استشارات

TT

* مراجعة طبيب القلب

* أعاني من مرض في الشرايين القلبية، وأنا أتابع لدى الطبيب ولكنّ كثيرا من الأمور غير واضحة لي عن المرض وطرق علاجه، ما تنصح؟

عامر م. - الإمارات.

- هذا ملخص الأسئلة التي طرحتها في رسالتك وهي مهمة، وخصوصا المتعلقة بالاستفادة القصوى من المراجعة في العيادة. ولاحظ معي أن المدة الزمنية أثناء زيارة الطبيب في العيادة هي مدة قصيرة نسبيا، والأمور التي قد تحتاج إلى مناقشتها مع الطبيب قد تتطلب وقتا أطول، ولذا فإن من الحكمة وحسن التدبير أن يحضر المريض للموعد الطبي ويدرك ما الذي يتوقعه من الزيارة.

والعنصر الأول معرفة ما إذا كانت ثمة التزامات قبل حضور العيادة، مثل عدم تناول الأكل لمدة معينة لإجراء تحليل السكر أو الكولسترول، أو ارتداء حذاء رياضي لاختبار الجهد بالهرولة وغيرها، وكذلك إحضار الأدوية التي تتناولها والأوراق المتعلقة بالمواعيد. والعنصر الثاني هو كتابة أي أعراض شكوت منها أو لاحظت ظهورها لديك وعلاقة ذلك بأنشطة الحياة اليومية أو تناول أي من الأدوية، وكذلك كتابة الأسئلة أو الاستفسارات التي تريد إجابة عليها من طبيبك. أما العنصر الثالث فهو إحضار أي تقارير طبية سابقة، حتى من نفس المستشفى نظرا لاحتمال عدم توفر الملف الطبي بالعيادة أو تغير الطبيب لظروف متعددة. والعنصر الرابع حضور أحد أفراد أسرتك معك، وربما الأهم هو الزوجة لكي تذكرك بأي شيء قد تنساه حينما يسألك طبيبك عن أعراضك أو تناولك للأدوية أو غذائك اليومي أو أي أمور أخرى تتعلق بصحتك، وأيضا لكي يساعدك في تذكر أي نصائح طبية يعطيها لك الطبيب. والعنصر الخامس أن تكون مستعدا للإجابة عن استفسارات الطبيب والاستفادة من الوقت وتتحاشى إضاعة وقت الزيارة في الحديث عن أمور لا علاقة للطبيب بها ولا تفيد معالجتك.

وفي حالة أمراض شرايين القلب، من المهم أن تسأل طبيبك عن سبب الإصابة بالمرض، أي العوامل التي ساهمت في ظهور المشكلة لديك، وكيفية تعديل أو تخفيف ضررها عليك لاحقا ومنع تفاقم الحالة لديك. وكذلك سؤاله عن الأعراض التي ترتبط بمشكلة الشرايين، وما العمل حين ظهورها، وما الفحوصات التي يطلبها وضعك لمتابعة حالتك بطريقة سليمة، وما أفضل وسائل العلاج من بين الاختيارات العلاجية المقترحة من الطبيب، وما الأطعمة التي عليك تناولها والتي عليك تحاشيها والتي عليك التخفيف منها، وكذلك النشاط البدني المطلوب وحدود ممارسته، ومعرفة التفاصيل المتعلقة بالأدوية مثل كميتها ووقت تناولها وما الآثار الجانبية المحتملة وكيفية التصرف حين ظهورها، وما خطة المعالجة والمتابعة.

ووضوح هذه الأمور لديك، وملاحظة طبيبك اهتمامك بهذه الصفة، تجعل التعاون في ما بين الطبيب والمريض في أفضل حالاته، ويساعد هذا التفاهم في تسهيل علاجك وتسهيل تقديم الطبيب لك الخدمة التي أنت بحاجة إليها.

* «وارفرين» لزيادة سيولة الدم

* وصف لي الطبيب دواء «وارفرين» لزيادة سيولة الدم. بماذا تنصح وما الاحتياطات اللازمة لتناوله؟

محمد الحربي - المدينة المنورة.

- هذا ملخص رسالتك، التي عرضت فيها تشخيص الطبيب لك بأن لديك اضطرابا في نبض القلب من نوعية الارتجاف الأذيني، وأنه نصحك بتناول دواء «وارفرين»، وأنك تخشى من تسببه في النزف نظرا لأنه يعمل على زيادة سيولة الدم. ولم يتضح لي من رسالتك مقدار العمر، أو سبب حصول الارتجاف الأذيني لديك، ومدى وجود أي أمراض في صمامات القلب أو شرايينه التاجية، ومدى إصابتك في السابق بأي اضطرابات في عمل المعدة كالقرحة أو التهابات المعدة، وغيرها من الأمور المهمة في شأن تناول «وارفرين» بوصفه عقارا لزيادة سيولة الدم.

بداية، علينا ملاحظة أن حصول الارتجاف الأذيني قد يتسبب في عدد من المضاعفات التي ربما تضر بصحة الإنسان. ولعل من أهمها تكون جلطة أو خثرة دموية داخل الأذين الأيسر، مما قد يصل إلى الدماغ ويتسبب في انسدد في أحد شرايينه، وهو ما قد ينجم عنه مضاعفات على القدرات الحركية لدى الإنسان وغيرها من تداعيات انسداد الشرايين الدماغية. وعليه، فإن إحدى أهم وسائل الوقاية من حصول هذه الأمور هي زيادة سيولة الدم كي لا تتهيأ الفرصة لنشوء جلطة أو خثرة الدم في الأذين الأيسر. وأفضل الأدوية لتحقيق هذه الغاية في العالم هو «وارفرين»، خاصة إذا ما كانت ثمة أمراض معينة مُصاحبة في الصمامات. ولذا، فإن نصيحة الطبيب لك بتناول هذا الدواء، وفق ما ذكرت من معلومات في رسالتك، هو قرار مناسب ومفيد.

النقطة الأخرى المهمة في الموضوع هي مقدار الزيادة المطلوبة في سيولة الدم. ولاحظ معي أن عمل هذا الدواء يزداد بزيادة كمية جرعة القرص الدوائي له، وأن الناس يختلفون في مقدار الجرعة الدوائية اللازمة لهم لتحقيق زيادة سيولة الدم بدرجة مطلوبة. بمعنى، أن المطلوب في حال الارتجاف الأذيني هو زيادة سيولة الدم بنسبة تتراوح بين 2 و3 أضعاف ما هو طبيعي للإنسان السليم. وهذه الزيادة المضاعفة قد تتطلب من شخص ما تناول 6 ملليغرامات يوميا من «وارفرين»، بينما قد يحتاج شخص آخر فقط إلى جرعة بمقدار 3 ملليغرامات. ولذا يطلب الطبيب من المريض تكرار إجراء تحليل الدم لمعرفة مقدار الزيادة في سيولة الدم كي يجعل السيولة منضبطة بمقدار معين. وهذه الزيادة يجب أن تكون منضبطة وبمقدار دقيق كي لا تحصل المضاعفات المرتبطة بالنزف في المعدة وغيرها من أعضاء الجسم.

وعليه، عند تناول هذا العقار المفيد في منع مضاعفات الارتجاف الأذيني، فإنه يجب المتابعة مع الطبيب واتباع تعليماته ونصائحه في مقدار جرعة الدواء وأوقات إجراء تحليل الدم لاختبار نسبة السيولة، ونصائحه حول التغذية، ذلك أن بعض أنواع الأطعمة لها تأثيرات على عمل هذا الدواء.

الرياض: د. حسن محمد صندقجي