أستشارات طبية

الرياض: د. حسن محمد صندقجي

TT

* التهاب الكبد «إيه»

* أصيب ابني بالتهاب الكبد من نوع «إيه»، وتعافى منه.. هل يتكرر لديه الالتهاب، وهل له أضرار على الكبد؟

* ممدوح ع. – القصيم.

- هذا ملخص رسالتك. ولاحظ معي أن هناك أنواعا مختلفة من التهاب الكبد الفيروسي؛ أحدها نوع مرض الالتهاب الكبدي «إيه» A الذي يتسبب فيه فيروس الالتهاب الكبدي A. وهذا الفيروس ينتقل إلى الإنسان غير المصاب سابقا بعدوى هذا الفيروس وغير المُطعم ضده، عندما يتناول هذا الإنسان أغذية أو مياها ملوثة ببراز شخص مصاب بعدوى هذا المرض. ووفق مصادر منظمة الصحة العالمية، فإنه بخلاف الالتهاب الكبدي «بي» B والالتهاب الكبدي «سي» C فإن عدوى الالتهاب الكبدي A لا تسبب مرضا مزمنا في الكبد، ونادرا ما تكون قاتلة، إلا أنها يمكن أن تسبب أعراض العجز الكبدي الحاد، وإذا مرت الحالة بسلام وتجاوز المصاب هذه الحالة، فإنه يكون قد تجاوز مرحلة الخطر.

والواقع أن فيروس الالتهاب الكبدي A هو من أكثر الأسباب شيوعا لانتشار عدوى المرض بواسطة تناول الأغذية الملوثة. وتنتشر فيروسات الالتهاب الكبدي A في البيئة وبمقدورها مقاومة عمليات إنتاج الأغذية وتجهيزها المستخدمة عادة لتعطيل ومكافحة مسببات الأمراض البكتيرية التي يمكن أن تنتقل عبر الأغذية. وفي بعض مناطق العالم الموبوءة، يصاب معظم الأطفال بالالتهاب الكبدي A قبل بلوغ سن العاشرة، وفي مناطق أخرى تنخفض نسبة الإصابات. ولأن هذا الفيروس ينتقل أساسا عن طريق الأغذية والمياه الملوثة بالبراز المحتوي على فيروس المرض، فإن الإصابة تحدث عندما يتناول شخص غير مصاب بعدوى المرض، أغذية أو مياه ملوثة ببراز شخص مصاب بعدواه. وتجدر ملاحظة أن المخالطة العارضة بين الأفراد، سواء في المنزل أو المدرسة، لا تنشر فيروس المرض.

وتتوفر عدة لقاحات ضد الالتهاب الكبدي A. ويتم تلقيها وفق الاحتياج في مناطق من العالم دون أخرى، ولذا فإنها غالبا ليست ضمن برامج اللقاحات الروتينية.

* أضرار السكري

* ما أضرار السكري على المريض؟

* خالد عبد الواحد - الرياض.

- هذا ملخص سؤالك حول مرض السكري الذي لدى قريبك الذي لا يتابع حالته لدى الطبيب. والسؤال مهم للغاية نظرا لانتشار الإصابة بمرض السكري، ونظرا أيضا لأن بعض مرضى السكري يعتقدون أن المشكلة مقتصرة على ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر بالدم. والواقع أن على المريض أن يتنبه إلى أن مرض السكري صامت في غالب الوقت، لكنه يتسبب في الأضرار البطيئة على الجسم طوال الوقت ما لم يتم العمل مع الطبيب وأخصائي الحمية على ضبط نسبة السكر طوال الوقت وعلى متابعة الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تسرّع من حصول مضاعفات مرض السكري.

وسألخص لك أهم الأضرار والتداعيات تلك لأن من المهم معرفتها لأنه يمكن أن يتسبب السكري، مع مرور الوقت، في إلحاق أضرار بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكليتين والأعصاب. وبداية، السكري يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. فالأمراض القلبية الوعائية تتسبب في وفاة 50% من المصابين بالسكري، وهذه حقيقة قاسية لكن تجدر معرفتها. وما يسهم في زيادة احتمالات حصول هذه المشكلة هو وجود ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكولسترول أو التدخين. ولذا، فإن المتابعة الطبية لمريض السكري يجب أن تشمل العمل على حماية شرايين القلب والدماغ من الضرر، والعمل على تخفيف آثار أي من عوامل خطورة الإصابة بأمراض الشرايين إن كانت لدى مريض السكري. وثانيا، يزيد مرض السكري من احتمالات الإصابة بالاضطرابات العصبية التي تصيب أعصاب القدمين. ومما قد يزيد احتمالات حصولها أو يعقد المشكلة فيها هو حصول ضيق في الشرايين المغذية للقدمين، وبالتالي ضعف جريان الدم، ومن ثم زيادة فرص الإصابة بتقرحات القدم، وهو ما يتطلب أنواعا من المعالجات التي قد يكون بعضها قاسيا على المريض مثل بتر الأطراف في نهاية المطاف. وثالثا، اعتلال شبكية العين، وهو من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى العمى، ويحدث نتيجة تراكم طويل المدى للأضرار التي تلحق بالأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الشبكية. وبعد التعايش مع السكري لمدة 15 عاما يصاب نحو 2% من المرضى بالعمى ويصاب نحو 10% بحالات وخيمة من ضعف البصر. كما أن السكري من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الفشل الكلوي، ويتسبب هذا الفشل في وفاة 10 إلى 20% من المصابين بالسكري.

وهذه هي الحقائق الطبية، بما يجدر معه بمريض السكري أن يبعد عن نفسه وجسمه هذه الأضرار المحتملة، ولذا فإن من الضروري أحيانا ذكر بعض هذه الحقائق للمريض كي يبادر بنفسه إلى الاهتمام بصحته.

* لقاح الحمى الشوكية

* ما لقاح الحمى الشوكية؟

* أبو أحمد - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك التي ذكرت فيها نيتك الحج والنصيحة بتلقي لقاح الحمى الشوكية وأسئلتك حول الحمى الشوكية ولقاحها. بداية، فإن الحمى الشوكية التهاب بكتيري تهاجم فيه البكتيريا هذه الأغشية المحيطة بالدماغ وتنمو وتتكاثر في السائل الشوكي الذي يوجد حول الأغشية تلك. وهناك عدد من أنواع البكتيريا التي تتسبب في المرض، وعدد أيضا من الفيروسات.

والمرض هذا يشبه إلى حد كبير نزلات البرد العادية، ثم يتطور إلى صداع شديد وحمى وتشنج في عضلات الرقبة والظهر، والتداعيات التالية. وهو ينتقل عبر الرذاذ في الهواء، من خلال الجهاز التنفسي، ثم ينتقل إلى الدم داخل الجسم، ومنه إلى الجهاز العصبي. ومدته نحو أسبوعين من بدء دخول الميكروب إلى الجسم إلى حين ظهور الأعراض.

وهناك أنواع من لقاح الحمى الشوكية، تهدف إلى الوقاية من أنواع البكتيريا المتسببة في المرض العصبي هذا، وهي مفيدة وتعطي مناعة لنحو ثلاث سنوات.