بين الخطأ والصواب

TT

* الاضطرابات النفسية عند الأطفال

* من الأخطاء الشائعة ما نلاحظه في السنوات الأخيرة من زيادة عدد الوصفات الطبية للأدوية النفسية التي توصف للأطفال، إذ تشير الإحصاءات في الولايات المتحدة إلى زيادتها لأكثر من الضعف بين عامي 1995 و2000. وفي كثير من الأحيان تكون الآثار الجانبية لهذه الأدوية أسوأ بكثير من الأمراض التي توصف لمعالجتها. فقد سُجلت مضاعفات على المدى القصير لتعاطي الأطفال لهذه العقاقير منها زيادة مخيفة لأعمال العنف والعدوانية التي يرتكبونها.

إن المشكلات السلوكية لدى الأطفال - بما في ذلك ما قد يبدو اضطرابات عقلية خطيرة - تكون في كثير من الأحيان مرتبطة بالنظام الغذائي غير السليم، وعدم الاستقرار العاطفي والتعرض للسموم.

وتدعم الأدلة العلمية يوما بعد يوم أهمية إيجاد بدائل فعالة قبل اللجوء إلى الأدوية، وتظهر أن تزويد الأمعاء بالبكتيريا المفيدة الموجودة في الأطعمة المخمرة تقليديا أو إضافة «البروبيوتيك» مهمة للغاية من أجل صحة وظائف الدماغ وسلامته والاستقرار النفسي والتحكم في المزاج.

ومن المهم هنا عدم إعطاء الطفل أي عقار إلا بوصفة طبية من الطبيب المتخصص في الطب النفسي للأطفال. وفيما يلي بعض الإرشادات المهمة التي تساعد على معالجة الكثير من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأطفال ويحبذ أن تسبق إعطاءهم الأدوية:

* تحديد كمية سكر الفواكه (فركتوز) في غذاء الطفل حيث تربط بعض الدراسات الإكثار منه بالمشكلات الصحية العقلية مثل الاكتئاب والفصام.

* عدم إعطاء الطفل أي أطعمة مصنعة، وخاصة تلك التي تحتوي على الألوان الصناعية والنكهات، والمواد الحافظة.

* استبدال المشروبات الغازية وغيرها بالماء النقي.

* التأكد من حصول الطفل على جرعات منتظمة وكبيرة من البكتيريا المفيدة من خلال إعطائه أغذية عضوية مخمرة ذات جودة عالية و/ أو مكملات من البروبيوتيك عالية الجودة.

* إعطاء الطفل كميات متوازنة من دهون أوميغا 3 ودهون أوميغا 6.

* إعطاء الطفل أغذية عضوية متنوعة، وذلك للحد من التعرض للمواد الكيميائية.

* تجنب المحليات الصناعية والألوان من جميع الأطعمة.

* التأكد من قيام الطفل بالتمارين الرياضية واللعب في الهواء الطلق، والتعرض لضوء وموجات أشعة الشمس فوق البنفسجية اللازمة لإنتاج فيتامين د 3 (D3) وقد ثبت أن فيتامين «دي» يشارك في الحفاظ على صحة الدماغ.

* عدم تعريض الطفل للمعادن السامة والمواد الكيميائية مثل الألمنيوم والكادميوم والرصاص من خلال استبدال منتجات العناية الشخصية والمنظفات المنزلية بأصناف أخرى طبيعية، إذ إن معظم هذه المعادن قادرة على التسبب في مشكلات صحية خطيرة عن طريق التداخل مع سير الوظائف البيولوجية العادية، وآثارها الصحية تتراوح من الأمراض الجسدية الطفيفة إلى الإصابة بالأمراض المزمنة، واختلال المزاج والسلوك.

* أسرار معدن الكبريت

* من الخطأ أن الكثيرين منا لا يعرفون شيئا عن أسرار المعادن وأهميتها في المحافظة على صحة أجسامنا ومتطلباتنا اليومية منها في غذائنا، ومن تلك المعادن المهمة «الكبريت».

يتعرض جسم الإنسان إلى تغيرات كبيرة مع التقدم في العمر، فالأنسجة المرنة في الجسم تميل إلى فقدان مرونتها، وبالتالي تؤدي إلى ترهل وتجعد الجلد، وكذلك التأثير على مرونة العضلات ومرونة المفاصل فنشعر بقلة الراحة. وعند الفحص والبحث نكتشف أن واحدا من العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم لتقديم الدعم له في هذه المرحلة من العمر قد تعرض للانخفاض! تتكون معظم أجزاء الجسم ومنها الشعر، والجلد، والأظافر من بروتينات معقدة التركيب، يكون جزء كبير منها «الكبريت» الذي يسمى الكيراتين keratin. ويحتوي النسيج الضام والغضاريف على البروتينات مع روابط الكبريت المرنة، لإعطاء المرونة لجميع هياكل الجسم. وعليه فإن جسم الإنسان يحتاج إلى جزيئات وروابط معدن الكبريت sulfur bonds للحفاظ على شكل البروتينات، وأيضا تحديد النشاط البيولوجي للبروتينات.

وبالإضافة إلى البروتينات المترابطة، فلا بد من توفر الكبريت أيضا بكميات كافية من أجل بنية سليمة ونشاط بيولوجي جيد لعمل كافة الإنزيمات التي تتأثر وظائفها عند انخفاض مستوى الكبريت في الجسم عن المعدل المطلوب.

ومن أهم الأدوار التي يلعبها الكبريت والوظائف المهمة التي يؤديها في الجسم ما يلي:

* يساعد على إزالة السموم detoxification - فعملية الكبرتة Sulfation هي مسار رئيس لإزالة السموم عن طريق الكبد.

* يدعم نظام نقل الإلكترونات في الجسم - وذلك لكونه جزءا من مكونات أجسام الميتوكوندريا في الخلايا التي تعتبر مصانع الطاقة في الخلايا.

* تحويل فيتامين «بي» - B والثيامين (B1) والبيوتين في الجسم - وهي عملية ضرورية لتحويل الكربوهيدرات إلى طاقة.

* يساعد على تعزيز الوظيفة الطبيعية للأنسولين - حيث يتكون جزيء الأنسولين من سلسلتين من الأحماض الأمينية ترتبط مع بعضها البعض عن طريق جسور الكبريت، والتي من دونها لا يمكن للأنسولين أن يؤدي نشاطه البيولوجي.

* تركيب وتجميع الوسائط الأيضية الهامة، مثل الغلوتاثيون مضاد الأكسدة الفائق super - antioxidant glutathione.

مصدر الكبريت حصريا تقريبا من البروتين الغذائي، وتعتبر اللحوم والأسماك «كاملة» لأنها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية المحتوية على الكبريت التي يحتاجها الجسم من أجل إنتاج البروتين الجديد.

أما عن الذين لا يأكلون اللحوم، فهناك مصادر أخرى للكبريت مثل البيض، وزيت جوز الهند، وزيت الزيتون، وكذلك معظم الخضراوات التي تنمو في التربة التي تحتوي على كميات كافية من الكبريت ومنها: البقوليات، الهليون، الثوم، البصل، رشيم القمح.

استشاري في طب المجتمع [email protected]