استشارات

TT

* نقص الغلوكوز والغضب

* أعاني من نوبات توتر وغضب قبيل أذان المغرب حال الصيام، بم تنصح؟

* علياء - تبوك.

- هذا ملخص رسالتك التي لم يتضح لي منها عمرك أو مدى وجود أي أمراض مزمنة لديك خاصة مرض السكري ومدى تناولك لأية أدوية بشكل مستمر. وعموما، حال الصوم يتوقف الإنسان عن تناول المأكولات والمشروبات من أذان الفجر إلى غروب الشمس.. وهي فترة طويلة نسبيا في هذا الوقت من السنة تصل في بعض المناطق إلى أكثر من 15 ساعة.

والجسم لديه مخزون من سكر الغلوكوز اللازم لخلايا الجسم كي تعمل بكفاءة ونشاط. ولكن مع طول وقت الصيام، تنخفض نسبة السكر في الدم، وقد يصل الانخفاض إلى الحد الذي قد يتسبب في ظهور ما يعرف طبيا بعلامات انخفاض سكر الغلوكوز في الدم.

وحالة انخفاض نسبة سكر الغلوكوز في الدم بالتعريف الطبي هي تلك التي تصل فيها نسبة سكر الغلوكوز في الدم إلى ما دون 70 مللغم/ ديسيلتر. ومع انخفاض نسبة السكر في الدم، تظهر مجموعة من الأعراض بدرجات متفاوتة في الشدة، وذلك وفق تدني نسبة السكر وبسبب استعداد الجسم للتعامل معها وحسب الحالة الصحية الأصلية للإنسان.

ومن مظاهر الانخفاض في سكر الدم سهولة الشعور بالتوتر، وقلة الصبر والتحمل، والارتعاش، والتعرق، والتشويش الذهني، وتسارع نبض القلب، والدوار والدوخة، والشعور بالجوع مع غثيان، والخمول، والصداع، وزغللة في الإبصار، والإعياء والإجهاد، والغضب والحزن.. وغيرها.

وهذه نتائج متوقعة لحصول انخفاض السكر، الذي يجب التأكد منه عبر تحليل نسبة السكر في تلك اللحظة. وحصول انخفاض السكر لتلك الدرجة المتدنية والمسببة للتوتر والغضب والصداع ليس شرطا في فريضة الصوم. والإنسان الطبيعي يستطيع أن يصوم تلك الساعات الطوال دون أن ينخفض لديه السكر إلى درجات متدنية جدا. والمهم هو إعطاء الجسم حقه من التغذية الصحيحة في ساعات الليل. والتغذية الصحيحة تشمل أمرين؛ الأول تناول كميات كافية من السوائل لتعويض النقص الذي استهلكه الصوم وحرارة الطقس، ولإمداد الجسم بكميات كافية من السوائل لصيام النهار التالي.

والأمر الثاني هو التغذية الصحيحة، والمقصود أن يتبع الإنسان نظاما سليما في التغذية وقت إفطار الصائم، ونظاما سليما في التغذية وقت السحور وقبل الإمساك. وفي وقت الإفطار يكون من الأفضل تناول الأطعمة سهلة الهضم والمحتوية على السكريات سهلة الهضم والامتصاص لتعويض الجسم بشكل سريع عن احتياجه للسكريات؛ مثل تناول الرطب أو التمر، أو المشروبات الطبيعية الغنية بالسكريات الطبيعية، وتناول الأطعمة الأخرى الخفيفة بالتدرج، ثم تناول وجبة طعام رئيسة. وفي وقت السحور من المهم تناول الأطعمة المحتوية على سكريات، ولكن من النوعية التي هي بطيئة في الهضم، مثل الحبوب الكاملة غير المقشرة والبروتينات التي تقلل من الشعور بالجوع. وإذا ما تم الأمر كذلك، فإن نسبة الغلوكوز لا تنخفض بسهولة عند ساعات ما بعد العصر. وهناك أمر آخر، وهو التعامل مع التوتر والغضب، لأن الغضب ليس أمرا حتميا، بل هو أحد الأعراض التي يمكن التحكم فيها، وتهذيب النفس عن التمادي في إظهارها، وكلما تعامل الإنسان برفق وبتفهم لدواعي توتره، خاصة أنه توتر لا علاقة له بسلوكيات الغير بل نتيجة لانخفاض السكر في داخل جسمه، أمكنه العمل على تهدئة نفسه والنأي بنفسه عن المواطن التي قد تتسبب له بتهييج التوتر والغضب بشكل مفرط.

* نوم مريض القلب

* كم عدد ساعات النوم الأفضل لمريض القلب؟

* ناديا. ص - جدة.

- هذا ملخص رسالتك حول عدد الساعات التي على والدك المريض بشرايين القلب أن ينامها. وبداية فإن النوم الصحي والنوم الذي يحتاجه البدن والنفس هو النوم في ساعات الليل وليس في ساعات النهار. وهذا النوم مطلوب في الليل لأن الجسم والعقل متناغمان في التعاون على إعادة «البرمجة» والتهيئة «للتشغيل» لاحقا أثناء النهار عند نوم الإنسان في ساعات الليل. ولاحظي معي أن الأدلة العلمية كثيرة جدا في إثبات أن الحرمان من نوم الليل أو الحرمان من النوم بالليل لعدد كاف من الساعات قد يُؤدي إلى ارتفاع الإصابات بمرض السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم، وكلها عوامل ترفع من احتمالات خطورة الإصابة بأمراض القلب. كما أن مرضى القلب تحديدا يحتاجون للنوم بالليل كي تتمكن أجهزة الجسم وأنظمة الهرمونات والعمليات الكيميائية الحيوية، جميعها من العمل على تكيف الجسم مع الإصابة القلبية وعلى تخفيف الضغط على القلب وشرايينه وعلى تهدئة عمليات الالتهابات وتهيج عمل جهاز مناعة الجسم وعلى خفض الارتفاع في ضغط الدم وعلى ضبط نبض القلب. هذه الحقائق العلمية ترجمتها أن عدم نوم ساعات كافية بالليل يرفع من احتمالات الإصابة بمسببات أمراض شرايين القلب ويرفع من احتمالات حصول تداعيات أمراض شرايين القلب على المريض المصاب بها. وكانت الدراسات العلمية الحديثة مثيرة للدهشة في نتائجها؛ إذْ لاحظت أن نوم مريض القلب لعدد كاف من ساعات الليل يُقلل بنسبة 40% من احتمالات حصول انتكاسات صحية لدى مريض القلب، خاصة احتمال تكرار حصول الجلطات القلبية لديه. والمطلوب هو الحرص على نوم سبع ساعات من ساعات الليل يوميا.

* آلام الكلى

* أشعر بآلام في جانبي أسفل الظهر مكان الكلى، ما الأسباب؟

* عزيزة زياد - المغرب.

- هذا ملخص رسالتك. وإذا شعر المرء بآلام في الظهر أو جانبي أسفل الظهر، فإن الأمر قد لا يكون من الكلى، وهو في الغالب ليس منها، وكثير من الناس يعتقد أن المنطقة تلك هي مكان الكلى، بينما في الواقع تكون الكلى في مكان أعلى، وتحديدا في أعلى خلفية منطقة البطن وتحت حد الضلوع من الخلف، وليست في منطقة منخفضة من منطقة خلفية البطن والظهر. ولذا، فإن الألم الذي في أعلى خلفية البطن جهة الظهر، والألم الثقيل الساكن في جهة واحدة من تلك المنطقة، والمصحوب ربما بارتفاع حرارة الجسم، ربما هو ألم مصدره الكلى، وغالبا بسبب التهاب ميكروبي في الكلى. أما آلام الحصوات، فإنها لا تظهر حينما تكون الحصاة في الكلى، بل يظهر آلم الحصى عند تحركها للخروج من الكلى أو مرورها من خلال قنوات الحالبين للوصول إلى المثانة. وهنا يكون الألم من نوع المغص، أي الألم الذي يشد ثم يتراخى ثم يشد ثم يتراخى. وبالعموم، بالنسبة لسؤالك، فإن من أسباب ألم الكلى: النزف داخل الكلى، أو توسع حجم الكلى بفعل تراكم البول فيها دونما تصريف له من خلال الحالب، أو التهابات الكلى بالميكروبات أو وجود أكياس في بنية الكلى، أو تجلط الدم في وريد الكلى، أو وجود تشوهات خلقية في شكل الكلى.

وإذا كانت الأوصاف تنطبق على ألم الكلى، أو شككت في ذلك وأردت التأكد، أو أن الألم استمر بشكل ثابت في جهة واحدة من جانبي أعلى الظهر لجهة البطن أو كان مصحوبا بارتفاع حرارة الجسم أو خروج دم مع البول أو سبقت الإصابة بالتهابات في مجاري البول، فإن زيارة الطبيب ضرورية لإجراء الفحوصات اللازمة ومعالجة أي حالة تتطلب ذلك.