بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* السمنة وباء يحتاج إلى تدخل جاد

* من الأخطاء الشائعة، تناول المأكولات والمشروبات أثناء مشاهدة التلفزيون، وكذلك الاستجابة للإعلانات التجارية التي تبث خلال البرامج والمسلسلات الموجهة للأطفال عن أنواع خاصة من الأطعمة عديمة القيمة، كالسكريات والمشروبات الغازية والوجبات السريعة، وتوحي لهم بأنها أطعمة مثالية أو حتى عصرية، بينما هي في الحقيقة سبب رئيس للبدانة والأمراض المزمنة.

في آخر تقرير صدر عن معهد الطب الأميركي (Institute of Medicine) (IOM)، وجد أن الأطفال في سن 2 - 11 سنة يشاهدون يوميا ما معدله أكثر من 10 إعلانات غذاء تلفزيونية. تقريبا، كل الإعلانات الغذائية (98%) هي لمنتجات غير صحية عالية في الدهون والسكر والصوديوم.

في بداية هذا العام، أعلنت الجمعية الطبية الأميركية (AMA) السمنة مرضا، وفتحت الباب رسميا لمجموعة من التدخلات الطبية «لعلاج» هذه الآفة الحديثة. وتشير الإحصاءات إلى أن البدانة بين البالغين في الولايات المتحدة قد تضاعفت بين عامي 1990 و2010. وأضحى الأميركيون من أكثر شعوب العالم معاناة من السمنة، ففي كل ولاية أميركية، اليوم، على الأقل 20% من البالغين يعانون السمنة المفرطة، ويرتفع معدل السمنة فوق 30% في 12 ولاية، ويحوم المعدل حول 50% بين مجموعات معينة، مثل اللاتينيين.

خبراء التغذية المتمرسون يعون جيدا مسببات السمنة وأنها تحدث نتيجة تناول الكثير من السعرات الحرارية وعدم ممارسة ما يكفي من الرياضة البدنية. وعليه، فيضعون الحلول التالية:

* ضرورة تغيير صناعة المواد الغذائية المصنعة، وتحديث ثقافة المجتمع بما يعزز الصحة، ونشر الحقائق العلمية للتغذية لأفراد المجتمع، ووضع رقابة على الإعلانات المروجة للوجبات السريعة للأطفال باستخدام الشخصيات الكرتونية المفضلة لديهم.

* ولمشاهدة البرامج المفضلة دون التأثر بالدعاية، يقترحون تسجيل تلك البرامج، ومن ثم مشاهدتها مع التقديم السريع أثناء عرض الإعلانات التجارية، حتى يتم تجاوز تلك المشكلة.

* الحد من تناول الفركتوز بجميع أشكاله وكذلك السكريات الأخرى، واستبدال الخضار والدهون الصحية بها، فذلك أمر بالغ الأهمية للتغلب على تراكم الدهون الزائدة في الأحشاء، وإعادة وزن الجسم ووظائف التمثيل الغذائي إلى المعدل الطبيعي.

* تطبيق الصوم المتقطع، فهو أيضا أداة أخرى قوية من شأنها أن تساعد بشكل كبير في الوصول إلى كتلة جسم مثالية خالية من الدهون، والقضاء على الرغبة الشديدة للجوع التي تدفع لاستهلاك الأطعمة السريعة والسكريات.

* الإجهاض لا يعني العقم

* تعتقد بعض النساء خطأ، أن التعرض للإجهاض يعني عدم إمكانية الحمل مرة ثانية وفقدان الأمل في الإنجاب. بينما تشير الحقائق العلمية إلى أن على الأقل 85% من النساء اللاتي تعرضن للإجهاض يمكنهن الحمل والإنجاب مرة أخرى وبشكل طبيعي، كما أن التعرض للإجهاض لا يعني أن تلك المرأة تعاني مشاكل في الخصوبة. أما في حالة التعرض للإجهاض بشكل متكرر، فإن الأمر يختلف، حيث تنصح هذه المرأة باستشارة الطبيب المتخصص بأمراض النساء لاستخدام إحدى وسائل منع الحمل حتى لا تتعرض للإجهاض من جديد.

وفي نفس الوقت، سوف يبدأ الطبيب البحث عن سبب أو أسباب هذا الإجهاض المتكرر، وذلك بإجراء مجموعة من الفحوص المتقدمة في هذا المجال. ومن تلك الفحوص، عمل تحاليل الدم، والفحوصات الجينية، وعمل خزعة لبطانة الرحم لفحص عينة صغيرة من أنسجة الجدار الداخلي المبطن للرحم ميكروسكوبيا، إضافة إلى عمل أشعة سينية وأخرى بالصبغة الملونة للرحم وقنوات فالوب للتأكد من سلامة الجهاز التناسلي وعدم وجود أي انسداد أو معوقات للحمل. وحديثا، يتم أيضا عمل فحص للرحم بواسطة المنظار الذي يتم إدخاله عبر المهبل وعنق الرحم. كما قد يرى الطبيب المعالج ضرورة عمل فحص للبطن بواسطة المنظار أيضا لرؤية جميع الأعضاء الموجودة في منطقة الحوض والتأكد من سلامتها.

ولعلاج هذه الحالة وتهيئة الرحم للحمل مرة ثانية، يقوم الطبيب المعالج بالآتي:

* إعطاء هرمون البروجستيرون الذي يفيد أيضا في تثبيت الحمل.

* اللجوء إلى العلاج الجراحي وفقا لنتائج الفحوصات لإصلاح أي سبب موجود في الرحم أو عنق الرحم أو في قناتي فالوب.

* أما إذا كان السبب عند الزوج كأن يكون عامل ريسوس (Rh) في فصيلة دمه إيجابيا وفي فصيلة دم الزوجة سلبيا، فإنه يتم إعطاء الزوجة أحد منتجات الدم المناعية لمنع تكون الأجسام المضادة التي من شأنها أن تؤدي إلى فقدان الطفل خاصة مع تكرار الحمل والولادة.

* الاستعانة بالعلاج السلوكي للزوجة، مع تجنب لوم النفس على حدوث الإجهاض، والتأكيد على أن ما حدث أمر خارج إرادة الإنسان.

* الاستعانة بمجموعات الدعم الخاصة بالنساء اللاتي تعرضن للإجهاض وفقدن أطفالهن.

* المتابعة الطبية المنتظمة قبل الحمل وبعد تأكيد حدوثه.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]