تعامل مع التوتر.. مهما كانت أسبابه

الاسترخاء والتأمل الإيجابي والنشاط البدني أهم وسائل مكافحته

TT

توتر الإجهاد هو رد فعل نفسي وجسدي طبيعي لطلبات الحياة المتزايدة. وتظهر نتائج الدراسات الطبية بالولايات المتحدة أن غالبية الأميركيين يواجهون تحديات توتر الإجهاد في مرحلة ما خلال العام، وتتطابق هذه النتائج مع مثيلاتها في كثير من دول العالم.

* أسباب التوتر

* يشير الباحثون النفسيون في «مايو كلينك» إلى أن نتيجة التدقيق الطبي في أسباب التوتر تظهر أن على الإنسان تذكر أن عقله مزود بنظام إنذار للحماية الخاصة. وعندما يدرك الدماغ أن ثمة تهديدا يتعرض له الجسم فإنه يثير ويحث الجسم على إفراز دفعة من الهرمونات التي تعمل كوقود لتنشيط قدرة الجسم على التعامل مع الخطر. وإذا ما تلاشى الخطر وزال عن الجسم يعود الجسم إلى الهدوء والراحة.

ولكن مع توالي شعور الدماغ بتلك التهديدات، تنشأ حالة من استمرار إفراز تلك الهرمونات، وبالتالي يعاني الجسم بشكل متواصل من تأثيرات بقاء الهرمونات تلك بنسب عالية في الجسم. وهذا هو السبب الذي يدعو الإنسان إلى ضرورة السيطرة على توتر الإجهاد وأهمية ذلك لضمان راحة الجسم والروح.

إن معايشة الجسم لحالة من «التأهب» طوال الوقت لها تأثيرات صحية مضرة، ولا يجب أن ينتظر أحدنا إلى أن تظهر تلك التأثيرات السلبية عليه، بل عليه أن يمارس مجموعة من الوسائل التي تعطيه راحة بدنية ونفسية. والإدارة الناجحة لحالات التوتر التي يتعرض لها أحدنا، تبدأ من إدراك حقيقة أن توتر الإجهاد هو رد فعل عاطفي وبدني للتغيير. ويمكن لأي شخص الشعور بالتوتر، ويمكن أن يكون التوتر إيجابيا ويمنح الإنسان الطاقة، كما يمكن أن يكون غير صحي ويسبب بالتالي مشكلات صحية.

وتشير نشرات المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة (NIH) إلى أن التوتر قد يؤثر على الإنسان لفترة قصيرة ويمكن أيضا أن يستمر لفترة طويلة، ويتسبب كذلك ببعض الأمراض مثل أمراض السكتة القلبية وارتفاع ضغط الدم والسكري ومتلازمة القولون المتهيج (العصبي) والربو والتهاب المفاصل.

وتتنوع أسباب التوتر من شخص إلى آخر، ويمكن أن تكون لدى إنسان ما أسباب معروفة للتوتر مثل وفاة أحد أفراد الأسرة أو مرض أحدهم من المقربين للإنسان أو تغيرات اجتماعية في الأسرة كالطلاق أو الزواج أو انتقال مكان العمل أو تغيير الوظيفة أو فقد الوظيفة، وهناك أسباب بسيطة للتوتر قد تثير التوتر لدى إنسان دون آخر، مثل زحمة السير أو خدش في طلاء السيارة أو غيره.

* مكافحة التوتر

* وتضيف المؤسسة المذكورة أن ثمة طرقا لمكافحة التوتر عبر فعل أمور مفيدة، ومنها:

* افعل شيئا يجعلك تسترخي، مثل التنفس بعمق وببطء، أو القيام بتمرينات المد أو اليوغا، أو الحصول على جلسة للتدليك أو التأمل أو القراءة أو الاستحمام بماء دافئ.

* مارس هوايتك المفضلة أو أفعل الأشياء التي تستمتع بها.

* تعلم كيفية قبول الأشياء التي لا يمكنك تغييرها، ولا تعتبر أن هذا ضعفا، بل هو الحكمة والراحة للنفس.

* فكر دوما بإيجابية وحاول تبين المصالح المحتملة الحصول.

* حافظ على النوم في كل ليلة لمدة ثماني ساعات.

* احرص على تناول وجبات صحية تحتوي على أطعمة طازجة متنوعة كالخضار والفواكه.

* قلل من تناول وشرب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السكريات.

* مارس التمارين الرياضية التي تؤدي إلى استرخاء العضلات.

* تحدث مع أحد أفراد عائلتك أو أحد الأصدقاء عن المشكلات التي تسبب لك التوتر.

* تحاشَ اللجوء إلى المشروبات الكحولية أو المواد المخدرة.

* حاول الحصول على مساعدة أحد الخبراء الصحيين النفسيين للتغلب على الشعور بالتوتر أو الحزن أو اليأس.

وتضيف المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض ومكافحتها عناصر أخرى، مثل:

* حافظ على أداء روتين حياتك اليومية كالذهاب إلى العمل في الوقت اللازم وحاول إشغال نفسك بأفعال وتصرفات مفيدة مثل مساعدة الغير والتواصل مع الأقرباء الكبار في السن.

* تجنب الانعزال عن الغير واقضِ أوقاتك مع الأصدقاء أو الأقارب.

وتشكل تقنيات وسائل الاسترخاء جزءا أساسيا من الإدارة الناجحة لحالة توتر الإجهاد التي يمر بها الإنسان. وجميع الناس تقريبا يمكن أن يستفيدوا من تعلم تقنيات الاسترخاء، ذلك أن تقنيات الاسترخاء تساعد على إبطاء التنفس وتركيز الاهتمام الخاص على «هنا والآن» دون «هناك ولاحقا أو سابقا». كما تساعد على إدراك مفهوم أن نستمتع هذه اللحظة بما نمتلكه من راحة وصحة وعافية وما نحن نعيش فيه، بدلا من أن نشعر بالقلق حول ما يمكن أن يحدث في المستقبل.

وتشمل تقنيات الاسترخاء والتأمل الإيجابي واتباع نهج أكثر نشاطا في عيش الحياة اليومية، والمشي في الهواء الطلق أو المشاركة في الأنشطة الرياضية والاجتماعية والأسرية.

* استشارية في الباطنية