بين الخطأ والصواب

TT

* الحول عند الأطفال

* يعتقد البعض خطأ أن الحول عند الأطفال حالة تتحسن ذاتيا مع مرور الوقت، وعليه فهم يتركون الطفل يكبر وينمو من دون التدخل الطبي المبكر، وبذلك تضيع على الطفل المصاب بالحول كثير من فرص العلاج أو تقل نسبة نجاحها.

الحول هو انحراف حركة العينين وعدم توازي خط الرؤية بينهما، وهو من الأمراض الشائعة في الأطفال. وقد يكون الحول ظاهريا ويسمى «الحول الكاذب»، وفيه يتصور المرء أن ما يراه أمامه هو نوع من الحول، إلا أنه عند فحص حركات العين واتجاهاتها تثبت حقيقة أنه لا يوجد أي انحراف فعلي، وهذا النوع من الحول شائع في الأطفال. أما الحول الحقيقي فيمكن تقسيمه إلى حول داخلي حيث يكون انحراف العين للداخل باتجاه الأنف، وحول خارجي وفيه تنحرف العين للخارج.

وقد يحدث الحول بسبب وجود خطأ انكسار في العين مثل طول (بُعد) النظر الشديد، ووجود ضعف في عين دون أخرى، أو وجود ما يعوق الرؤية السليمة بالعين مثل عتام القرنية أو عدسة العين. وفي بعض الأحيان لا يكون السبب واضحا، ويرجع إلى عدم وجود توافق عصبي عضلي بالعين.

وفي جميع الحالات يجب سرعة المبادرة بالعلاج فور اكتشاف الحول حتى يمكن تفادي المضاعفات المحتمل وقوعها. وهنا نوجه انتباه الآباء والأمهات إلى:

* ضرورة عمل فحص دوري للطفل بعد الولادة مباشرة وخلال السنة الأولى من عمره للتأكد من صحة العين واستبعاد أي عيوب أو أمراض أخرى غير ملحوظة.

* ضرورة الإسراع بفحص الطفل عند ظهور أي علامة من علامات الخطر، مثل عدم القدرة على ثبات العين أو التركيز بها، واحمرار العين، وزيادة الدمع بالعين، وعدم تحمل الإضاءة، وارتخاء الجفون أو تورمها، وانحراف العين، وبياض حدقة العين، وكذلك علامات ضعف الإبصار.

* أن يراقب ويلاحظ الأهل عيني الطفل باستمرار، وأن تتم استشارة طبيب عيون الأطفال مبكرا تجنبا لحدوث أي مضاعفات وكسب الوقت بإعطاء العلاج المناسب في الوقت المناسب.

* التدخين وعته الشيخوخة

* إن من الأخطاء الشائعة أن يستمر الشخص في التدخين رغم كل الدراسات والحقائق التي أثبتت الأضرار الجسيمة التي تلحق بكل أجهزة الجسم بسببه. وحديثا، هناك دراسات أجريت على كبار السن من المدخنين، وجد الباحثون في نتائجها احتمالات الإصابة بمرض ألزهايمر والأشكال الأخرى من عته الشيخوخة، وأنها تزيد بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يدخنوا في حياتهم على الإطلاق وكذلك الذين أقلعوا عن التدخين، خاصة من المدخنين فوق سن الخامسة والخمسين حيث تزيد لديهم احتمالات الإصابة بعته الشيخوخة أكثر من نظرائهم غير المدخنين بنسبة خمسين في المائة.

ولتوضيح سبب وآلية تأثير التدخين على خلايا المخ، أوضح الباحثون أن التدخين يسبب سكتات دماغية صغيرة، وهي تصيب بدورها المخ بتلف وتسبب عته الشيخوخة، وقد تكون هناك آلية أخرى من خلال الإجهاد التأكسدي الذي يمكن أن يتلف الخلايا في الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى تصلب الشرايين، حيث إن المدخنين يصابون بإجهاد تأكسدي أكثر من غير المدخنين، ويشاهد أيضا الإجهاد التأكسدي في مرض ألزهايمر.

د. عبد الحفيظ خوجة استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]