استشارات

TT

* تدبيس الأذن لخفض الوزن

* هل صحيح أن إجراء تدبيس الأذن يساعد على خفض وزن الجسم؟

لولو - لندن.

- هذا ملخص رسالتك. وهذه أحد التقليعات التي يروج لها في كثير من مناطق العالم على أنها وسيلة مفيدة لخفض وزن الجسم، وهي ليست ثابتة الجدوى في الواقع ولا ينصح بها طبيا.

فكرة تدبيس الأذن تعتمد على تطبيق الوخز بالإبر، بمعنى أن الوخز بالإبر الصينية يستخدم فرضية أن إثارة مناطق معينة في الأذن، وخصوصا منطقة صوان الأذن وغضروفه، يسهم في خفض وزن الجسم. وبدلا من استخدام الوخز بالإبر لفترة زمنية قصيرة، أي مدة جلسة الوخز، تستخدم طريقة التدبيس لإثارة تلك المناطق في الأذن طوال الوقت عبر التدبيس. وهذه النقاط التي يتم وضع التدبيس فيها يقال إنها مناطق تؤثر على مراكز الجوع والشبع وحفظ التوازن في وزن الجسم، وهذا التدبيس يترك لفترة أسابيع أو شهور للوصول إلى إعادة وزن الجسم للوضع الطبيعي. والطريقة الجراحية هي وسيلة تثبيت التدبيس في غضروف الأذن.

ورغم الشكوك العلمية بالأصل في جدوى الوخز بالإبر في خفض وزن الجسم، فإن الدراسات التي تمت على موضوع تدبيس الأذن لم تثبت لها أي جدوى في خفض وزن الجسم. وهو ما يؤكده أطباء مايو كلينك في نشراتهم الطبية. والإشكالية ليست فقط في الجدوى، بل في احتمالات المضاعفات، وخصوصا مع ممارسة هذه الطريقة خارج المستشفيات لأنها تفتقر إلى أدلة علمية تثبت جدواها بشكل مقبول طبيا، وبالتالي فإن ممارستها تكون في عيادات غير طبية أو أماكن غير مستوفية للشروط الصحية الضامنة لمنع الإصابات بالعدوى الميكروبية من خلال استخدام أجهزة وأدوات غير معقمة بما يكفي، ومن خلال احتمالات التهابات الغضروف بالميكروبات. ولئن كانت معالجة الالتهابات الميكروبية في الأنسجة الجلدية ممكنة، إلا أنها أصعب في حال الغضروف وقد تتسبب بتشوهات في الأذن نفسها.

* ما بعد علاج السرطان

* والدتي تلقت معالجة لسرطان الرحم، بما تنصح للعناية بها؟

* حسانة ع. - باريس.

- هذا ملخص رسالتك حول تلقي والدتك لمعالجة سرطان الرحم، وأن الأطباء تابعوا حالتها ولا تحتاج في الوقت الحالي أي نوع من المعالجة الخاصة للسرطان نفسه، وأنك تريدين معرفة كيفية مساعدتها على العودة للحياة الطبيعية وكيفية العناية بها بعد إتمامها مراحل المعالجة في فرنسا. لاحظي معي أنه بعد إتمام معالجة الحالة السرطانية في أي أعضاء الجسم، من الضروري العمل على عودة الجسم إلى استعادة العافية والنشاط على المدى الطويل. والواقع أن النصائح الطبية التي تعطى لمن تخطى مرحلة المعالجة الأساسية للسرطان، لا تقل عن أي نصائح لسلوكيات الحياة الصحية التي تقال لأي إنسان من أجل رفع مستوى صحته واهتمامه بها، وتحديدا هي التي تشتمل على تناول وجبات الطعام المحتوية على العناصر الصحية المفيدة، وممارسة الرياضة البدنية والمشاركة في النشاط الأسري والاجتماعي، والحفاظ على وزن طبيعي للجسم، والامتناع عن التدخين، وتنظيم النوم الليلي، وغيرها من سلوكيات نمط الحياة الصحية. ولكن علينا ملاحظة جانب مهم أيضا، درجة استفادة المرضى الذين تجاوزوا مرحلة علاج السرطان من هذه السلوكيات الصحية في نمط الحياة الصحية تفوق استفادة الأصحاء بالعموم من تطبيقها. بمعنى أن من تخطى المعالجة الأساسية للسرطان سيستفيد كثيرا وبشكل واضح من تناوله للأطعمة الصحية ومن ممارسته للنشاط البدني اليومي ومن تواصله الاجتماعي مع الأقارب والأصدقاء لتنشيط مستوى حالته النفسية ومن حرصه على ضبط نومه الليلي وغيره. وهو ما بالتالي سيساهم في عنايته بصحته وفي اتباعه لنصائح الأطباء وفي استمتاعه بأوقات نهاره وليله في عيش حياة ممتعة ومفعمة بالصحة.

ولاحظي أيضا أن بعد استشارتك طبيبها حول التدرج في عودتها لممارستها للنشاط البدني، فإن اهتمامك بالنشاط البدني اليومي لوالدتك سيحسن من قوتها البدنية ويرفع من مستوى مزاجها العام ويخفف من التأثيرات النفسية السلبية لمرورها في مراحل تشخيص الإصابة السرطانية ومعالجتها، ويقلل من قلقها ومن إجهادها البدني ويرفع من مستوى ثقتها بنفسها. وفي عنايتك بتغذيتها، احرصي على تناولها خمس حصص غذائية من الفواكه والخضار، وانتقاء تناولها الدهون الصحية مثل زيت الزيتون، وتناولها للحوم المجردة من الشحوم، وتناولها للخبز المصنوع من الحبوب الكاملة للقمح، وتناول البقول والمكسرات ومشتقات الألبان القليلة الدسم.

هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالمتابعة الطبية ومواعيد زيارات العيادة والفحوصات التي يطلبها أطبائها لمتابعة استقرار حالتها الصحية.

* الرياض: د. حسن محمد صندقجي