بين الخطأ والصواب

TT

* الإصابة بالبرد والإرضاع الطبيعي

* تتوقف كثير من الأمهات المرضعات عن إرضاع أبنائهن من الثدي خلال إصابتهن بأعراض البرد والرشح والزكام خوفا من أن تنتقل عدوى المرض إلى الأطفال عبر حليب الثدي. وتفاجأ البعض منهن عند العودة للإرضاع الطبيعي أن إدرار الحليب قد توقف، وأن الطفل أصبح لا يقبل الثدي.

والصواب هنا، أن «فيروس البرد» لا ينتقل عن طريق لبن الثدي إلى الرضيع، وكذلك أدوية البرد والمسكنات التي تتناولها الأم المرضع.

ينتشر «فيروس البرد»، على حد سواء، من خلال السعال والعطس والملامسة اليدوية قبل عدة أيام من ظهور الأعراض، يكون جسم الأم، خلالها، قد كون أجساما مضادة وعوامل مناعية تفرز مع حليب الثدي قد يكون لها بعض التأثير الإيجابي في حماية الطفل.

إن الرضاعة الطبيعية، عملية آمنة تماما حتى مع وجود أعراض البرد والرشح، والمطمئن هنا أنه مع تعرض الطفل أيضا للفيروس، فإن مرور الأجسام المضادة إليه من خلال حليب ثدي الأم سوف يمنحه المناعة ويمنع عنه الإصابة بالزكام. ومن حسن الحظ أن نزلات البرد لم تسجل أبدا ضمن الأسباب التي تدعو لوقف الرضاعة الطبيعية.

وعلى العكس من هذا الاعتقاد الخاطئ، فإن فترة إصابة الأم المرضع بمثل هذه الأعراض هي من الأوقات الأكثر أهمية لاستمرار الرضاعة الطبيعية، حيث تتاح الفرصة للأجسام المضادة في الجسم لمحاربة الجراثيم وحماية الطفل الرضيع.

أما إيقاف الرضاعة الطبيعية في هذه الحالة، فسوف يتسبب في خلق مشاكل كبيرة لكل من الأم والرضيع. بالنسبة للأم قد يؤدي إلى جفاف الحليب وتوقف إفرازه، وبالنسبة للرضيع فيعرضه للقلق والتوتر جراء توقف نوع الرضاعة التي تعود عليها، إضافة إلى احتمالات إصابته بالمرض بسبب حرمانه من استقبال الأجسام المضادة المفيدة مع حليب الثدي.

وللتعامل الصحيح مع الطفل الرضيع أثناء نوبات البرد، ننصح بالآتي:

* أخذ قسط وفير من الراحة.

* تناول كمية وفيرة من السوائل، حتى لا يتعرض مخزون الحليب للانخفاض.

* التأكد من غسل اليدين بالماء والصابون جيدا عند التعامل مع الطفل.

* اتباع الإجراءات الصحية الجيدة مثل تحويل الرأس عند السعال للجانب الآخر، والتمخيط لتنظيف تجويف الأنف بانتظام.

* الحذر من تناول الأدوية التي يمكن أن تجفف الأنف، فهي أيضا تعمل على تجفيف الحليب.

* يمكن تخفيف أعراض البرد باستخدام بعض الإجراءات الإسعافية البسيطة مثل بخاخ الأنف، أقراص مسكنة مثل «أسيتامينوفين»، مضاد للحساسية مثل «بينادريل» إذا لزم الأمر.

* ينصح بتجنب مزيلات الاحتقان عن طريق الفم لأنها قد تؤثر على الطفل.

* أثناء المرض، يجب على الأم أن ترتدي قناعا على فمها وأنفها وأن تغسل يديها مع الساعدين قبل لمس الطفل، وكذلك غسل الثديين قبل إرضاعه، وذلك لتقلل من فرصة تمرير المرض إلى طفلها.

* الحفاظ على الرضاعة الطبيعية بقدر الإمكان للحفاظ على استمرارية إدرار الحليب.

* فطريات أظافر القدمين

* هناك من تعود ارتداء جوربه لعدة أيام دون تغيير رغم عمله المتواصل لساعات طويلة يوميا، وتكون النتيجة انبعاث رائحة كريهة من قدميه ثم حدوث تغيرات في شكل ولون أظافره.

إنها فطريات أصابع القدمين، وهي نوع من العدوى بالفطريات تصيب منطقة ما تحت الأظافر بأحد أنواع الفطريات المختلفة. وهي حالة شائعة إلى حد ما، وتزداد نسبة الإصابة بها مع تقدم الشخص في السن وكونه مصابا بالسكري. وتعد فطريات أظافر القدمين من الحالات المزمنة، ومن الصعب القضاء عليها نهائيا، واحتمالية انتشار المرض عالية، ومما يعقد المشكلة أكثر أن الأدوية المضادة للفطريات التي تؤخذ عن طريق الفم تحمل الكثير من المضاعفات التي تحتاج إلى مراقبة جيدة من الطبيب المعالج.

ومن المعروف أن الفطريات تفضل العيش في البيئات المظلمة والرطبة مثل منطقة تحت الأظافر، خاصة مع ارتداء الجورب والحذاء لساعات طويلة فتكون أرضا خصبة مثالية لنشاط وتكاثر الفطريات.

ويمكن التعرف على بداية الإصابة بالفطريات من ملاحظة بعض العلامات مثل تغير لون الظفر إلى اللون الأصفر ثم يصبح الظفر سميكا. في هذه المرحلة، نقول إن هناك احتمال وجود «نوع من الفطريات في الأظافر»، ولتأكيد التشخيص يجب الحصول على عينة من الظفر ترسل للتحليل في المختبر.

وإلى جانب الآثار المرضية للفطريات، تظل المشكلة التجميلية مقلقة للمريض مع تشوه شكل الظفر المصاب وزيادة سمكه وثخانته وتحول لونه للغامق، فليست هناك مضاعفات صحية كبيرة نتوقع حدوثها إذا لم يجري العلاج مبكرا وبطريقة جيدة.

للعلاج خيارات كثيرة، ولا بد من أن نعود إلى تصريح إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بأن علاج فطريات الأظافر أمر صعب، وأن عودة المرض ممكنة بعد العلاج. ويحتاج العلاج إلى تجربة عدد من الطرق سواء: تناول الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الفم مثل لاميسيل (Lamisil)، وأدوية موضعية فورمولا 3 (Formula 3)، والعلاج بالليزر، والإزالة الجراحية، والطب البديل (زيت شجرة الشاي). ويجري اختيار الطريقة المثلى لكل حالة بواسطة اختصاصي الأقدام podiatrist.

إن فطريات الأظافر مرض معد، وإمكانية انتقاله بواسطة حمامات السباحة المشتركة قائمة، ومع ذلك، فإن الأمر يحتاج إلى أكثر من التعرض لمجرد حدوث انتقال العدوى. بعض الناس هم أكثر عرضة للإصابة من البعض الآخر. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الفطر لبيئة مناسبة لنموه وتكاثره. إن اتباع أساليب النظافة العامة عن طريق التنظيف الشامل والتجفيف للقدمين بعد التعرض للبلل، سوف يقلل من فرص التقاط العدوى.

قد يتساقط الظفر المصاب، وفي هذه الحالة يجب إزالة جميع الأجزاء المتبقية من الظفر، ثم تنظيفه يوميا بالكحول واستخدام أحد الكريمات المضادة للفطريات، ونحذر من استخدام الأظافر الاصطناعية أو الأكريليك، حيث سيؤدي ذلك إلى تعزيز تراكم الفطريات سريعا تحت الظفر الجديد. ولا ننسى أبدا أن الفطر هو دائما حولنا.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]