثير من هذه الاختبارات ليس من الضروري أن يكون أمرا جيدا على الصحة.

* فحص القولون بالمنظار، وهو اختبار يتم فيه استخدام أنبوب رقيق ومرن لإظهار الجزء الداخلي من الأمعاء الغليظة وإزالة الأورام الحميدة قبل أن تنمو وتتحول إلى سرطانية.

* منظار القولون والمستقيم المرن، وهو اختبار يتم فيه استخدام أنبوب رقيق ومرن لإظهار النصف السفلي من القولون.

* فحص القولون بالمنظار الافتراضي، وهو اختبار للقولون والمستقيم عن طريق استخدام الصور التي يتم التقاطها بواسطة التصوير المقطعي الكومبيوتري.

* حقنة الباريوم الشرجية مزدوجة التباين، وهي عبارة عن فحص بالأشعة السينية للقولون والمستقيم يستخدم مواد متناقضة يتم إدخالها في الأمعاء عبر المستقيم (عن طريق حقنة شرجية) لالتقاط صورة أكثر وضوحا.

* اختبار الدم الخفي في البراز (إف أو بي تي)، وهو اختبار يقوم بالكشف عن كميات الدم المجهرية الموجودة في البراز.

* الكشف المناعي الكيميائي للهيموغلوبين البشري (إف آي تي)، وهو اختبار آخر يقوم بالكشف عن الدم الموجود في البراز.

* اختبار الحامض النووي الموجود في البراز، وهو اختبار يقوم بالكشف عن وجود حمض نووي «دي إن إيه» غير طبيعي في الخلايا السرطانية الموجودة في البراز.

* منظار القولون الافتراضي

* حصل تقدم كبير، إذ تم إجراء منظار القولون من دون استخدام ملينات الأمعاء. وعندما تم استطلاع آراء المواطنين الأميركيين فوق سن الـ50 حول منظار القولون، قال ثلاثة أرباع الأشخاص المستطلعة آراؤهم تقريبا إن الاختبار نفسه لم يكن هو المشكلة، ولكن عمليات تحضير الأمعاء عن طريق تناول ملينات الأمعاء كانت هي الأمر الأكثر سوءا في هذه التجربة. سوف يبدي هؤلاء الأشخاص الذين يتخوفون من قضاء اليوم السابق لإجراء منظار القولون في الحمام جراء تناول ملينات الأمعاء، ترحيبا كبيرا بالأخبار الخاصة بقدرة منظار القولون الافتراضي، الذي لا ينطوي على استخدام ملينات للأمعاء، على الكشف عن الكثير من الأورام قبل أن تتحول إلى سرطانية بمنتهى الكفاءة. تلك كانت النتيجة التي خلص إليها الباحثون في «مستشفى ماساتشوستس العام» والتي تم نشرها في دورية «حوليات الطب الباطني» في يوم 15 مايو (أيار) من العام الماضي.

يقوم منظار القولون الافتراضي بإزالة كميات البراز الموجودة في القولون رقميا، مما يسمح للأطباء للكشف عن الأورام وغيرها الكثير من الأشياء غير الطبيعية الموجودة في القولون دون الحاجة لاستخدام ملينات للأمعاء.

يستخدم هذا الاختبار برامج حاسوبية خاصة ليقوم بإزالة آثار البراز من القولون بصورة رقمية، مما يلغي الحاجة لاستخدام ملينات الأمعاء ويجعل الاختبار يلقى قبولا كبيرا بين الناس الذين قد يفكرون في تجنب إجراء مثل هذه الاختبارات. وفي الدراسة التي شملت 605 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 50 و85 عاما، استطاع منظار القولون الافتراضي الذي لا يستخدم ملينات للأمعاء، اكتشاف 91 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من أورام حميدة من الممكن أن تتحول إلى سرطانية والتي يصل طولها إلى 1 سم أو أكثر.

صرح مؤلف الدراسة الدكتور مايكل زاليس، وهو أستاذ مشارك في قسم طب الأشعة في «مستشفى ماساتشوستس العام» ومدير وحدة منظار القولون الافتراضي في المستشفى، لمدونة هارفارد الصحية: «هناك إمكانية كبيرة أن يستطيع منظار القولون الافتراضي الذي لا ينطوي على استخدام ملينات الأمعاء إنقاذ حياة بعض الأشخاص الذين لم يقوموا بإجراء مثل هذه الاختبارات».

ولكن وقبل الإقدام على الحجز لإجراء منظار القولون الافتراضي الذي لا ينطوي على استخدام ملينات الأمعاء، ينبغي معرفة أن هناك بعض المحاذير لهذا الاختبار. يقول الدكتور ماير: «أظهر هذا الاختبار نتائج جيدة للغاية فقط في الكشف عن الأورام الحميدة التي يزيد طولها على 1 سم»، مضيفا: «عندما تقوم بإجراء منظار القولون، سوف تجد هناك بعض الأورام التي يصل طولها إلى 2 أو 3 سم. ولكن إن كنت تستخدم منظار القولون الافتراضي، فإنه يتوجب عليك إجراء هذا الاختبار بصورة أكثر دورية، ولكننا لا نعرف بمنتهى الأمانة ما إذا كان هذا الاستخدام المتكرر سيكون بمثل هذه الفعالية أم لا».

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».