السكتات الدماغية تتسبب في وفاة 17 مليون شخص سنويا

ملتقى ببروكسل يدعو لاتباع سياسات طويلة الأمد للوقاية منها

TT

شهدت أوروبا خلال الأيام القليلة الماضية الكثير من الأنشطة الطبية والعلمية، ففي العاشر من شهر مايو (أيار) الحالي احتفل بما يعرف بيوم الصحة الأوروبي، وفي الرابع عشر من نفس الشهر باليوم الأوروبي للسكتة الدماغية.

وفي إطار هذه الأنشطة نظمت منظمة «سايف» (SAFE) الأوروبية الناشطة في مجال الوقاية من الجلطات الدماغية، وشركة «باير» للرعاية الصحية، ملتقى لعدد من الأساتذة والأطباء المتخصصين في أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفيات وجامعات أوروبية وشخصيات إعلامية وعلمية في بروكسل.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش الملتقى، قالت نادين فانوس المديرة الإعلامية الإقليمية لشركة «باير» إن اهتمامات الشركة التقت مع اهتمامات منظمة «سايف» الأوروبية في تنظيم الكثير من الفعاليات عن أمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات. كما تنظم فعاليات أخرى لتوعية المواطنين، ومنها ما جرى تنظيمه في القاهرة ودبي على سبيل المثال، حيث جرى التجول في المراكز التجارية والالتقاء المباشر بالمواطنين والتحدث معهم عن مخاطر هذه الأمراض والتوعية بها وتسليمهم إرشادات مكتوبة وتقديم النصيحة لهم بممارسة الرياضة والحفاظ على القلب.

* خطوات وقائية

* وعقب إلقاء مداخلته في المؤتمر قال الدكتور الألماني فرانك ميسلويتز في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومات لها دور كبير وفعال في الوقاية من تلك الأمراض من خلال خطوات طويلة الأمد. وفي هذا الصدد فإن من الصعب المقارنة بين ما تقوم به الدول النامية ومنها دول في منطقة الشرق الأوسط، وبين ما تقوم به الدول الغربية المتقدمة. وأوضح أن معظم الدول النامية تعرف المشكلة وتأثيراتها على المدى البعيد ولكن لا توجد خطوات ثابتة لحلها. وشدد على أهمية التحرك المجتمعي والتعاون مع الأطباء والجهات الأخرى من أجل مواجهة أمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات مع زيادة التوعية بالمرض، ولا بد أن تبدأ التوعية من المدارس لتعريف الأطفال منذ الصغر بمخاطر هذه الأمراض.

وأضاف أن من المهم جدا أن يكون هناك ما يعرف بالمرحلة الأولية لتجنب أمراض القلب والجلطات، وخصوصا إذا كانت هناك حالات إصابة بالسكري أو ضغط الدم. أما المرحلة الثانية من تجنب الإصابة بالجلطات وأمراض القلب والأوعية الدموية فهي ما تعرف بمرحلة تجنب تكرار الإصابة بالجلطة مرة أخرى.

ومن خلال الوثائق التي وزعت في الملتقى وما نشرته المنظمات الدولية فإن ثلث الوفيات في العالم يعود إلى أمراض القلب والأوعية الدموية وما يعرف بالسكتة الدماغية، ويصل إجمالي الوفيات سنويا بسبب هذه الأمراض إلى ما يقرب من 17 مليون شخص، ويشكل هذا الرقم ثمانية أضعاف عدد الوفيات الناجمة عن مرض الايدز، ويزيد هذا الرقم أكثر من 12 مرة عن عدد الأشخاص الذين يموتون سنويا بسبب حوادث المرور في العالم. وهناك 20 مليون شخص سبق أن تعرضوا لنوبات قلبية أو سكتات دماغية ويحتاجون إلى رعاية صحية داخل المستشفيات قد تستغرق وقتا طويلا وبالتالي تكلفة كبيرة.

ويقول الأطباء والأكاديميون إن هذه الأمراض مرتبطة بتقدم العمر وتغيير أنماط الحياة في جميع أنحاء العالم وطبيعة بعض الوظائف وانتشار الوجبات الغذائية التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكر وتأثير البدانة والتدخين. وتقدر الأرقام الأوروبية تكلفة العلاج من هذه الأمراض بنحو 110 مليارات يورو سنويا في كل دول الاتحاد الأوروبي، أي ما يمثل 10% من إجمالي تكاليف الرعاية الصحية في دول التكتل الأوروبي الموحد.