استشارات

TT

* نقص الحديد والأطفال

* ابني عمره أربع سنوات، ولديه نقص في الحديد كما تبين من التحاليل، بما تنصح؟

أم عمرو - الإمارات.

- هذا ملخص رسالتك، ونقص الحديد ربما هو السبب في قلة شهية الأكل والتعب الذي لاحظته على طفلك ولذا ربما قرر الطبيب التأكد من مخزون الحديد في جسم طفلك وأجرى له التحليل وتبين له النقص فيه. ولاحظي معي أن الحديد عنصر مهم لنمو جسم الطفل وكفاءة عمل أجهزة جسمه، ومن أهم وظائفه المساهمة في عمليات نقل الأوكسجين من الرئة إلى بقية الجسم من خلال هيموغلوبين الدم.

الأطفال بالعموم عرضة للإصابة بنقص الحديد في الجسم، ولكن على وجه الخصوص الأطفال الذين يولدون بشكل مبكر، أي قبل ثلاثة أسابيع من موعد الولادة الذي يحسبه الطبيب للحامل. والأطفال الذين يبدأون تناول حليب البقر ضمن الرضاعة قبل بلوغ عمر سنة، أي الذين لم تتم تغذيتهم بحليب الأم الطبيعي خلال السنة الأولى من العمر. وكذلك الأطفال الذين يرضعون من أمهم ولكن لم تتم تغذيتهم بعد بلوغ سن ستة أشهر بأطعمة معززة بالحديد، أو رضعات حليب صناعي غير معززة بالحديد. ولذا من المهم فهم الأم كيفية تغذية طفلها خلال مرحلة الرضاعة عبر استشارة الطبيب.

كما أن على الأم أن تحرص على تغذية الطفل بعد الفطام بوجبات طعام متوازنة المحتوى وغنية بالمعادن والفيتامينات، ومن الأطعمة الغنية بالحديد والمناسبة للأطفال، البيض واللحوم الحمراء والدجاج والأسماك وحبوب الفاصوليا والخضار الورقية الخضراء، مع الحرص على تقليص تناول الأطفال للمشروبات الغازية والمقرمشات وشرائح البطاطا المقلية. هذا بخلاف البطاطا المقلية في المنزل أو البطاطا المسلوقة والمعد منها شوربة الخضار أو غيرها من أطباق البطاطا المنزلية. ولاحظي أيضا أن تناول الطفل لعصير فواكه الحمضيات كعصير البرتقال أو الليمونادة أو غيرها من المصادر الغنية بفيتامين «سي» كشرائح الفلفل البارد أو البقدونس أو الفراولة أو البطيخ أو المشمش، يسهم في سهولة وسرعة امتصاص الأمعاء للحديد الموجود في طعام الطفل الذي يتناوله.

* شحوم البطن والرجل

* عمري 39 سنة، لدي زيادة واضحة في حجم البطن، وأتمنى التخلص منها، ما أفضل طريقة؟

عابد ج. – اليونان.

- هذا ملخص رسالتك. وبداية علينا ملاحظة أن كبر حجم البطن وتراكم الشحوم فيها ليس ناتجا فقط من تكون طبقات من الشحم داخل الغلاف الجلدي الخارجي للبطن، بل هو تراكم كميات كبيرة من الشحوم فيما حول الأعضاء الداخلية بالبطن، أي تجويف المناطق الداخلية العميقة التي توجد بها الكلى والأمعاء وغيرها. كما تجدر ملاحظة أنه بغض النظر عن وزن الجسم ككل، فإن وجود كميات الشحم في تجويف البطن بشكل كبير يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبالإصابة بمرض السكري وبسرطان الأمعاء وباضطرابات انقطاع التنفس أثناء النوم. وهذه العلاقة بين زيادة تراكم الشحوم داخل تجويف البطن وبين الأمراض الأربعة هذه هي من الأمور الثابتة علميا.

ولاحظ معي أن وزن الجسم هو نتاج محصلة العلاقة بين كميات الأطعمة التي يتناولها المرء وبين كميات الطاقة التي ينتجها الجسم في حرق السعرات الحرارية التي تحتويها الأطعمة تلك. وإذا تناول المرء كميات كبيرة من الأكل دونما العمل على حرقها بإنتاج الطاقة، فإن تلك الأطعمة ستتحول في نهاية الأمر إلى شحوم تتراكم في جسمه، سواء تحت الجلد أو منطقة الأرداف أو داخل تجويف البطن. وهذا ما يتسبب بالتالي بزيادة الوزن وكبر حجم البطن وظهور ما يعرف شعبيا بكلمة «الكرش».

كما أرجو ملاحظة أمر آخر، وهو أن التقدم بالعمر عامل يرفع من احتمالات فقد كتلة العضلات في الجسم، ولذا تغدو العضلات أقل حجما، وبالتالي فإن قدرة الجسم على استهلاك الطاقة المتراكمة في الشحوم من خلال العضلات، ستقل. وبالتالي سيصعب فقد أو التخلص من الشحوم المتراكمة في الجسم مع التقدم في العمر، وخصوصا من بعد بلوغ سن 55 سنة وما فوق. ولذا من الضروري التنبه إلى عدم بلوغ ذلك العمر بوزن زائد وشحوم متراكمة بكثرة في أرجاء الجسم. إضافة إلى التنبه إلى ضرورة تنمية حجم العضلات دائما، عبر ممارسة النشاط البدني والحركة وعبر تناول البروتينات المفيدة، كي يكون لدى أحدنا وسيلة لحرق الدهون ومنع تراكمها.

وما سألت عنه حول علاقة تناول المشروبات الكحولية ونشوء زيادة حجم البطن، هو أمر صحيح. وهناك عبارة طبية تسمى «كبر حجم البطن بسبب البيرة الكحولية»، لأن المشروبات الكحولية بها كمية كالورى سعرات حرارية أكبر بكثير من أنواع مشروبات عصير الفواكه الطبيعية، وتناول المشروبات الكحولية يرافقه عادة قلة ممارسة النشاط البدني وعدم التنبه إلى تناول الأطعمة الصحية نوعا وكما.

ومن الضروري ملاحظة قياس محيط الوسط للرجل، أي فيما فوق عظمة الحوض، بعد إخراج زفير هواء التنفس. وإذا ما كانت 102 سم، أو 40 بوصة، فإن ثمة زيادة يجب العمل على التخلص منها.

ومحاولة البعض التخلص من شحوم البطن عبر ممارسة تمارين شد عضلات البطن فقط، ليس هو الطريق الصحيح، وهو ما تشير إليه صراحة كثير من المصادر الطبية. والطريق هو تبني حمية لتخفيف الوزن في الجسم كله بالدرجة الأولى، وثانيا تبني ممارسة رياضة الهرولة اليومية أو المشي السريع لمدة 20 دقيقة، وثالثا تبني ممارسة تمارين شد البطن كوسيلة لتقوية عضلات البطن وشد شكل البطن لتخفيف ترهل جلد البطن بعد فقد الزيادة في وزن الجسم.

* توسعة تضيق شرايين القلب

* ما توسعة الشرايين التاجية القلبية، وكيف تتم؟

أبو عادل – الدمام.

- هذا ملخص السؤال في رسالتك التي لم يتضح لي منها حالة معينة تستفسر عن طريقة معالجتها أو نصيحة طبية حول ذلك، ولذا ستكون الإجابة من نوع العرض الطبي النظري.

إن شرايين القلب عرضة للتضييق نتيجة تراكم الكولسترول ضمن طبقات جدار الشريان. والتضييقات تلك ممكن أن توجد في عدة مناطق من أحد شرايين القلب التاجية أو في عدة شرايين، وهناك ثلاثة شرايين رئيسة في شبكة الشرايين التاجية للقلب، وتتفرع من كل منها أفرع متفاوتة الحجم. ووجود التضييقات هذه يتسبب بإعاقة لتدفق الدم من خلال الشرايين التاجية، ومعلوم أن كل واحد من الشرايين التاجية الرئيسة يغذي منطقة أو جانبا من عضلة القلب المكونة لحجرات القلب الأربعة: البطينان والأذينان الأيمنان والأيسران.

وإعاقة تدفق الدم تعني عدم تلقي عضلة القلب الكمية التي تحتاجها للعمل كمضخة لدفع الدم إلى أرجاء الجسم كله، وبالتالي يشكو المرء حينها من آلام الذبحة الصدرية، وخصوصا عند بذل الجهد البدني وطلب الجسم من القلب ضخ المزيد من الدم. كما أن التضييقات متفاوتة الحجم، منها ما قد يصل إلى حد سدد كامل لتدفق وجريان الدم من خلال الشريان المسدود، وبالتالي قد تظهر حالة نوبة الجلطة القلبية.

إن عملية توسيع تضييق الشريان، والتي تتم من خلال عملية القسطرة، هي وسيلة علاجية لتوسيع المجرى الشرياني المتضيق كي يتم السماح لتدفق كمية أفضل وأوفى من الدم خلال الشريان. وبالتالي إعادة تزويد عضلة القلب بالكمية اللازمة لكي تعمل عضلة القلب بكفاءة في ضخ كمية الدم التي يحتاجها الجسم. وهي ليست عملية جراحية فيها شق للجلد والوصول إلى عضو القلب بشكل مفتوح، بل تتم من خلال إدخال قسطرة أنبوبية رفيعة، شبيهة بحجم «مكرونة سباغيتي»، عبر إما شريان أعلى الفخذ أو شريان باطن المعصم. ويتم دفع هذه القسطرة الأنبوبية وصولا إلى القلب، وذلك تحت توجيه التصوير التلفزيوني بالأشعة السينية المستخدمة عادة في أشعة الصدر أو البطن أو العظام. كما يتم استخدام مادة سائلة كصبغة ملونة لتظهر من خلال الصور التلفزيونية شكل الشرايين القلبية ومكان أي تضييقات قد تكون فيها. وعند ملاحظة تضييقات مهمة، وعند استقرار الرأي الطبي أنها بحاجة إلى معالجة، وعند تبني الأطباء أن المعالجة لها تكون أفضل من خلال التوسيع بالبالون خلال عملية القسطرة، يتم العمل على إتمام ذلك.

ولذا من المهم ملاحظة أن ليس كل التضييقات تتطلب المعالجة. وأن ليس كل التضييقات التي تتطلب معالجة، علاجها فقط هو التوسيع بالبالون خلال القسطرة، بل المعالجة قد تكون أيضا جراحية عبر عملية جراحات التخطي لشرايين القلب. ولذا فإن الرأي الطبي لطريقة المعالجة يكون وفق عدة ضوابط علمية وبالمشورة بين طبيب القلب وطبيب جراحة القلب، وعرض الأمر على المريض للقيام بما هو أفضل.