استشارات

الرياض: د. حسن محمد صندقجي

TT

* التسمم بغازات الحطب

* ماذا يعني التسمم بغاز أول أكسيد الكربون؟

عادل خ. – الرياض.

- هذا ملخص رسالتك التي تحدثت فيها عن حالات التسمم بدخان وغازات الحطب. حالات التسمم هذه هي نتيجة انبعاث غاز أول أكسيد الكربون مع إشعال قطع الحطب للتدفئة وغيرها. وأول أكسيد الكربون (CO) هو غاز ليس له رائحة أو لون، ولكنه خطير جدا وفق التصنيف الطبي، لأنه يمكن أن يسبب المرض المفاجئ والموت. ويوجد أول أكسيد الكربون في أبخرة الاحتراق، مثل تلك التي تصدر عن عوادم السيارات والشاحنات، والفوانيس، والمواقد التي تستخدم الحطب أو الغاز. وهذه الأبخرة الغازية تتراكم في هواء الأماكن التي ليس فيها تهوية وتدفق جيد للهواء النقي. ويحدث التسمم بهذا الغاز عن طريق التنفس باستنشاقه، والأعراض الأكثر شيوعا له تشمل الصداع، الدوخة، الشعور بالضعف، الغثيان، القيء، ألم في الصدر والتشويش والارتباك الذهني.

من الناحية العامة، غالبا ما يكون من الصعب معرفة ما إذا كان شخص ما لديه تسمم بغاز أول أكسيد الكربون، وذلك لأن الأعراض قد تكون مثل تلك الأعراض التي في الأمراض الأخرى كنزلة البرد أو النزلة المعوية. وفي أحيان كثيرة تتسبب الأعراض هذه بخمول المرء ونومه بشكل سريع وعميق وهو في منطقة انتشار الغاز، مما يؤدي إلى تدهور حالته الصحية وربما الوفاة دون أن يمكنه التنبه أو مغادرة تلك الغرفة أو المنطقة.

ولذا من المهم اتخاذ وسائل الوقاية لمنع تراكم الغاز في منطقة مغلقة ما، كالغرفة أو المنزل أو الخيمة، وذلك بالحرص على تعهد الصيانة لأجهزة التدفئة أو سخانات المياه أو أجهزة الطهي وغيره من التي تعمل بحرق الغاز أو الزيت أو الفحم. ويجب الحرص على تركيب كاشف لهذا الغاز يصدر إنذارا حال ارتفاع نسبته في هواء المنزل أو الغرف، والحرص أيضا على مراجعة الطبيب حال الشعور بأي أعراض طبيعية مثل ما تقدم ذكره، إذا ساورت الإنسان شكوك حول احتمال تعرضه لكمية عالية من الغاز دون أن يتخذ وسائل الحيطة. ومن الضروري التنبه لعدم استخدام التدفئة بالفحم أو الحطب أو الغاز في المنزل أو أي أماكن مغلقة أخرى دون وجود وسيلة التصريف الملائمة للغازات المنبعثة عن احتراقها.

* الطفل والألم

* كيف أعرف أن طفلي يعاني من الألم؟

أم خالد - الكويت.

- هذا ملخص رسالتك، والموضوع مهم جدا، لأن المعرفة به تفيد الأمهات وغير الأمهات، والمعاناة من ألم الطفل أمر مقلق للأم والأب. وكلنا يعلم أن الأطفال الرُضّع لا يقدرون على النطق بكلام مفهوم يُعبر عمّا يشعرون به أو يريدون تبليغه لمن حولهم، ولكن هذا لا يعني أن ليس لديهم وسائل أخرى غير النطق للتواصل مع من حولهم للتعبير عما يشعرون به أو يريدون إبلاغه لمن حولهم. وما يستخدمونه هو إما الحركة أو الصراخ أو الابتسامة أو الخلود إلى النوم أو الاستيقاظ، وغيرها من الوسائل التعبيرية.

إن العلاقة بين الأم أو الأب والطفل الرضيع أحد أساسيات العناية بصحة الطفل الرضيع، والألم أحد الأمور الصحية التي يتعرض لها الأطفال الرُضّع لأسباب يطول شرحها متعلقة بالقدوم إلى الدنيا ونمو الجسم لديهم بشكل سريع وتعرضهم لكثير من المتغيرات البيئية بالمقارنة مع حالهم في رحم الأم. ويجب العمل على تخفيف شعور الطفل بالألم وإزالته، وهناك مؤشرات تدل الأم والأب على معاناة الطفل الرضيع، مثل الصراخ، وخاصة حينما يصرخ الطفل لفترة طويلة أو بنبرة عالية غير معتاد الطفل على إصدارها حال صراخه نتيجة الملل وقلة الاهتمام به أو بملاعبته والتواصل معه. المؤشر الآخر هو تعبيرات الوجه كتقطيب الحاجبين وفتح الفم والضغط على العينين وغيرها من التعبيرات غير المعتادة في وجه الطفل.

والطفل قد يعبّر عن الألم عبر سحب ذراعيه أو رجليه نحو جسمه، أو تصلبهما. وربما يعبر الطفل عن الألم بالسكون التام. والأطفال ربما يتألمون من الجوع أو عدم تقبلهم لطعم ما يُعطى لهم، أو لعدم نومهم بشكل كافٍ مريح لهم أو لعدم الاهتمام بهم وملاعبتهم. ومن الضروري سؤال الطبيب لصحة الطفل عن أنواع الآلام أو مسبباتها التي تعرض الطفل لها، وعن كيفية تعامل الأم بشكل صحيح معها.

* ارتفاع ضغط الدم

* لماذا يحدث ارتفاع في ضغط الدم؟

صالح ج. - اليونان.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول التشخيص الحديث لإصابتك بارتفاع ضغط الدم. وبداية لا توجد أسباب معروفة ومحددة لارتفاع ضغط الدم لدى غالبية المصابين به، إلاّ أن هناك عوامل تُصنف بأنها عوامل ترفع من خطورة احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أي عوامل تجعل من الممكن حال وجودها لدى إنسان ما أن يحصل لديه ارتفاع ضغط الدم. وفي حالات قليلة، هناك ارتفاع ضغط الدم المرتبط بأمراض أو اضطرابات صحية معينة.

ومن عوامل خطورة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم عامل الوارثة، أي إصابة قريب بالمرض نفسه، مثل أحد الوالدين أو الإخوة أو الأخوات، وهو ما يُقال عنه مرتبط بالجينات الوراثية. وكذلك زيادة وزن الجسم والسمنة، من العوامل التي ترفع احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ولذا فإن بخفض الوزن يمكن للإنسان حماية نفسه من أحد العوامل التي ترفع من احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وكذا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم تناول كميات عالية من الملح والأطعمة عالية المحتوى من الصوديوم، وعدم ممارسة النشاط البدني والرياضة البدنية وكثرة الجلوس دون حركة، وأيضا التدخين وتناول المشروبات الكحولية، ومن المهم أيضا معايشة الضغوطات النفسية العائلية أو الوظيفية.

ضغط الدم من الأمور القابلة للانخفاض إلى الحدود الطبيعية، بمعنى أن الارتفاع في قراءات قياسه يمكن خفضه إلى المعدلات الطبيعية. ومن أهم وسائل تحقيق ذلك خفض وزن الجسم وتقليل تناول الصوديوم وممارسة الرياضة البدنية اليومية. وفي أحيان كثيرة جدا تُغني هذه الأمور عن تناول أدوية لمعالجة ارتفاع ضغط الدم. ولكن لأن الكثيرين من مرضى ارتفاع ضغط الدم لا يُمارسون هذه الوسائل العلاجية بكفاءة، يضطر الأطباء إلى وصف الأدوية لهم. وحتى لو وصف الطبيب أدوية لخفض ضغط الدم، يستطيع الإنسان تقليل احتياجه لها عبر ممارسة تلك الوسائل غير الدوائية وإثبات أن قراءات ضغط الدم لديه انخفضت إلى المعدلات الطبيعية.