استشارات

الرياض: د. حسن محمد صندقجي

TT

* «غلبرت» الكبد

* عمري 36 سنة، ولا أشكو من أي أعراض، ولكن من سنوات أجريت تحاليل، ومن ضمنها تحاليل وظائف الكبد ووجد الطبيب بعض الاضطراب فيها وأجرى مزيدا من الفحوصات، وذكر أن لدي حالة تسمى «غلبرت» وأنه لا خوف منها. وأود معرفة المزيد عن الأمر، وما تنصح.

إبراهيم د. - إسطنبول.

- هذا ملخص رسالتك التي عرضت فيها نتائج التحاليل للكبد ومتابعتك مع الأطباء في تركيا حول الاضطرابات الوظيفية التي تم تشخيصها بأنها حالة «غلبرت».

حالة «غلبرت» من الحالات الشائعة، وفيها اضطراب بسيط في عمل الكبد للتعامل مع مادة الصفراء أو مادة «بيلوربين» كما تلاحظه من نتائج التحاليل. ولاحظ معي أن مادة بيلوربين هي أحد المواد الناتجة عن تكسر خلايا الدم الحمراء بعد انتهاء عمرها. ومعلوم أن خلايا الدم الحمراء تعيش في الجسم نحو ثلاثة أشهر من حين ولادتها أو تكوينها إلى حين تكسيرها وتخلص الجسم منها بعد هرمها وكبر سنها وفقدانها القدرة على العمل. ومن نتائج التكسير هذا خروج مواد يطلب من الجسم، والكبد تحديدا، التعامل معها لمنع تراكمها وتسببها في أي اضطرابات في الجسم.

وفي حالة «غلبرت»، يكون هناك قصور في أداء الكبد لهذه المهمة، وهي حالة وراثية؛ أي إن الإنسان يولد بها نتيجة جينات وراثية من والديه ولا يمكن أن يكتسبها لأي سبب بعد ولادته، وهذه الجينات شائعة، ولذا إذا كانت لدى الأم والأب اكتسبها الابن أو الابنة. وهي حالة غير ضارة بصحة الإنسان، وهي بالتالي حالة لا تتطلب معالجة. وغالبا ما يتم تشخيصها بالصدفة من خلال إجراء الفحوصات الروتينية للكبد لأي سبب أو داع طبي.

والمظهر الوحيد الذي قد يبدو على الشخص الذي لديه حالة «غلبرت»، هو اصفرار خفيف في لون الجلد أو لون بياض العينين في بعض الأحيان وزوال الصفار هذا في أحيان أخرى. وهناك حالات قد يمر بها الإنسان قد ترفع من احتمالات ظهور هذا الصفار الخفيف، مثل الإصابة بأي اضطرابات مرضية كنزلات البرد وغيرها، وبعد الصوم أو اتباع حمية غذائية صارمة، أو التعرض للجفاف نتيجة عدم شرب كميات كافية من السوائل أو الإسهال أو التعرق الشديد في أوقات الحر، أو التعرض لضغوطات نفسية. ولدى السيدات ربما في أوقات حيض الدورة الشهرية. وغالبا ما يزول هذا الصفار سريعا ولا يترك آثارا سلبية على الجسم.

وما هو مطلوب من الشخص الذي تشخص إصابته بحالة «غلبرت» هو أن يخبر أي طبيب يجري له فحوصات الكبد بالأمر كي لا يتم تكرار إجراء فحوصات للكبد لا داعي لها. وهناك بعض أنواع الأدوية قد تتسبب في ارتفاع مادة الصفراء لدى هؤلاء الأشخاص الطبيعيين وهو ما يتنبه له الطبيب عادة.

وإضافة إلى ما تقدم، عليك الحرص على تناول الوجبات الصحية للأطعمة الطازجة والمتنوعة والمحتوية على الخضار والفواكه وتقليل تناول الشحوم الحيوانية والحفاظ على وزن طبيعي للجسم وممارسة الرياضة اليومية والابتعاد عن مسببات التوتر والإجهاد النفسي.

* قشرة فروة الرأس

* لا أزال أعاني قشرة فروة الرأس، بم تنصح؟

أم سامية ع. – جدة.

- هذا ملخص رسالتك، ومشكلة قشرة فروة الرأس من المشاكل الجلدية الشائعة جدا لجلد الرأس الذي ينمو فيه شعر الرأس، أي المشكلة في الجلد وليس الشعر نفسه. وهي حالة غير معدية وحالة مزمنة وتتطلب عناية متواصلة، ويمكن السيطرة عليها، ولكن لا يمكن إزالتها كلية. والقشور هذه هي القشور الطبيعية التي يزيلها جلد الجسم للطبقات الميتة منه وذلك ضمن عمليات التجديد لجلد الجسم كله، ولذا نلحظ أن المشكلة تزيد في فصول الخريف والشتاء المتميزة بالجفاف، كما تزيد في سكنى المناطق الجافة والحارة. بمعنى كل إنسان يغير ويزيل طبقة الجلد الخارجية لمختلف أجزاء جلد جسمه، وبالتالي تظهر هذه القشور المتساقطة لدى البعض كقطع كبيرة واضحة بين ثنايا الشعر أو على الملابس المغطية للأكتاف. والفرق بين الناس الذين لا تظهر عليهم القشرة والناس الذين تظهر لديهم أن الجلد لا يتمم عملية تفتيت هذه القشور بدرجة كاملة أي إلى قطع صغيرة جدا لا تظهر بين ثنايا الشعر أو على الأكتاف، بينما في بقية الناس العاديين يتم هذا التفتيت بدرجة أفضل، ولذا لا تظهر لديهم القشرة. ومن العوامل المساهمة في عدم إتمام عملية التفتيت هو زيادة الإفرازات الدهنية في الجلد، وزيادة الجفاف والحرارة في الأجواء التي يعيش فيها الشخص، وعدم تنظيف فروة الرأس بالشامبو بانتظام. وهناك نوع من القشرة المرتبطة بحالات الحساسية الهينة في جلد فروة الرأس أو جلد مناطق أخرى من الجسم ينمو فيها الشعر، وهي ما تحتاج إلى أن يؤكد الطبيب تشخيص الإصابة بها وينصح بطريقة التعامل معها وعلاجها بشكل مختلف نسبيا. كما أن هناك حالات أخرى من الحساسية الناجمة عن تفاعل الجلد مع بعض مستحضرات التنظيف للبشرة أو الشعر أو مستحضرات صبغ الشعر. وهناك حالات ناجمة عن زيادة نمو فطريات معينة غير معدية في جلد فروة الرأس. وهذه الحالات كلها يميزها طبيب الجلدية عند فحص فروة الرأس والجلد وسؤال الشخص عن أمور مرتبطة بالعناية بهم، وبالتالي يمكن معرفة ما إذا كانت القشرة لها أسباب معينة أو أنها من النوع الشائع.

والتعامل مع قشرة فروة الرأس مبني على القناعة بأن الأمر يمكن السيطرة عليه، ولكن الأمر يتطلب شيئا من الصبر والمثابرة في التعامل معها بطريقة صحيحة ومفيدة. بمعنى أن الاهتمام بتنظيف شعر وجلد الرأس بشامبو في كل يوم بطريقة لطيفة وباستخدام أطراف الأصابع وليس الأظافر، يخفف من تراكم الدهون وتراكم طبقات خلايا الجلد الميتة، وبالتالي تخفيف مظهر مشكلة القشرة. هذا هو الأساس في التعامل مع المشكلة دون أي ملل أو إهمال. وإن لم تفلح هذه الوسيلة وحدها في إزالة مظاهر القشرة، يمكن اللجوء إلى استخدام أنواع من شامبو تنظيف فروة الرأس المخصصة للعناية بالقشرة، مع ملاحظة أن استخدامها يتسبب في أي مظاهر للحساسية منها كالحكة مثلا يتطلب التوقف عن تعريض جلد فروة شعر الرأس لها وعدم استخدام النوعية تلك من الشامبو.

وهناك أنواع مختلفة من شامبو القشرة لا أستطيع ذكر أسمائها التجارية، ولكن يمكن قراءة مكوناتها المكتوبة على عبواتها. منها ما يحتوي على مواد الزنك المضادة لنمو البكتيريا والفطريات، ولذا قد تفيد في حالات تكاثر الفطريات أو الحساسية الدهنية. وهناك أنواع تحتوي على مادة القطران الفحمية المفيدة جدا لحساسية الجلد وخفض وتيرة نشاط إنتاج خلايا الجلد، وبالتالي تخفيف حدة مظاهر القشرة. وهناك أنواع تحتوي على مواد من مشتقات مادة السليسيليت الموجودة في الأسبرين التي تزيل طبقات الجلد الميتة والتي يتطلب استخدامها مرطبات الكونديشنر للشعر. وأنواع أخرى تحتوي على أدوية تخفف من سرعة موت خلايا جلد فروة الرأس أو مواد دوائية مضادة للفطريات. ولذا، يتطلب الأمر المتابعة مع الطبيب لملاحظة أي تحسن أو تدهور في ظهور القشرة ومدى الاستجابة الإيجابية لأحد أنواع الشامبو المحتوي على مادة علاجية دون أخرى.