بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* تخفيف ألم تطعيم الأطفال

* من الأخطاء الشائعة أن يستسلم الآباء لعامل العاطفة تجاه أبنائهم، ويتهاونون في إعطائهم التطعيمات الأساسية في السنة الأولى من العمر، التي تؤخذ فيها مجموعة من التطعيمات الأساسية، وذلك بسبب الألم الذي يتعرض له الطفل أثناء التطعيم، وعدم تحمل الوالدين رؤية طفلهما في وضع مؤلم. وهذا السلوك جعل كثيرا من الآباء والأمهات في حالة تهيُّب من رؤية طفلهم يتألم، والبعض منهم قد يترددون في جلب أطفالهم للتطعيم، خوفا من أن يكون للتعرّض للألم مبكرا في الحياة تأثيرات عصبية طويلة المدى على الطفل.

بالفعل، إنها مشكلة شائعة في كل بلدان العالم، وهذا ما دعا المهتمين بهذا المجال للبحث عن حلول بسيطة للتغلب عليها، توفر للطفل فرصة أخذ التطعيمات من دون ألم، بحيث يخرج الطفل من عيادة التطعيم مبتسما، مثلما حضر قبل خوض أول تجربة مؤلمة في هذه العيادة.

من هؤلاء، الدكتور كينيث جولدشنايدر مدير قسم علاج الألم في المركز الطبي لمستشفى سينسيناتي للأطفال في أوهايو، الذي ركّز على المسكنات الموضعية، مع استعمال إبر نحيفة جدا واختيار موقع الحقن الصحيح. إنها وسيلة تعمل جيدا إلى حد معقول على الأقل، وهي متبعة في معظم مراكز التطعيم.

أما الباحثة ليندا هاتفيلد، الأستاذ المساعد في الصحة العامة بجامعة ولاية بنسلفانيا، فقد قامت مع مجموعة من زملائها بدراسة هي الأولى من نوعها، نشرت نتائجها في مجلة طب الأطفال، استعملت فيها محلول ماء سكّر بهدف تخفيف ألم التطعيمات عن الطفل وأيضا تقليل مخاوف الآباء من أن التطعيم مؤلم، وكذلك لترفع نسب تطعيم الأطفال.

وقد جرى إعطاء 100 طفل بعمر 2 - 4 أشهر بصورة عشوائية محلول سكروز بالفم أو علاجا مموّها (ماء معقّما) قبل إعطاء التطعيم الروتيني بدقيقتين، ثم قامت الدكتورة بتقييم مستوى الألم من حيث مراعاة الآتي: ملاحظة البكاء مع التطعيم، تعبيرات الألم على الوجه، حركة الجسم، إشارات للنعاس والنوم.

وقد وجدت هذه الدراسة أن أفراد المجموعة التي أخذت محلول السكروز كان لديهم ألم أقل بعد مضي من سبع إلى تسع دقائق من إعطاء المحلول، أما بعد الدقيقة التاسعة، فكانت النتيجة انخفاض متوسط الألم بنسبة 78.5 في المائة أقل من مجموعة العلاج المموه.

وكان تفسير ميكانيكية عمل محلول السكر، بأن هناك علاقة بين التعرض إلى السكروز وإطلاق الجسم مواد كيميائية طبيعية مخففة للألم، هي «إندورفين».

وتطمئن الدكتورة هاتفيلد الآباء بأن هذا المحلول خفيف وضعيف جدا، ومن غير المحتمل أن يكون له أي تأثير على مشكلات الوزن، كما أنه لا يرفع سكر الدم حتى على الأمد القصير.

* الفحص الدوري للعين

* من الأخطاء الشائعة استمرار إهمال عمل الفحص الدوري للصحة من قبل الكثيرين في مختلف المجتمعات في العالم، على الرغم من حملات التوعية التي تقودها المنظمات العالمية للصحة، وإن تقدم البعض منهم لإجراء الفحص الطبي الدوري، يظل العدد الأكبر منهم غير مبالين ولا مهتمين بعمل الفحص نفسه للعين ما لم تكن هناك شكوى من أعراض محددة، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة للإصابة بفقدان البصر، وانتشار العمى على مستوى العالم.

يشهد شهر فبراير (شباط) من كل عام انطلاق حملة توعوية تحثّ الناس دوما على إجراء الفحص الدوري للعيون حتى في غياب الأعراض المرضية، وتشدد على عمل فحوص أشمل وأدق عند وجود إشارات أولية لأمراض العيون الشائعة التي تنتهي عادة بالعمى، إذا أهمل علاجها.

وتؤكد الأكاديمية الأميركية لطب العيون على ضرورة المحافظة على البصر بكل الوسائل الممكنة. وتتوقع، بحلول عام 2020، أن يكون 43 مليون أميركي في خطر كبير لفقد البصر والإصابة بالعمى، وذلك بسبب انتشار أمراض العين المتعلقة بالشيخوخة، ومنها الماء الأبيض، أمراض عصب العين السكرية، الماء الأزرق أو الغلوكوما، وضمور مركز الإبصار العصبي. وسيعاني الأميركيون من هذه الأمراض بنسبة عالية، أكثر من 50 في المائة زيادة على الوضع الحالي، وهي أمراض مهدّدة للبصر.

ويأتي هذا الاهتمام العالمي بصحة العين ومكافحة العمى انطلاقا من الحقائق العلمية التي تشير إلى أنه حتى الناس الذين ليس لديهم عوامل خطر أو إشارات لأمراض العيون، يمكن أن يعانوا من فقدان الرؤية بعد سن الأربعين، وأن هناك عددا من أمراض العيون من الممكن أن تتطور وتتقدم من دون أي علامات تحذيرية، وتسبب العمى إذا لم يجرِ تشخيصها وعلاجها مبكرا، كما أن حدوث تغييرات تدريجية في الرؤية تعد علامة مهمة يجب أن تؤخذ في الاعتبار من قبل طبيب العيون.

ويؤكد الاختصاصيون في طب العيون أنه على الجميع ضرورة معرفة أن أعراض فقدان الرؤية تأتي في أي عمر، خاصة عند الذين يعيشون في خطر عال بسبب تاريخ عائلي، أو لديهم عوامل خطر مرضية، مثل مرض السكري أو ضغط الدم العالي، وأنه يجب في هذه الظروف استشارة طبيب العيون لتحديد نوعية الفحص وأهمية إعادته وفترات المراجعة الطبية المقبلة.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]