بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* القولون العصبي

* حالة القولون لها أعراض متباينة تنتاب الشخص، ويظل بسببها يتنقل بين عيادات الأطباء والمستشفيات. وفي كثير من الأحيان يجري تشخيص الحالة خطأ من قبل بعض الأطباء، وفي أحيان أخرى لا يقتنع المريض بإفادة الطبيب بأنه لا يوجد لديه أي مرض عضوي، حيث إن جميع التحاليل وصور الأشعة تكون طبيعية.

تتباين شكوى المريض من الشعور بعدم الارتياح بعد الأكل والانتفاخ وألم البطن، إلى عدم الإفراغ الكامل بعد التغوط فيشعر أنه بحاجة للتغوط مرة أخرى، وأحيانا خروج مادة مخاطية، وقد يكون لديه إمساك أو إسهال لفترة من الزمن.

وفي كثير من الأحيان يتهم المريض طبيبه المعالج بالفشل عندما يصارحه بعدم معرفته الدقيقة للمسبب الحقيقي لما يعاني منه.

«القولون العصبي» حالة شائعة، وهي عبارة عن اضطراب بالأمعاء، تصيب الجنسين من كل الفئات العمرية. وتختلف الأعراض من يوم لآخر ما بين أسوأ أو أفضل، فقد تكون الأعراض خفيفة بحيث لا تستدعي الذهاب إلى الطبيب لتلقي العلاج، وقد تكون شديدة ومزعجة لدرجة الذهاب إلى قسم الطوارئ، خصوصا عند حدوث تقلصات المعدة وانتفاخ البطن والإسهال الشديد.

إن الذي يحصل بالفعل هنا هو أن حركة الجهاز الهضمي تكون في حالة اضطراب ولا تعمل كما ينبغي، ولكن ليس هناك ما يشير إلى وجود تغييرات مرضية في الأمعاء، مثل حدوث التهاب أو وجود أورام. أما عن الأعراض التي يعاني منها المريض فهي نتيجة إشارات عصبية متبادلة بين الدماغ والأمعاء، تؤدي إلى خلل في حركة عضلات الأمعاء.

تتأثر أعراض القولون العصبي بالاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر، وبعد تناول بعض الأطعمة، وكذلك التغيرات الهرمونية، وأحيانا بعد تناول بعض الأدوية كالمضادات الحيوية.

يجري التشخيص، في معظم الأحيان، بواسطة التعرف على الأعراض التي يعاني منها المريض، أما لجوء الطبيب لعمل الفحوصات المختلفة مثل منظار المستقيم، فهو لاستبعاد وجود مشكلات أخرى خطيرة يمكن أن تسبب هذه الأعراض نفسها.

أما العلاج، فيكون عادة علاجا طويل الأجل يحتاج إلى صبر ومتابعة من كل من الطبيب والمريض، ويشمل العلاج الآتي:

* إجراء تغييرات في نمط الحياة.

* اتباع نظام غذائي خاص مثل تجنب الأطعمة التي تؤدي إلى ظهور الأعراض.

* التقليل من تناول المنبهات.

* عدم التدخين.

* الممارسة المنتظمة للتمارين البدنية.

* التعامل الحكيم مع حالات الإجهاد والتوتر النفسي.

* وأخيرا يأتي دور الأدوية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من حدة بعض الأعراض خاصة عند عدم الاستجابة للتنظيم الغذائي وتغيير نمط الحياة.

* خطورة القُرَح السريرية

* من الأعراض الشائعة التي يتعرض لها كثير من المرضى المعاقين أو المشلولين أو طريحي الفراش، «القرح السريرية أو تقرحات الفراش» التي تحدث بسبب الإصابة بأحد الأمراض المزمنة المعيقة للحركة والمنهكة للصحة العامة كحالات الشلل النصفي أو الشلل الرباعي أو جلطات الدماغ أو القلب أو حالات الغيبوبة وسواها. وتعرف هذه التقرحات أيضا باسم قرح الضغط الجلدية، لأنها تحدث بسبب تعرض جزء من الجسم قريب من العظام لضغط متواصل بسبب عدم استطاعة المريض تقليب جسمه كما يفعل الجميع، وبالتالي ينتج عن ذلك ركود في الدورة الدموية أو انحباسها وإعاقتها. ويكثر حدوث تقرحات الفراش حول منطقة الأرداف وكعبي القدمين وأسفل الظهر وفي منطقة الورك العظمية، ويجهل كثيرون كيفية التعامل معها! تحدث القرح السريرية لأسباب عديدة؛ أهمها انعدام الحركة، وعدم القدرة على تقليب الجسم وتغيير وضعه بسبب الحجز في السرير أو الجلوس طويلا في كرسي المعوقين كما في المرضى طريحي الفراش والمشلولين والعجزة المداومين على أدوية مهدئة ومنومة. وتزداد نسبة الإصابة عند هؤلاء المرضى إذا كان لديهم سلس المثانة و/ أو فقدان السيطرة على الأمعاء مما يؤدي إلى تسلخ الجلد ثم ظهور هذه القرح، ومن الأسباب الأخرى الجفاف وسوء التغذية.

تبدأ القرح السريرية بتغيير لون الجلد، ثم التورم والتقيح، ثم التقرح وفقدان الجلد وانبعاث الرائحة. ومعظم حالات القرح السريرية يمكن أن تعالج بالضمادات المنتظمة إذا كانت صغيرة وجرى اكتشافها مبكرا، بينما الكبيرة منها أو العميقة، فإنها تحتاج لتقنيات جراحية عالية وقد تصبح مهددة للحياة.

وللوقاية من حدوث هذه التقرحات لأحد أفراد الأسرة من فئة طريحي الفراش، ننصح بالآتي:

- عدم السماح لأي منطقة من الجسم بالتعرض للضغط المستمر لوقت طويل، وذلك بتغيير وضع الجسم كل ساعة إلى ساعتين من جانب لآخر.

- عمل فحص دوري منتظم لاكتشاف عوامل الخطر التي قد تسبب قرحا سريرية.

- استعمال مرتبة مموجة أو سرير مموج يساعد على تحريك وتوزيع الدم على كل أنحاء الجسم. كما يمكن استخدام مرتبة هوائية ومساند أو وسائد أو أي أشكال أخرى من الدعم التي تساعد على تحريك مناطق الجسم.

- تنظيف وتجفيف الجلد باستمرار، وعمل تدليك عدة مرات في اليوم يطبق بشكل خاص على مناطق ضغط الجسم كالظهر والطرفين السفليين.

- تحضير وجبات طعام متوازنة ومغذية ومحتوية على بروتين إضافي لإبقاء الأنسجة في وضع صحي جيد. كما أن الأنواع الغنية بفيتامين «سي» والزنك أثبتت مساعدتها في تحسين وشفاء الجروح.

- تعليم وتدريب أفراد العائلة على الوسائل الصحية لتفادي قُرَح السرير لمرضاهم.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]