استشارات

TT

* بين الكسل والتدخين

* هل صحيح أن الكسل عن ممارسة النشاط البدني أشد ضررا من التدخين؟

عبد الله ع. - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. وما ذكرت هو غالبا صحيح، على الرغم من أن التدخين أمر ضار جدا بصحة القلب وصحة الرئتين وصحة بقية أجزاء الجسم، والكسل البدني وعدم ممارسة النشاط البدني أمر بالغ الضرر على شرايين القلب وشرايين الدماغ بشكل يفوق التأثيرات الصحية الضارة للتدخين على شرايين القلب وشرايين الدماغ.

وهنا من الضروري ملاحظة الأولويات والأمور المهمة في ترتيب التأثيرات الضارة على شرايين القلب وشرايين الدماغ. وكانت المجلة الطبية البريطانية للطب الرياضي قد نشرت أخيرا دراسة حول هذا الأمر، وتحديدا لدى النساء، أي تأثيرات عدم ممارسة المرأة للنشاط البدني وتأثيرات تدخين المرأة على سلامة الشرايين القلبية. وتعد هذه الدراسة من الدراسات الطبية الواسعة، حيث شملت أكثر من 30 ألف امرأة، ولاحظت في نتائجها أن تأثيرات الخمول والكسل عن ممارسة النشاط البدني تفوق تلك التأثيرات السلبية للتدخين على شرايين القلب، مع تأكيد الدراسة على أن التدخين أمر ضار جدا على تلك الشرايين. ومقصود الدراسة ليس القول إن التدخين أمر هين أو غير ضار بشرايين القلب، ولكن المقصود هو التنبيه على عدم إهمال ممارسة النشاط البدني اليومي، وأن عدم ممارسة ذلك النشاط البدني أمر غير صحي ضار جدا. والمقارنة بين التدخين وممارسة النشاط البدني هو تقريب للفهم لإدراك مدى ضرر الخمول والكسل على صحة الشرايين القلبية.

إن جهد أحدنا للحفاظ على مستوى جيد للصحة العامة للجسم، وللحفاظ بشكل أكثر أهمية على صحة شرايين القلب وعضلة القلب وصحة الرئتين وصحة العضلات وصحة الهيكل العظمي والمفاصل، يتطلب ممارسة أنشطة بدنية رياضية بشكل يومي. وتحديدا ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيا من النشاط البدني الهوائي المعتدل، أي نشاط «إيروبيك» معتدل، مثل الهرولة أو المشي السريع أو ركوب الدراجة أو الجري على جهاز الدواسة المتحركة (تريدميل) أو السباحة، مع الحرص أيضا على تمارين لتقوية العضلات في منطقة الساقين والفخذين والظهر والأكتاف والرقبة مرتين أسبوعيا. ومن أهم مميزات إتمام القيام بنشاط هوائي معتدل هو زيادة ضربات القلب بشكل متوسط وبدء خروج العرق والقدرة على الحديث، ولكن من دون القدرة على ترديد كلمات أغنية أو أنشودة.

* تصوير القلب عبر المريء

* لاحظ الطبيب وجود تسريب في الصمام المايترالي، وطلب تصوير القلب بالأشعة الصوتية عبر المريء، هل هو ضروري؟

مساعد ص. - بريدة.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. وبداية، فإن متابعة حالات تسريب الصمام المايترالي تتطلب محاولة معرفة سبب نشوء هذا التسريب، ومدى وجود أي تغيرات في بنية الصمام المايترالي، وتقييم درجة هذا التسريب، وتقييم قوة القلب وحجم حجرات القلب، وتقييم حالة الصمامات الأخرى في القلب. والطبيب المتابع هو أفضل من يعطي تقريره عن نتائج الفحوصات التي أجراها، وأفضل من يعطي شرحا وافيا عن كيفية المعالجة ونوعية الفحوصات الإضافية التي يرى ضرورة إجرائها. ووفق ما ذكرته في رسالتك، هناك حاجة لمعرفة المزيد عن درجة التسريب لديك في الصمام المايترالي ومعرفة حالة بنية الصمام والأوتار الرفيعة المرتبطة به.

إن تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية، أو ما يقال عنه اختصارا تصوير الأشعة الصوتية، يسمح برؤية صور للقلب وهو ينبض، كما يتيح رؤية الكيفية التي يتدفق بها الدم داخل حجرات القلب وخلال مروره عبر الصمامات التي بين حجرات القلب. ومن خلال تصوير القلب بالأشعة الصوتية عبر المريء، يمكن رؤية القلب ومكوناته بشكل أفضل مما يمكن من خلال تصوير القلب بالأشعة الصوتية عبر جلد قفص الصدر.

ويجرى تصوير القلب بالأشعة الصوتية عبر المريء في عيادات خارجية بعد إعطاء المريض أدوية التهدئة والتخدير، ثم يوضع أنبوب في الحلق حتى يصل إلى المريء، وفي نهاية هذا الأنبوب مصدر إصدار الأشعة الصوتية واستقبالها، ومن ثم إرسالها إلى الجهاز الذي يظهر صورا تلفزيونية حية للقلب ومكوناته وهو ينبض ويعمل، ويظهر تدفق الدم داخل القلب وعمل الصمامات وتركيب الصمامات وغيرها من المعلومات المهمة حولها. ولاحظ معي أنه إذا كان المريض بدينا أو لديه مشكلات معينة في الرئتين، فإن تخطيط صدى القلب عبر الصدر قد لا يكون ناجحا في إعطاء صور واضحة للقلب. كما قد تكون أضلاع المريض متقاربة، مما يضيق النوافذ التي من خلالها تصل الأمواج الصوتية إلى القلب لإعطاء صورة واضحة عنه. كما قد يكون من الصعب لدى بعض الناس الحصول على صورة جيدة للجزء الخلفي من القلب من خلال تصوير الأشعة الصوتية للقلب عبر الصدر.

والتعليمات الخاصة بإجراء هذا الفحص تشمل ضرورة امتناع المريض عن الأكل أو الشرب لمدة ست ساعات قبل التصوير، وهو تدبير وقائي لتقليل خطر التقيؤ خلال هذا الإجراء. كما على المريض إعلام الطبيب بوجود أي مرض له علاقة بالمريء.