بين الخطأوالصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* مكملات غذائية لصحة العين

* انتشر عند الكثيرين، خطأ، تناول المكملات الغذائية بطريقة عشوائية، سواء الفيتامينات أو مضادات الأكسدة، من دون التعرف على طريقة تناولها والجرعة المطلوبة وما إذا كان لها آثار جانبية. ومن هذه المكملات تلك التي تختص بمشكلات العيون.

هناك الكثير من المكملات الغذائية التي توصف من أجل صحة العين، ولكن ما يفيد منها حقا هي تلك المكملات التي تحتوي على مكونات معينة مثل الزنك والفيتامينات المضادة للأكسدة C «سي» و«إي» E. وقد يستفيد منها عدد كبير من الذين تجاوزت أعمارهم الـ40 سنة ويعانون من مشكلات في العين أهمها: الضمور البقعي المرتبط بالعمر Age - related Macular Degeneration (AMD).

يحدث أولا الضمور الجاف AMD عندما تضمر ببطء أو تتكسر الخلايا في منطقة البقعة macula (وهي الجزء من العين الذي يختص بالرؤية الحادة المركزية) مسببا عدم وضوح الرؤية تدريجيا. وإذا لم يتوقف تقدم المرض، فإنه يمكن أن يتحول إلى الضمور الرطب، وهي المرحلة التي تنمو فيها الأوعية الدموية تحت شبكية العين ويتسرب منها الدم تحت الشبكية، مما يتسبب في فقدان البصر السريع والحاد.

ويشير أحد الأبحاث المنشورة في هذا الخصوص (Bausch & Lomb PreserVision Eye Vitamin and others) وقد أطلق عليه اسم «دراسة أمراض العين المتعلقة بالشيخوخة AREDS» إلى أن الأشخاص الذين تناولوا المكملات الغذائية التي تحتوي على مستويات عالية من الفيتامينات C وE، وبيتا كاروتين، وعنصر الزنك، انخفض لديهم خطر تطور وتقدم تلك الأمراض AMD لمدة خمس سنوات وكان تحولها من المرحلة المتوسطة إلى المرحلة المتقدمة بنسبة 25 في المائة مقارنة مع الذين أعطوا دواء وهميا placebo. إلا أن تلك المكملات لم يكن لها تأثير واضح على خطر الإصابة بإعتام عدسة العين أو الماء الأبيض «كاتاراكت» أو فقدان البصر. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول جرعات عالية من بعض العناصر الغذائية المضادة للأكسدة قد يكون ضارا للبعض. وعلى سبيل المثال، فقد تبين أن أخذ جرعات عالية من بيتا كاروتين يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين.

وفي هذا المجال ينصح الخبراء بالآتي:

* اتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على وزن مثالي ومتابعته دوريا.

* عند حدوث الضمور البقعي المرتبط بالعمر AMD يجب المتابعة المنتظمة مع الطبيب.

* التحدث مع الطبيب حول الفوائد والمخاطر المرتبطة بأخذ المكملات المضادة للأكسدة مثل تلك المستخدمة في البحث AREDS المشار إليه.

* فحص العين بانتظام، حتى في حالة عدم وجود أسباب مرضية واضحة، وذلك للكشف عن العلامات المبكرة لمشكلات العين التي غالبا لا يكون لها أي أعراض تحذيرية، بما في ذلك الأمراض المرتبطة بمرض السكري، والماء الأزرق أو الجلوكوما، والضمور البقعي، في مرحلة تكون فيها أكثر قابلية للعلاج.

* فحص قاع العين كل 2 - 4 سنوات في المرحلة العمرية 40 - 54، وكل 1 - 3 سنوات في عمر 55 - 64، وكل سنة أو سنتين في سن 65 وما فوق اعتمادا على صحة العين وغيرها من العوامل.

* في حالة مرضى السكري أو وجود تاريخ عائلي لمشكلات العين، قد يحتاج الأمر لعمل الفحوصات أكثر تواترا.

* الطفل الأعسر

* من الأخطاء الشائعة عند معظم الآباء والأمهات عدم تقبلهم أن يكون أحد أبنائهم أعسر، أي إنه يستخدم يده اليسرى لقضاء حاجاته وأمور حياته ومنها الكتابة وتناول الطعام، وهاتان الصفتان الأخيرتان هما أول العلامات التي تلفت نظر الوالدين إلى هذه الظاهرة. ويسعى الوالدان عادة إلى بذل كل ما باستطاعتهما عمله لتغيير هذا السلوك عند طفلهما، وقد يصل الأمر إلى اللجوء لمعاقبته بالضرب والحرمان وربط اليد اليسرى كي لا يستخدمها، مما يتسبب في معاناته وعناده وكرهه لما يفعل.

وبالطبع فهذا تصرف خاطئ وله عواقب سيئة على نفسية الطفل الذي يعاقب على أمر لا إرادة له في تغييره. والشخص الأعسر ما هو إلا تركيبة بيولوجية طبيعية لم يكتشف العلم بعد أي سبب لها، إلا أنها صفة جينية وراثية.

من المعروف علميا أن هناك نحو 10 في المائة من سكان العالم يستخدمون اليد اليسرى بدلا من اليمنى، ومن المثبت تشريحيا أن المنطقة المسؤولة عن الكلام والتناسق الحركي بالقشرة المخية المسماة «مركز بروكا broca›s center» تقع في النصف الكروي الأيسر من المخ لدى مستخدمي اليد اليمنى، في حين وجد أنه في 70 في المائة من مستخدمي اليد اليسرى يكون هذا المركز متطورا أكثر في النصف الكروي الأيمن للمخ. ومن الملاحظ أن مستعملي اليد اليسرى يشكلون تقريبا 50 في المائة من عدد المشاهير والسياسيين في العالم، وهم غالبا الفئة الأكثر طلاقة في الحديث والخطابة.

وينصح علماء النفس الآباء والأمهات بالتعامل الطبيعي مع طفلهما الأعسر من خلال ما يلي:

* يجب أن يتقبل الوالدان طفلهما كما هو، لا كما يريدان.

* أن يتعاملا معه على أن ما به من اختلاف في استعمال يديه هو كأي اختلاف عن الآخرين مثل لون الشعر أو العينين أو الجلد.

* عدم إشعار الطفل بأنه يحمل عيبا واختلافا غير مرغوب فيه من قبل الآخرين.

* عدم استخدام أسلوب التنفير أو الزجر لإرغامه على استخدام اليد اليمنى.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]